حازم سعيد :


الخائن الخسيس المدعو بالسيسي وجهاز إعلامه الفاجر ، وكذلك مخابراتهم الشيطانية : لعبوا سنة كاملة بملعب إفشال الإخوان حتى يقودوا الانقلاب ، ثم " قلشت " منهم وهم ينفذون رتوشه النهائية ، فظهر وجهه القبيح واضحاً جلياً ، وذلك : أنهم نفذوا خطة وضعها القادم من كهوف ومقابر عبد الناصر ليطبقوها في زمن الإنترنت نت والعالم المفتوح .

  والآن : ينسجون على نفس المنوال الغبي ويطبقون سيناريو شيطنة الإخوان ( كما هو بكتالوج عبد الناصر ) ، حتى أن رجلاً اسمه على اسم النساء ( أحمد كريمة ) : يتزيا بالزي الأزهري ويقول عليهم أنهم خوارج هذا العصر ومرتدون ، ويصور الإعلام : رجال الداخلية والبلطجية على أنهم هم الإخوان يحملون رشاشات في الشوارع ، ويصورهم على أنهم يقتلون الشرفاء وأنهم يضحون بشبابهم ويبعدون أبناءهم لمارينا والساحل الشمالي ( مع أن شهداء أبناء قياداتهم من أول المرشد العام : مشهورة متواترة ) .

لم يترك الإعلام وجهاز المخابرات الخاص بالخائن السفاح باباً من أبواب الفتن والرزايا والمضلات إلا وألصقه بالإخوان ، فهل تنجح هذه الخطة الفاشلة الفاسدة الآسنة ، وهل تؤثر على ثورتنا بشئ ؟

 
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
 
هكذا علمنا الحكيم الخبير ، والله سبحانه عندما أنزل علينا القرآن ، قال سبحانه : " ما فرطنا في الكتاب من شي " ، وقال سبحانه : " وأنزلنا إليك الكتاب تبياناً لكل شئ " ، قال ابن كثير : " قال ابن مسعود : وقد بين لنا في هذا القرآن كل علم وكل شي " .
 
كنتُ فيما مضى أتعجب حين أتلو وِردي وأقرأ بعض الآيات البينات عن الصراع بين الحق والباطل ، وقد لا أتذوق بعضها حق التذوق ، فكنتُ أتهم نفسي وأظن أن المشكلة عندي أنا في فهمي وفقهي ، ومع الأيام : اكتشفتُ أنها فعلاً عندي أنا ، لكن ما وضَّحها لي وجلاَّها هو التجربة العميقة التي نعيشها هذه الأيام وكأن القرآن أنزل علينا الآن ..

 اقرؤوا أيها الأحباب الأيات المحكماتالتي تتحدث عن مكر الظالمين بعين واقعنا لتعرفوا إعجاز كتاب الله الكريم الذي علمنا كل شئ ، وتدبروا كيف أهلك الله الظالمين ، وكيف نصر دعوته وجنده ورسله في كل معركة فاصلة ، وكيف ثبَّت الذين آمنوا وخذل الظالمين ولو بعد حين ، وهي سنة الله الجارية التي قدَّرها سبحانه حين قال : " إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ... " .

   إن بطش الظالمين بالإسلاميين على العموم وبالإخوان - خصوصاً - من العمل الفاسد الآسن والذي قرر الله سبحانه في سننه الكونية أنه لا يأتي بنتائجه المرجوة : " إن الله لا يصلح عمل المفسدين " فأبشروا وثقوا في وعد ربكم الكريم بخذلان الباطل وأهله ومكره وكيده .

 
أسباب مادية معاينة لفشل هذا السيناريو :

 ويكفيني على المستوى الشخصي ذلك البُعد الإيماني وتلك التربية القرآنية التي يُربِّينا الله سبحانه عليها ، ولا نعتمد على الأسباب ، ولا أقول حتى أننا نستأنس بها ، إنما استئناسنا واعتمادنا وتوكلنا كل التوكل هو على مالك الملك العزيز الحكيم الجبار ذي الطَّول الشديد الفعال لما يريد سبحانه .

