حازم سعيد :
آخر أوراق التوت التي يحاول بها السيسي ستر عورة انقلابه الفاشل ، وإعطاءه قبلة الحياة وقد مات سريرياً ، هي ما فعله اليهود أمس بقصفهم لسيناء واستشهاد مواطنون مصريون من أهلنا بسيناء الحبيبة على يد الخسة والنذالة .
دلالة الحادثة
السيسي يعلم أن دعم أمريكا للانقلاب من عدمه هو في وزنهم الأمر بمقياس مصلحة اليهود وهل تتحقق المصلحة بهذا الانقلاب وآثاره أم لا ، وهل وجود مرسي والإخوان على سدة الحكم والاستقرار المصري الذي يتحقق ( بسلبيات الخلفية الإسلامية والتي يبنى عليها العزة والكرامة واستقلال القرار المصري ) خير للصهاينة ، أم وجود السيسي العميل الخائن ( بسلبيات العنف وعدم الاستقرار اللذين يوشكان أن يقعا في المنطقة ، لولا أن الله رزق قادة الثورة الحكمة والسيطرة على رجالهم حتى الآن .
السيسي هنا مكن الصهاينة من المجال الجوي بسيناء غير ما خفي علينا من المجال البري ، ولم يكتفوا بذلك ، وإنما قاموا بعملية عسكرية بطائرة بدون طيار ( حسبما ذكرت وكالات الأنباء ) ( ثم أعادت الوكالات المصرية في محاولة لتجميل وجه العسكر الكذابين أنها كانت طائرة مصرية ) وترتب عليها قتل المصريين ، في إشارة من السيسي لليهود والأمريكان أنه على استعداد لتسليمهم سيناء ، بل يقول لهم بوضوح خذوا سيناء افعلوا فيها ما تشاؤون ، ودعوني أسيطر على مصر من قناة السويس وما بعدها .
ولقد كنت حائراً عندما عقد ماكين مؤتمره الصحفي الذي أعلن فيه أنا ما حدث هو انقلاب ، وأنا أعلم أن ماكين خبيث يتصرف بسياسة اليهود ويظهر ما لا يبطن ، ولم أفرح بما قال لأن قلبي ليس معلقاً بأمثاله ، الآن انكشفت حيرتي ، لقد كان المؤتمر ابتزاز وضغط على السيسي حتي يقدم مزيداً من التنازلات ، وها هي التنازلات تترا وتبدأ بتسليم سيناء ( تسليم مفتاح للصهاينة ) .
ومكروا مكراً .. ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون
ما لا يعلمه السيسي الخائن ورفاقه أن كل مكرٍ يمكروه يقابله ويفوقه ويقهره مكر من عند الله العليم الخبير ( ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
بعد كل مكرٍ يمكرونه لابد من فرج قريب ، بعد الانقلاب الخائن الغادر يأتي صمود الأحرار وثباتهم واعتصامهم الرائع ، وبعد تشكيل حكومة الحزب الوطني والعواجيز والطرطور والإعلان الدستوري المتهافت يأتي انفضاض جميع القوى الشبابية عن هؤلاء الخائنين ، وبعد المذابح والدماء يأتي هفوان الأفئدة والتفافهم حول المخلصين والمصلحين ، والآن أنا أنتظر بشارات نصر الله وتأييده بعد هذا المكر الخسيس الذي راح ضحيته شهداء أبرار من أبناء مصر على يد الصهاينة وبتمكين ( ضبة ومفتاح ) من الخائن السيسي .
السيسي يدافع عن رقبته مضحياً بمصر
أثبت السيسي ، وإن كان فعلها من قبل بالانقلاب الغادر وما تبعه وبالدماء التي سفكها ، أثبت أنه لا يهمه مصلحة مصر بحالٍ من الأحوال .
لقد نسف كل الإصلاحات التي تمت في سنة الرئيس مرسي الأولى أوقف زيادات المعاشات وعدل مرتبات الطبقة البسيطة التي أصلحها الرئيس ، أوقف مشاريع اقتصادية هائلة كانت كفيلة بجلب الخير كله لمصر ، أوقف مشروع وادي قناة السويس وباعها للإمارات .
والآن يبيع سيناء مضحياً بمصر والمصريين ، إنه يشترى رقبته ، وكل خطوة ( شطرنج ) يفعلها الآن هي لمحاولة إنقاذ رقبته من المشنقة ، ولكنه لا يدري أنه بهذا يصير إلى الطريق المحتوم ، طريق الطغاة والأباطرة والجبابرة الذين يخلعهم قومهم ويقضون عليهم ، وما مبارك منه ببعيد .
من يكون أبو تريكة ؟
أو : من يحسم مصير السيسي والانقلاب الفاشل ، ويعطيه شهادة الموت الحقيقي .
أما أن الله سبحانه هو المتكفل بالموضوع كله وبكيف شاء ومتى شاء فهذا ما نعتقده عقيدة جازمة ، فالأمر كله لله ، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم .
وما أتناوله هنا هو ما دار بيني وبين أحد أحبابي من نقاش حول الموقف الآن وأن الانقلاب فعلياً قد فشل على الأرض ، وأن ما يدعيه إعلام الغادرين الخائنين والفضائيات الفلولية الخاصة من شغل للحكومة هو المحاولة اليائسة لإنقاذ الأمر ، وما صرخات عمرو أديب واستغاثاته بأنه سيعلق بالمشنقة هو ورفاقه إن لم يتم تدارك الأمر إلا علامة من علامات الفشل .
وشبه أخي وصديقي الموقف الآن بمباراة تم فيها كل شئ صح ، تداول للكرة مضبوط ، باصات وتحضيرات مضبوطة ، ولم يتبقى إلا اللاعب الهداف كـ " أبو تريكة " الذي يحسم كل هذه النقلات والتحضيرات ويحرز الهدف .
في حالتنا هذه من يحسم المباراة بطلقة في رأس الخائن السيسي أو كلابشات في يده وتسليمه للثوار ؟ هل تأتيه من أقرب المقربين له وممن لا يتوقع ذلك منهم ؟ أتوقع أن يكون في ذلك الأمر آية وعبرة وعظة ، ويسئلونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريباً .
------------
[email protected]

