بقلم الدكتور : عبدالفتاح المصري

تستطيع أن تُـقَـيِّم نظام الحكم فى أى بلد من خلال قوانينها التى تصدرها وتعرف هل هذه الحكومة مع الشعب أو ضده وهل هذا الحاكم يحكم برضاء الشعب ويظفر منه بالرضا أم أنه يحكم رغما عنه ولا يهمه رضاء شعبه وعندما يكون قائد الإنقلاب من أحد الطوائف المغبونه والمهضوم حقوقها فإننا نقول ساعتئذ هذا قائد عمل من أجل طائفته لتأخذ وضعا أفضل وعندما يكون قائد الإنقلاب من طبقة فقيرة قام بإنقلاب نقول نعم قام بإنقلاب ليعمل مساواة إجتماعية بين الطبقات وينقذ الطبقة الفقيرة من الفقر والعوز ولكن عندما يقوم قائد الإنقلاب بانقلاب على رئيس منتخب الذى كان بربد أن يحقق هذه المعادلة الجميلة من العدل الإجتماعى فمعنى الإنقلاب أن يظل الفساد كما هو ونزيف الأموال كما هو وجموع العاطلين عن العمل كما هو والغلاء يتفاقم ولا مشاريع ولا تنمية ولكى يظل الفساد ومسلسل نهب الأموال كماهو فنعرف أن هذا الإنقلاب جاء ليستمر نظام القمع والإعتقالات وإذا خرجت مظاهرات طالبت بسقوط حكم العسكر لأنه يدير البلاد كمعسكر تنغل فيه المحسوبية والفساد لا بلد ديموقراطى نعرف أنه يريد حكم البلاد حكا عسكريا دكتاتوريا وعندما يصدر قانونا بمنع الهتاف بسقوط حكم العسكر فيكون أشبه بفضيحة لأن معنى وجود قانون المظاهرات الجديد بحظر هتاف يسقط حكم العسكر يعنى أن هناك شعب يطالب بسقوط العسكر وغير راض عن حكمه و العسكر يريدون خفت صوته حتى لا يسمع العالم نداء سقوطه وليس الأمر خفت الصوت بل يريدون أيضا غصب الرضامن الناس بالقوة عن طريق الإعتقالات والتعذيب وأحكام الشامخ الفاسدة وليس هذه هى المرة الأولى التى يصدر فيها عدم الهتاف بسقوط العسكر فقدعانى الشعب المصرى من حالة سابقة فهذا النظام لا يجيد إختراع شيئا وإن إخترع فإن إختراعه فاشل كإعلان عدلى بأنه بصدد إقامة مشروع قناة السويس وكن نحن لسنا أغبياء حتى نصدق هذا لأن أحد أسباب الإنقلاب هو قيام د/ مرسى بتدشين مشروع القناة مما يعنى أن الشعب سينعم بحياة إقتصادية رائعة مما يشكل خطورة شديدة على إسرائيل فقد عانى الشعب قبلا من الإستعمار الإنجليزى وأذنابه من الإقطاع معاناة شديدة من الفقر والمرض وسوء الإستغلال منه ومن أذنابه الإقطاعيين فقامت مظاهرات صاخبة تسمى ثورة 1919 تطالب بالإستقلال أو الموت الزؤام وتم التعامل معها من الشرطة المصرية التى تثقفت وتخرجت من المدرسة الإستعمارية وأول مبادئها الشعب رعاع وهو عدوك فاقتله دون رحمة وبعد هدوء الحال تم القبض على سعدزغلول ونفيه خارج مصر هو ورفاقه فابتدأ الهتاف باسم مصر واستقلالها وزعيمها العظيم سعد زغلول وأقيمت الندوات وبعد كل ندوة تخرج المظاهرات هاتفة تحيا سعد تحيا سعد رافعين شعار الثورة الهلال يحضن الصليب وهذا ما كان يزعج الإستعمار حيث كان يشجع على الفتنة بين المسلمين والنصارى أما الأقباط فكانوا مع المسلمين يدا واحدة ولذلك اصدرالإستعمار قانونا بمنع النداء باسم سعد فى المظاهرات وعدم ذكره نهائيا فى أى ندوة أو مجتمع من الناسNone call Zaghloul وهال الأمر رجال السياسة والنشطاء كيف إذن سيتكلمون ويمدحون سعد وخرج رجل فلاح من شجعان المصريين يحمل قفة بلح أحمر جميل وينادى زغلول يابلح بلح يازغلول فخرج الناس يجرون ليسمعوا النداء الجميل المحرم من الإستعمار ونظرت النساء والصبيان من شبابيك وشرفات المنازل ليروا بلح زعيمهم المنفى وتسابق الرجال فى شراء البلح وباع الرجل البلح كله وقبض الثمن الجزيل وما أن بعد عن الجمع حتى إنقض عليه كلاب الشرطة واقتادوه إلى القسم وحبسوه وضربوه وانتظر الناس الرجل فلم يجدوا له أثر فصاح صائح ما ضاع أمل فى قلوب رجال تملأ العزيمة سواعدها فاليخرج الجميع لبيع البلح ويردد الصبيان خلفه زغلول يابلح بلح يازغلول وامتلأت العاصمة بالنداء على سعد وسعد فى المنفى لا يسمع أن مصركلها ترتج باسم زغلول التليفونات ذات المنفلة تعمل آلو سعادة الباشا القومندان الناس فى المركز تصيح ياسم زغلول آلو سعادة القمندان القرية تصيح باسم زغلول آلو سعادة القومندان المديرية تصيح باسم زغلول والقومندان يتصل بوزبر الداخلية سعادة جناب اللورد المديرية تضج كلها بمراكزها وقراها باسم زغلول أمرك جناب اللورد تعددت تليفونات المنفلة من قومندانات المديريات حوالى 27 مديرية وفيها عدد كبير من المراكز ومايزيد عن 1500 قرية تضج باسم زغلول جناب اللورد يفكر لقدجاء زغلول إلى معسكراتنا هو يهددنا الآن فى بيوتنا ويقلق نومنا هذا شعب خبيث ياداخلية إلغوا القرار وبحبا سعد ويسقط يسقط حكم العسكر .