أبو مازن المصري : 

المجتمع المصرى كغير ه من كل المجتمعات يتكون من شرائح عدة تختلف بإختلاف درجة غناها وفقرها وبالتالى درجة ثقافتها علوا وانخفاضا ,, ولكل شريحة من تلك الشرائح ,, كتابها وناقديها ومخاطبيها .

والكاتب الفاضل الأستاذ فهمى هويدى ,, لا شك أنه من الكتاب الكبار الذين يخاطبون شريحة مهمة فى مجتمعنا ,, تلك التى تمثل شريحة المثقفين وكبار رجال الدولة والنافذين وحتى المعارضة والشباب ومختلف التيارات ,,ولا شك أن ما يكتبه سواء كان معلومات أو تحليلات فإنها تمثل مصدرا مهما للقراءة للجميع ,,, ومعظم ما يكتبه الأستاذ ينطق بصورة تقريبية عن ما يدور فى كواليس عالم متخذى القرار  .

وقد شاهدت أستاذنا الكريم اليوم الثلاثاء 22-اكتوبر فى برنامج على مسؤليتى  على قناة الجزيرة مباشر مصر ,, يقول...

ما معناه,,  أن على التحالف الوطنى لدعم الشرعية نسيان أمر الشرعية ( على الأقل الآن ) لأن الواقع يقول بإستحالة عودتها ,, فقد فرض المجلس العسكرى بقوته المسلحة حالة من الواقع الجديد,, والمختلف ,,, والذى يرفض بكل قوة ,, العودة للوراء ,,  كما أن المجلس العسكري مدعوم شعبيا من قطاعات عدة ,, فالمطالبة بالشرعية تمثل استهلاكا للرموز والكوادر فى معركة خاسرة ( فى إشارة لحالة العنف من قوى الأمن ) ,,  ويجب التركيز فقط على المطالبة بالديموقراطية لأنها المظلة الأكبرالتى تظل جميع القوى والتيارات على اختلاف مشاربها ,, فهى تسع الإسلامى والليبرالى والعلمانى وغيرهم .. ولم ينس الرجل أن يعطى الحق لكل متظاهر فى تظاهراته ,, غير منكر علي التحالف  تظاهراتهم ومسيراتهم ,,

والحقيقة ... إن كلام الرجل لم يصدمنى لأننى أبدا لم يعل أملى فيه ولا فيمن مثله ,, مع احترامى الشديد له ولأمثاله من الكتاب المحترمين .. خاصة بعد ما أعلنه هو بنفسه أنه تأتيه اتصالات وتهديدات وما إلى ذلك ,, ليؤيد الإنقلاب أوعلى الأقل لا يقر بشرعية الرئيس مرسي ,, وبعدها خرج علينا بمقال ’’ من يتجرع السم لأجل الوطن ’’ الشروق 23 سبتمبر المنصرم .

حيث إن قول الحق دون أذى ,, ودون وجود سوط يعلو الكاتب ,, وقوله فى الغرف المكيفة ,, يختلف كليا عن رجل المواقف ,, الذي يصدع بالحق حتى ولو كلفه قوله حياته ,, وهنا يجبرنا الإمام أحمد بن حنبل والشهيد سيد قطب على تذكرهما وذكرهما ...

وتعالوا نسائل الرجل فيما قاله ,, ولا شك أن سؤاله مشروع...

1-   سيدى ,, كيف تقيم نظاما ديموقراطيا جديدا على أنقاض نظام ديموقراطى هدمته دبابة العسكر ؟! وسجن رئيسه وحل مجلسه وعلق دستوره ؟! إن حال ما تطرح حال ,, لص مسلح دخل بيتا فقتل بعض أبناء صاحبه وجلس هو فيه وادعى ملكيته,, بعد أن طرد صاحبه ,, ثم أخذ صاحب البيت فى الصراخ مستنكرا على اللص جرمه مطالبا ببيته ودم أولاده ,,, فكأنك تقول لصاحب البيت تعال لننس أمر السرقة ولنعش الواقع وكفانا دماء واستنزافا لأولادك وصوتك ,, ولنفكر معا وليفكر معنا اللص فى مستقبلنا جميعا وكيف نتعايش فى هذا البيت الجميل ولننتخب منا من يقود هذا البيت ولنركز فى تفكيرنا ومطالبنا على المستقبل والحرية والديموقراطية فى ظل الواقع الجديد !!!!!! تماما ما فعل الصهاينة فى أرض فلسطين ....

2-   أين ذهبت شرعية الرئيس مرسي ؟ وأى دستور سمح لك بهذا الإنقلاب ؟ وهل الشرعية عطية من العسكر الذى أصبح فوق الدولة وفوق الشعب ,, يهبها من يشاء ويمسكها عمن يشاء ؟ 

3-   أى ضمان تعطينى كمنتخب ومنتخب فى نظام جديد تدعى ديموقراطيته ؟! ومن يضمن لى أن لا تفور فورة الدبابة مرة ثانية مستقبلا ؟ّ!

