حازم سعيد :

 أحسب أنه يوم أسود كئيب على الفراعنة الجدد الفاشلين من العسكر الخائنين أعوان السفاح السيسي وشرطة محمد إبراهيم الفاشلة والإعلام الكذاب المنافق ، إنه يوم الجمعة 30 / 08 الذي أثبتت فيه الثورة ولادتها من جديد ، وأكدت فيه أن القتل وفض الاعتصامات والحرق للأجساد الحية والميتة ، والاختطاف والاعتقال والمداهمات ، وجيوش البلطجية والرصاص الحي والخرطوش والشائعات المخابراتية في الشوارع والكذب والأراجيف الإعلامية ، كل ذلك أجج الثورة وزادها حدة يوماً بعد يوم .

وأكد الجمعة أن الملايين الحاشدة من المصريين والذين انتفضوا بربوع مصر كلها خلاص أوقدوا الثورة وأشعلوا لهيبها ، وأنه لم يعد أمام الانقلابيين الخائنين إلا تسليم الراية وترك مصيرهم ( الذي هو الإعدام المحتوم ) لرجال الثورة أو الفرار خارج البلد في محاولة أخيرة للنجاة .

 

العسكر

ليس هذا زمان الانقلابات العسكرية ، والبطش والقهر لا يزيد الأحرار الذين هم كثر الآن في مصر بعد ثورة 25 يناير ، لقد انتفض المصريون انتفاضة هادرة لا تمثل شريحة الإخوان ولا حتى الإسلاميين ، نعم يقود جزء منها الإخوان والإسلاميون ، لكنها الآن ثورة الشعب الذي يحرك نفسه بنفسه ، بعد فضل الله السميع العليم العزيز الحكيم .

لقد صافحت بيدي اليوم في إحدى المسيرات الهادرة ( من بين أكثر من مائة مسيرة بالقطر المصري تفوقها أو تدانيها - خاصة الإسكندرية وبعض مسيرات القاهرة والتي وصلت الواحدة منها إلى مليون ) والتي بلغ تعدادها على أقل التقديرات مائة ألف متظاهر وتسد بفضل الله عين الشمس ، أقول صافحت اليوم أناساً ما كنت أحلم أن ينزلوا للشارع أصلاً .

ولقد غيروا قناعتي والتي كنت أكتبها مرات ومرات عن القوى الثورية الفاعلة وأنهم جزء من كل من الشعب المصري ، اليوم أستطيع أن أجزم أن كثيراً من الشعب المصري ( خلايا ثورية نائمة ) ، الآن أقول أن ثورتنا نجحت بامتياز ، وأن حصاد الثمرة أوشك ، لا نغتر بدباباتكم أو مصفحاتكم  ، فهذه الجينات من العزة والكرامة والحرية التي رأيتها اليوم في جموع الشعب المصري الممتاز والقادر على صناعة كرامته وحريته بالاستعانة بالله تفوق كل حلم وكل خيال ، الآن أقولها لكم بملء فمي : أبشروا بفشل انقلابكم القريب إن شاء الله .

الشعب اليوم كتب شهادة نفسه الطويل ، وأنه رغم المدة التي مرت منذ إعلان الانقلاب وطولها ورغم كل الجرائم التي ارتكبتموها أيها الخائنون بقيادة السفاح السيسي فإن الشعب قد انتفض وأفاق خاصة ومتغيرات الحالة الاقتصادية من سوء الأسعار وبداية أزمات الكهرباء والبنزين والغاز ، والبطالة وغيرها ، بالإضافة لإجراءاتكم القمعية التي طالت كل بيت أثبتت للمصريين أن ما قمتم به من انقلاب هو خديعة مكتملة الأركان .

إن إشارات المواطنين لنا من شرفات المنازل ( في مدينة فلولية بجدارة ) وتلويحهم بإشارات رابعة الصمود والعزة والحرية والكرامة ، وصور الرئيس مرسي التي أخرجوها لنا كل ذلك دليل قاطع وحاسم بامتياز على فشل انقلابكم وخزيكم وعاركم فأبشروا بهذا الخزي والعار .

لقد نجحت سلميتنا بفضل الله ، حاولتم استفزازنا وجرنا للعنف فلم تفلحوا ولن تستطيعوا .. خلاص انقلابكم فشل وثورتنا اتقدت واشتعلت وعن قريب إن شاء الله سيكون الحصاد .

 

الشرطة

جلستم في بيوتكم سنتين ثم الآن تعودون بنفس غبائكم القديم ولا تتعظون ، والانتهاكات التي حدثت في حقكم يوم 28 وما بعدها ، خاصة الضباط الذين تم تجريدهم من ملابسهم ليتلاعب بها غاضبو ثوار يناير ، ما كان لأحدٍ ممن جرى له مثل هذا الانتهاك أن ينساه ، ولكنكم رغم ذلك صممتم على أن تعودوا بنفس دائكم القديم .

والله سبحانه خاطب الصهاينة وسن لنا سنة حسنة بقوله سبحانه لهم : " وإن عدتم عدنا " في سورة الإسراء ، ونحن الثوار نقولها لكم ونؤكدها : وإن عدتم عدنا . وقد عدتم .

