حازم سعيد :
يقولون لي افرح بالعيد ، فقلت : كيف وأعضاء جسدي كلها ممزقة .. بعضها ارتقى هناك عند مليك مقتدر ، والآخر وراء الأسوار يحرمه الطاغي الخائن من الحرية ، والباقي مطارد لا يقر بمكان .
فرحة العيد :
سأفرح لأن الله سبحانه أوقفني في خندق الحق وأهله ، المؤمنين بالله سبحانه ، والواثقين بنصره ، والمجاهدين في سبيله ، الراضين بقدره ، المخبتين له ، المحبين لشرعه ، الباذلين الأنفس والمال والمهج والأرواح من أجله .
سأفرح لأني أحب المؤمنين الصالحين ، أفرح لفرحهم وآلم لألمهم .
سأفرح لأني أبغض الخائن السيسي هو وأسياده من الأمريكان والصهاينة ومن والاهم وشايعهم .
سأفرح لأني أبغض العلمانيين وأعلم أنهم من أخبث أهل الأرض سريرة وأفحشهم علانية .
سأفرح لأني أبغض طبالي الباطل ومنافقيه من أمثال مفتيي الزور كعلي جمعة ومظهر ( وهو حقاً مظهر ) شاهين وعبد الجليل سالم وعمرو خالد وغيرهم .
سأفرح لأني أبغض منافقي السلطان من الإعلاميين الكذابين ، سحرة فرعون – قبل إيمانهم - ، الناعقين بكل كذب وبهتان .
سأفرح لأن الله سبحانه لم يتركني في غيي ويبقيني في صف من انتموا – لاحقاً – لحزب الزور والظلام ، فكنت أبقى في عماي وجهل التقليد سادراً .
سأفرح لأن الله سبحانه لم يتركني مع الهمل الرعاع من أتباع كل ناعق ، والذين لم تستضئ بصيرتهم بنور الحق ولم يميزوا بين الحق والباطل في قضية هي من أوثق عرى الإيمان ، ومن أوضح قضايا الكفر والإيمان .
سأفرح لثبات الحق وأهله ، وقوتهم عليه ، وعزمهم الذي لا يلين ، ويقينهم بالنصر الذي لا شك فيه .
سأفرح لتزلزل الباطل وحزبه وتفرقهم وتمزق أوصالهم ، وأن قلوبهم ليست على قلب واحد .
ويبقى حزن قلبي
لأني أفتقد أحبابي – وهذه ضريبة المحبة والأخوة – وهم أهلي وإخواني وأصفيائي وعشيرتي وما أملك في الدنيا كلها ، وهم بين شهيد أو معتقل أو مطارد .
أهلي وإخواني وعشيرتي بين شهيد سأفرح له وأغبطه على اتخاذ الله له شهيداً ، وبين معتقل تغيب الأسوار عني ملامح وجهه البرئ وضحكته الهادئة وأمن نفسه واطمئنانه ، وبين مطارد لا يهنأ له بأرضٍ مقام .
لقد أتيت يا عيد وأخي الحبيب وشيخي ورئيسي الشرعي مختطف . ودمي مسفوك ، وأنا محبوس ، وأنا مطارد .
وكل ما مضى يهون بجانب حرية بلادي ، ولكن يا عيد إن بلادي مخطوفة ، خطفتها عصابة العسكر الحرامية ومعهم ثلة العلمانيين الفاسدة الآسنة .
خطفوا بلادي ويتلاعبون بها وبتشريعاتها ودستورها كما يتلاعب الصبيان بالكرة ، فكيف أفرح يا عيد ؟
اللهم انتقم من الانقلابيين الخونة الأنجاس وعلى رأسهم الخائن المجرم السيسي وجيشه وشرطته شر انتقام ، اللهم لا ترفع لهم راية ، اللهم لا تقم لهم غاية ، ومزق جمعهم وشتت شملهم وأرهم الذل والمهانة والحزن في أهلهم ومالهم ومقامهم وحلهم وارتحالهم ، اللهم اجعلهم يتمنون الموت من الألم والمهانة فلا يجدونه ، اللهم اشف صدورنا بعاجل نقمتك منهم .
اللهم انصر الحق وأهله ، وتقبل شهداءنا الأبرار الأطهار وألحقهم بالصالحين وارزقهم مرافقة نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم في الجنة ، واجعل مقامهم بالفردوس الأعلى ومنازل الشهداء ، وكن مع إخواني المعتقلين بالسجون والأسوار ، وأنزل سكينتك عليهم والأنس بك وحدك ، واخلفهم في أهلهم بأحب ما تخلف به عبادك الصالحين ، اللهم أنزل أمنك على مصر وأهلها واجعلها رخاءاً سخاءاً ، وأعد الحق لأهله ومكن لدينك وعبادك الصالحين ... اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين .
---------------