4-   أين ذهبت إرادة الشعب  ودمائه وأمواله وأراضيه ؟  

5-   هل الجيش يحمى الحدود وأمن الوطن  أم يحمى علمانية الدولة ومصالح قادته ؟!

6-   عن أى دعم شعبى تتكلم ؟؟ عن ثورة الست ساعات ,, التى خرج أفرادها من الكنيسة وبعض أفراد الشرطة والجيش وأسرهم والحزب البائد المنحل والبلطجية ( الأهالى الشرفاء ) والمنتفعين من دولة الفساد وأهل الفن والرقص والطبل وعمال مصانع وشركات رجال أعمال جمال مبارك والممولين من الفقراء والمساكين ,, وبعض المغيبين الذين سحرهم إعلام الفساد والثورة المضادة ,, وأجبرتهم طوابير البنزين والسولار,, وقطع الكهرباء الذى لم يبدع رجال المخابرات إلا فيه !!!  فأين ذهب بصرك أيها الكاتب الكبير فلم ير تلك الملايين التى تخرج ليلا ونهارا منذ ما يزيد على المائة يوم ,, لم ترعبهم رصاصات الغادر ولا طياراته ,, ولم توقفهم سجون الخائن ولا اعتقالاته ,, ولم تؤثر فيهم ضلالات الإعلام ولا افترائاته ,, لم يخدعهم نمق الكتاب ,, ولا سحر الخطاب ؟.

7-   وطالما أن سيادتك تقرعنف العسكر والشرطة ,,, فهلا طالبت بفنح تحقيق,,  و مسائلة الفاعل وعقابه ؟؟ أم أن دماء المطالبين بالشرعية حلال سفكها وأجسادهم مندوب حرقها وجثثهم واجب إخفاؤها  ؟!!

8-   كيف تصنع مستقبلا مع قاتل  لا زالت يده تقطر دما من دم شعبك ؟ ومن يضمن لك أن لا يقتلك أنت غدا كما قتل أقرانك ؟ كيف تصنع مستقبلا مع غادر غدر بك بالأمس ؟ من يضمن لك أن لا يغدر بك اليوم أو غدا ؟ خاصة وأن القوة المسلحة فى يده وبإستطاعته فرض واقع جديد أى يوم يريد ما دامت تلك القوة معه .

9-   عن أى قوى سيدى تتحدث ؟ وأين كانت تلك القوى حين قتلت الديموقراطية ودفنت مدنية الدولة وقتل الثوارالسلميون وأحرقت أجسادهم بل وحرق بعضهم أحياء ؟؟ أين هم سيدى من كل ما أنتجت أفواههم تشدقا ,, وصرخت حناجرهم تنطعا طوال تاريخهم الذى خلا من قطرة دم أو لحظة سجن تزكى أقوالهم الفارغة ؟؟ إنهم جروا إلى راعى الإنقلاب العسكرى ساجدين ,, وللبيادة مقبلين ,, ولحظوة العسكر مؤيدين ومهللين ومباركين ,, فهنيئا لهم بمزبلة التاريخ مقر ومستقر .

وأخيرا أريد أن أقول أننى تعلمت من تلك المنحة ( نعم منحة ) : ....

1-   أن رجل القول غير رجل العمل,, ورجل العمل غير رجل الجهاد .

2-   أن الرجال مواقف . والرجال يعرفون وقت الشدة لا وقت الراحة .

3-   إذا كنت متخذا قدوة ,, فاتخذ من الأموات ,, فإن الأحياء لا تؤمن بوائقهم .

4-   التحية كل التحية للكتاب الثابتين على الحق الصادحين به ,, فتحية للدكتور محمد الجوادى والدكتور سيف الدين عبد الفتاح والدكتور علاء صادق وللكاتب سليم عزوز والكاتب محمد القدوسى ’’ هذا على سبيل المثال’’ وأمثالهم من الشرفاء وما أكثرهم والحمد لله .

5-   التحية كل التحية للملهم والمربى ,, الإمام الشهيد حسن البنا ,, فقد خلف رجالا ,, ما أروعهم وما أقواهم وما أطهرهم ,, ضربوا لنا فى الجهاد والثبات والوطنية والتجرد والإباء ,, أزكى المثل وأعلاها ,,

6-   لا مكان بين الشرفاء لراقصى السلم .

7-   عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين ( إبن القيم ) وسنن الله حتما ,, غلابة ,, والحق أخيرا سينتصر ,,وستعود الشرعية ,, وسيعلم الخائفون والمرجفون والمترددون والمائعون ,, أى منقلب ينقلبون .