 وحين نحلل الأسباب المادية المؤدية لفشل الانقلابيين في تحقيق مسعاهم في شيطنة الإخوان من الأصل ، ثم بالتبعية فشل مسعاهم في حصد ثمار تلك الشيطنة : فإننا نخاطبهم باللغة الصمَّاء العمياء البكماء التي يفهمونها ، وهؤلاء الذين سفكوا الدم الحرام وجعلوه أنهاراً ، واعتدوا على بيوت الله بلا ضابط ولا رقيب ولم يراعوا حرمات الله : لا يمكن أن يفقهوا الأيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن بوار مكرهم وعن أن مكرهم سبب دمارهم ، وأن الله سبحانه فوقهم وقادر عليهم وعلمه محيط بمؤامراتهم .

والأسباب المادية المؤدية لفشلهم في مسعاهم كثيرة منها :

 - الشهداء : وشؤم دمائهم : معلوم معروف ، ولكني لا أتحدث عن هذا ، بل أتحدث عن ثأر الدماء الذي يتولَّد في أهالي وعشائر وقُرى وأحياء ذوي الدماء البريئة المسفوكة بمئات الآلاف ، بل بالملايين .

  الشهيد الواحد : يأتينا بمناكب أهله وذويه وعشيرته وجيرانه ، خاصة وكل شهدائنا من الطيبين الأطهار ذوي العِشرة الحسنة بين أُناسهم ممن لا يدع فرصة لعاقل ممن يعيش معهم أو يحتك بهم أن يتخيله إرهابياً أو شيطاناً كما يصوره الإعلام الدجال .

  وبالتالي : يفقد الظالمون مؤيدين ، ويكتسب الحق وأهله المزيد من المصداقية والدعم والانتفاضة من قِبَل هذه العشائر المنكوبة والتي تهبُّ ثأراً لأحبابها بعد تيقُّنهم من فاشية الخائن الجبان السيسي .

  - تشابك الإخوان بالمجتمع والعائلات والأرحام : وهو ما لا يريد أن يفكر فيه من ضاعت بصائرهم من الانقلابيين والمترتب على أننا نحن الإخوان تربينا على شعار " خير الناس أنفعهم للناس " ، فمهما شيطننا الإعلام بالمسمى العام وبالكلام الجمعي ، نعود لأحيائنا ومدننا وقرانا لنتعامل مع الناس بنفس خلقنا الذي تربينا عليه من الحسنى والسلام والموادعة وطيب العشرة ، فيخرجنا الناس كأفراد في أحيائنا وبمجموعنا من دائرة الشيطنة وبصورة عفوية لا إرادية ، ليكتمل مشهد فشل الانقلابيين في أن الإخوان فئة طاهرة تحيا بعفة وكرامة وخلق ، هذا ما يترسخ في المجتمع الذي نتشابك فيه معه من أهلنا وأرحامنا وجيراننا ومستشفياتنا ونوادينا ومنتدياتنا ومصانعنا ومدارسنا ووزارتنا و .... كل في مجاله ملاكٌ صاحب رساله يحترمه من يتشابك معه . " هتمعلوا فيها إيه دي يا أنجاس الإعلام ؟ " .

  - قنوات فضائية : الله سبحانه من رحمته بعباده المؤمنين ، ورغم كل هذا التعتيم والتضييق : يُقيِّض لنا قنوات تصدع بالحق في أوقات المحَن من أمثال قناة الجزيرة أو الحوار أو أحرار 25 أو القدس أو اليرموك أو المغاربية أو ......

   كلها : قنوات تصل لكثير جداً الآن من طوائف الشعب المصري الذين زهقوا من اللغة الواحدة الرَّتيبة المشيطنة للإخوان ليحاولوا الاستماع للغة أخرى من الجانب المقابل المنصِف والذي يُدَوِّن ما يراه بالصوت والصورة والفيديو فيكون : أكثر مصداقية وشفافية وبالتالي : إقناعاً .