عامان كاملان تقبضون مرتبات من حر مال الشعب المصري ، وأنتم خائنون جالسون في بيوتكم لا تمارسون دوركم في حماية الأمن لتثبتوا للمصريين فشل الثورة ولتتآمروا على الرئيس مرسي وتفخخوا له المشهد ، ثم لما تعودون تكون عودتكم بهذا الجبروت والفرعنة بدءاً من إلقاء الغاز من المصفحات ومروراً بالرصاص الحي وانتهاءاً بالحملات والمداهمات والتعذيب في السجون والمعتقلات !

وكأن الخسة والنذالة والخيانة والفرعنة والجبروت يجرون في دمكم ، فلا تندموا بعدها على ما سيحدث لكم على يد الثوار ، أنتم الذين تصممون على إيجاد حالة ثأرية بينكم وبين عموم المصريين .

هل تيقنتم الآن أيها الأغبياء أن سياستكم القمعية هذه لا تجدي مع الفكر والرأي والكرامة والثورة شئ ، إن كل ما تتجبرون به يأتي عليكم بالعكس ، اعتقالاتكم لا تطال المحركين الحقيقيين للثورة فتكون اعتقالات وهمية هي والعدم سواء ، ولن تفلحوا أبداً أن تصلوا للأيادي الحقيقية للثورة هل تعلمون لماذا ؟ أصرح لكم بسبب واحد من سببين الأول وهو الأهم أنها أصبحت ثورة كل المصريين ومحاولتنا نحن بادئي الثورة الجديد ومنشئيها لاستيعاب باقي جماعات وتيارات ومنظومات الثورة مجهدة جداً لأنها امتدت واتسعت بحيث باتت تعجز كل من يحاول السيطرة عليها حتى ولو بترشيد طاقتها وتوجيهها ... خلاص الموضوع وسع من الجميع ، أترك السبب الآخر لأغيظكم بعدم ذكره ، ولن تفقهوه أو تدركوه .

 

الإعلام

والله .. ثم والله .. ثم والله ، ما كنت أتخيل المخابرات التي تحرككم ولا كنتم أظن أنكم بهذه الدرجة من الغباء ، أنتم تعرفون قطعاً ويقيناً أن المظاهرات تسير في كل شوارع وقرى مصر ، وأن الملايين الهادرة يراها الناس بأعينهم في الشوارع والأحياء والمدن ، ثم يشاهدونكم وأنتم تقولون أنهم عشرات أو مئات أو ألف أو ألفان ، أنتم بذلك تفضحون أنفسكم أمام هذه الجموع التي تريدون أن تضللونها ، وأنتم بغبائكم الذين تقولون للشعب : " نحن كاذبون مخادعون مضللون " .

الصورة التي يراها الناس في الشوارع والأحياء بكل القطر المصري والتي هي مبهرة معجزة هادرة ، أنتم تقولون للشعب " جلا جلا ، شوفوا الناس عددها قليل " فيتضاحك عليكم الرافض لنا قبل المؤيد ، ويتنادر ويتمازح على غبائكم وخفتكم واستهبالكم .

الأهالي يشاهدون البلطجية في أحياء كثيرة جداً وهم يعتدون علينا في حراسة الشرطة ، ثم يشاهدون المصفحات وفوقها البلطجية في طريق عودتها إلى ثكناتها مرة أخرى ليشاهدوكم بعد ذلك على فضائياتكم الخربة المزورة وأنتم تقولون أن الأهالي فعلوا كذا وكذا بمتظاهري الإخوان ، الناس رأوا أن المظاهرات ليست خاصة بالإخوان بل هي تضم كل المصريين ، ثم رأوا أن البلطجية والشرطة هم المعتدين ، فأيضاً يتضاحك عليكم الرافض لنا قبل المؤيد ، ويتنادر ويتمازح على غبائكم وخفتكم واستهبالكم .

 

وأخيراً .. قرائي الكرام الأذكياء الأزكياء :

لقد كان يوماً ملحمياً أثبتت فيه ثورتنا قدرتها على الاستمرار رغم كل ما فعله الانقلابيون من تزييف للوعي ومن نشر للشائعات ومن كذب وأراجيف ومؤامرات ، ورغم كل ما ارتكبوه من جرائم قتل وسفك للدماء وحرق للمصريين أحياءاً وشهداءاً ، ورغم كل حوادث الخطف والبلطجة والاعتقالات والمداهمات .

إن ثورتنا في اتقاد واشتعال واستمرار  ، والعناصر التي راهن عليها الانقلابيون كلها فشلت ، راهنوا على قصر نفسنا وفشلوا وتأكدوا من طول نفسنا ، وراهنوا على انفضاض الشعب عنا بعد الأكاذيب والشائعات والحرب النفسية التي أداروها فإذا بالناس يقبلون علينا - سبحان الله - بأعداد رهيبة موجعة للانقلابيين ، والله سبحانه له الفضل وهو الذي قال وأذن في الناس ، فنحن أذنا فإذا بالناس تقبل زرافات ووحدانا .

وراهنوا على خوفنا أو انكماشنا بعد اعتقالات رموزنا ، وما علموا أن الاعتقالات تزيدنا عزماً ، وما عرفوا أنها اعتقالات خائبة لا تطال المحركين الأساسيين للثورة .... فأبشروا قرائي وأحبائي ، فالنصر قادم والعزة للمؤمنين ، والنصر صبر ساعة والله أكبر والله الحمد .

-----------

[email protected]