بقلم : أحمد نصار 


بغض النظر عن انحيازي الصريح لأحد طرفي الصراع (الشرعية مقابل الانقلاب) أقول بكل موضوعية أن الحل في مصر ليس أمنيا على الإطلاق!

أي حل سياسي لا يتضمن عودة الشرعية هو غير مقبول من الثوار، وهو شيء لن يقبله السيسي (إلا مرغما) لأن فيه نهايته السياسية وربما نهايته تماما! كلا الطرفين يريد فرض إرادته على الآخر رغما عنه.

إلا أنه مع افتقار كلا الطرفين القدرة على الحسم حتى الآن، فإن حالة "الحسم المفقود" قد تنبئ عن استمرار الوضع لفترة أطول يجب أن يستعد لها الثوار (فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا) 

فالسيسي رغم امتلاكه الجيش والشرطة والبلطجية والميديا لم يستطع القضاء على الثورة.. والثورة من مظاهرات ومسيرات واعتصامات رغم قوتها لم ترغم السيسي حتى الآن على التراجع إلى ما قبل انقلاب 3 يوليو.. 

والغرب مطمئن على قناة السويس وأمريكا تضمن أن السيسي يحمي حدود إسرائيل بشكل غير مسبوق باعتراف الصهاينة أنفسهم. لذلك يجب التظاهر أمام المصالح الغربية ولاسيما الأميركية في مصر (ستاربكس - مبنى المعونة في المعادي- السفارات ....إلخ)

كلا الطرفين حتى الآن يفتقر إلى القدرة على الحسم.. السيسي من ناحيته يفكر في فض الاعتصام إلا أنه يواجه مشكلة ضخمة: هل فض الاعتصام سينهي الاحتجاجات أصلا؟؟ ما الذي يمنع تكوين اعتصامات جديدة في أماكن جديدة؟؟ هو لن ستطيع قتل كل هؤلاء الملايين أو اعتقالها! مع الأخذ في الاعتبار أن أي محاولة فاشلة ستنقلب وبالا عليه وستقوي المعتصمين إلى مالا نهاية! 

الثوار من ناحيتهم يفكرون في شيئين: 1- ردود الفعل الأنسب للرد على أي محاولة للفض.. 2- التصعيد الأمثل المناسب على الأرض والذي قد يفضي لمحاولة الحسم على الأرض وإنهاء حالة الحسم المفقود السائدة.

لابد من التفكير في العصيان المدني والتنسيق مع الفئات التي تضررت من الانقلاب لإغلاق المؤسسات التي تعمل بها هذه الفئات بحيث يأتي العصيان من داخل المؤسسات. كما أن محاصرة مراكز الشرطة فكرة جدية بالدراسة.

للمرة المليون: الثورة في الشوارع لن تنتهي إلا بزوال الانقلاب إن شاء الله، وهي غير مرتبطة مكانيا بميدان وإنما رابعة ما هي إلا أيقونة الثورة الجديدة فقط! 

ألا إن نصر الله قريب
الثورة مستمرة
والله أكبر وتحيا مصر..