  هذا كله بخلاف النت والمواقع والفيس بوك والذين لأصحاب الحق فيهم أيادي طُولَى بفضل الله وحوله وقوته . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

 
لا تبتئس من العبيد

 ولا تبتئس أخي الكريم من الذين أعمى الله أبصارهم ممن سلموا أنفسهم للإعلام الكذَّاب المخادع وصدَّقوه ، فأولئك كالأنعام بل هم أضل ، وأمثالهم قال الله فيهم : " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " (الأعراف 179 ) .
 وقال عز وجل : " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " ( الفرقان : 44 ) .
أولئك العبيد : ، هم الغثاء الزبد الذي لا قيمة له في الحياة ولا وزن هم : الهَمل الإمَّعات الذين يتعشقون البيادة ويتنعَّمون بوضع وجوههم بالتراب ليدوس عليهم العسكري ببيادته هادماً فيهم كل قيمة للحرية والكرامة والإنسانية ، فلا تأس عليهم أخي الكريم ولا تحزن من أقوالهم ، فهي : مجرد أقوال ونقاشات وجدالات فارغة فهؤلاء الإمعات ليسوا إلا صفراً في ميدان الفعال ، فلِمَ تشغل نفسك بالأصفار .


إسقاطات السيرة النبوية

 وهنا وفي هذا المقام لو استعرضنا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهان علينا ما نجده في جنب ما وجده رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة جهاده ، وحياته كلها جهاد ( صلى الله عليه وسلم ) ، انظر إلى مرحلة الدعوة المكية وما فيها من ثلاث عشرة سنة كاملة كلها عذاب واضطهاد وقهر وتكميم أفواه لرواد الدعوة الإسلامية الناشئة واتهامات متتالية بالسحر والكهانة والشعر والدجل ...

   ولو تدبرت واقعة حصار شعب أبي طالب الذي امتد لثلاثة سنوات ارتضى فيها رب العالمين لأكرم خلقه وأتباعه المؤسِّسين لدولة الإسلام أن يحاصَروا بلا مأكل ولا مشرب ولا مأوى هذه المدة الطويلة الكاملة ، إعداداً وتربية لما بعدها من رسالة هم مضطلعين بحملها .

 انظر إلى حادثة الهجرة وما فيها من تمزق وآلام بمفارقة الأهل والأوطان .

 وانظر إلى رحلة الطائف وهو فرد وحيد إلا من مدَد الله سبحانه الذي لا ينقطع ، وتدبر في خديعة رعل وذكوان وعصيَّة وكيف غدروا بسبعين صحابي من قرَّاء القرءان ، وانظر إلى فعل الكفار بأحُد وكيف آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرحوه جروحاً بالغة في وجنته الشريفة .

 واقرأ عن الأحزاب وما أدراك ما الأحزاب وكيف حُوصر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الخلق على الله سبعين يوماً بالمدينة في جوٍ قارس البرودة وظلمات ليل مُعتمة ولا يأمن أحدهم على نفسه لمدة سبعين يوماً .

تاريخ الأمة الإسلامية : كله ملئ بالمحن والأشواك والابتلاءات ، وكلها في النهاية : يُفرجُها الرحمن من عنده بفرجه القريب ، والذي يهمُّنا في الموضوع كله هو : أن الله سبحانه وتعالى يُثَبِّت الذين آمنوا ويَمحَق الكافرين ، وهو ما ننتظره منك يا رب العالمين .

اللهم كما نصرت نبيك وأيَّدتَ أولياءك ورسُلك : انصرنا على الظالمين المُبطلين ، وارفع عنا ما نحن فيه ، وانتقم لدماء إخواننا ، وعجِّل بفرجك القريب الذي نُوقنُ به يا رب العالمين .

 ---------
[email protected]