محمد السروجي :


حالة من الاستهبال يمارسها المربع العلماني ببراءة الأطفال ، حين عاد يتحدث عن الديمقراطية والممارسة السياسية والمصالحة الوطنية وقبول الاخر ومنع  التحريض ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والاستقرار والأمن ودفع عجلة الانتاج .

هذه الأحاديث تذكرني بالمثل المصري الشعبي "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" ، المربع العلماني أرتكب كل الأخطاء والخطايا بل والجرائم ، حين هدم المعبد على من فيه ولم يحترم قواعد اللعبة الديمقراطية بل افتعل حالة من الفوضى والشغب اعتدى بها على الفريق المنافس وألغى نتيجة المباراة بل زورها لصالحه واختطف الحكم .
المربع العلماني هو اول من كفر وكفر الناس بالديمقراطية وقيمها وآلياتها ، حين فشل في تحقيق أي استحقاق عبر صندوق الانتخاب فلجأ لصندوق الذخيرة وبالتالي تغير لون المشهد بلون الدم وكان هناك مئات الشهداء والاف الجرحى والمفقودين ومئات الأسرى والمعتقلين .
لذلك لا أتعجب عندما أجد بعضهم في فضائيات المساء والسهرة يتحدث عن حق الإخوان في المشاركة السياسية والحصول على المقاعد بل وتشكيل الحكومة إن حصلوا على الأغلبية – استهبال بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى  - وكأن شيئاً لم يحدث ؟ وكأنه لم يكن هناك رئيس وحكومة ثم جاء الانقلاب العسكري بوجهه المدني العلماني القبيح فحذف المشهد بالكامل وهدم المعبد على من فيه .
عموماً الحديث مع هؤلاء الكذبة أو الاستماع إليهم يحتاج لقدر من اليقظة حتى لا نتجاوز الواقع والشرعية ونتعامل معهم وكاننا في سجال سياسي أو تنافس ديمقراطي شريف ، هؤلاء لا يعرفون إلا المعارك غير النظيفة يتعاملون فيها بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ثم يكذبون ويتحرون الكذب حتى يصدقوا أنفسهم بل يتوهمون أن الناس تصدقهم !
هؤلاء أسوء من النظم الشمولية الاستبدادية لأنهم على يقين انهم لم ولن يحققوا أي استحقاق عبر الصناديق وبالتالي فالانتخابات في نظام حكمهم لن تعرف النزاهة ولا الشفافية وستكون أسوء من انتخابات نظام حسني مبارك لأن نظامه كان له قدر من الشعبية وشبكات المصالح ، بل كانوا هم وما زالوا يحرضون النظم الشمولية وجنرالات العسكر والداخلية ضد التيار الاسلامي وكانوا يفصلون لهم القوانين ويشرعنون لهم القمع والاستبداد والفساد ، في الأخير ..
لن يستمر هذا الوضع طويلاً وسينجح شعب مصر الحر الأبي  شعب 25 يناير في انتزاع الشرعية وعودة قطار الحياة السياسية لمساره السليم ليكونوا هم في مكانهم الطبيعي – السبنسة – مؤخرة القطار وربما لن يلحقوا به أصلاً ... حفظك الله يا مصر ...