حازم سعيد :

حازم الببلاوي أحد طراطير السيسي ، والقادم من مقبرة التاريخ أصدر بياناً بأن المفاوضات والحوارات لم تؤتي ثمارها ، ويريد أن يفض اعتصام المخطوفين ذهنياً برابعة والنهضة ، وأعلن أنه ماضٍ في طريقه لن يثنيه عن ذلك شئ ... الخواطر التالية هي وقفات مع هذا البيان :

 

أولاً : هل الحكومة جادة في فض الاعتصام ؟

أزعم أن الحكومة ليست جادة في فض الاعتصام ، وما هذه البيانات والرسائل إلا جزء من الحرب النفسية والمعنوية التي تديرها المخابرات ، واجتهادي الشخصي أنهم يشغلوننا عن التصعيد واللجوء لأساليب أخرى ( سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو إعلامية أو دولية ) ، حتى نقبع في الميادين ولا نغادرها ، وننشغل بتأمينها ، ونفرغ كل رجالنا للحراسة ، ولا ننتقل بالحالة الثورية إلى مجالات أخرى بخلاف الاعتصام .

المشكلة مع هؤلاء أنهم يأتون بخطط من القرن الماضي أيام عصر الترانزيستور والراديو والصحيفة الواحدة التي تغني على الناس فيصدقون ما يهرف به الآخرون .

الببلاوي الذي شارف على عقد الثمانين تفكر له المخابرات ، ثم ينفذ ما يؤمر به فيبدو لنا أننا في ثورة 1919 ، ولا أدري متى ستدرك المخابرات أنها في زمن النت والفايبر أوبتك والموبايل والفضائيات .

 

ثانياً : هل نفكر خارج الصندوق ؟

الرسالة الضمنية التي تصل وبوضوح بعد كل بيان ، خلاصتها أنهم منزعجون ، خائفون ، هلعون ، يريدون أن يستفيقوا من هذا الكابوس ، وأنهم ورطوا أنفسهم ورطة رهيبة بهذا الانقلاب الفاشل ، وهم يحلمون بأن يستيقظوا على أمل أن الانقلاب نجح وأن أنصار الشرعية قد استسلموا واستتب لهم الأمر .

فهل يريدون منا أن نفكر بهذه الطريقة ، وتتأخر خطواتنا .. ربما .. ولابد أن ندرس كل الاحتمالات .

 

ثالثاً : أما عن الفض ، فهل يستطيعون ؟

لقد جربونا في مذابح عدة بين رابعة والنهضة ، وكلها كان الأمر فيها جلل ، شهداء ودماء وإصابات ، وأحسب أن أكثرها بشاعة وبالاتفاق كانت مذبحة المنصة حيث زاد فيها عدد الشهداء والمصابين ، ورغم ذلك كانت هي صاحبة الرسالة الأقوى ، حيث أزحنا البلطجية والداخلية ونحن عزل بدون رصاص ولا أسلحة سوى صدورنا العارية وأخرناهم لما يقرب من 2 كيلو متر ، وهم بكامل أسلحتهم وعتادهم ومصفحاتهم ، ولكنها إرادة الله سبحانه الذي ينصر المؤمنين ، ويتولى الصالحين .

ولا أظن أنهم يمكن أن يكرروها ، ومن الناحية الفنية التي لا أريد أن أشغلكم بها وبالتوزيع الجغرافي للأمن والحراسات بالميدان وبهيكلته أزعم أنه لا يمكن أبداً لأي نوع من أنواع الفض ولو بالإنزال الجوي ولو بالقنابل المسيلة ، ولا يملك الطاغية شجاعة أن يقتل كل من بالميدان بقنابل ( جو أرض ) أو قذائف دبابات ، وهذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة لفض الاعتصام ونجاح الانقلاب .

 

رابعاً : وهل نستسلم ؟

وفي المقابل بدونا نحن الثوار بمنظر لم يحسب الطاغية الخائن حسابه ، فنحن قوم نحب الموت كما يحب الخائن الحياة ، والجهاد سبيلنا ، والتضحية من أركان بيعتنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمنياتنا .

ولقد تربينا على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار والتي هي البذل والتضحية والعطاء بمنتهى الوضوح .

وفيها سيرة أنس بن النضر الذي لما استشهد بأحد وجدوا بجسمه بضع وثمانين طعنه شوهت معالم جسده الشريف فلم يعرفه سوى أخته بعلامة في إبهامه .

ومنها حياة خالد بن الوليد سيف الله المسلول الذي قال كلمته الشهيرة : " والله ما في جسمي موطن إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح ، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير ، فلا نامت أعين الجبناء " .

ولقد تربينا على كلام أستاذنا مؤسس هذه الدعوة المباركة الشيخ الإمام حسن البنا : " إن الأمة التي تجيد صناعة الموت يكتب لها الحياة " ، هذه عقيدتنا التي نحيا بها ونموت من أجلها .

 

خامساً : دور الاعتصام في ثورتنا :

ثم إن الاعتصام مجرد وسيلة من وسائل ثورتنا ، وليس كل الثورة ، بل أزعم أن الاعتصام مجرد رمز ، والمسيرات والحصار لأماكن بعينها ووسائل أخرى ظهر في حينها سوف تحدث - إن شاء الله - بالانقلابيين من النكاية ما يجعلهم يتمنون السنة كلها اعتصامات .

كما أزعم أنهم لو - ولو حرف امتناع لامتناع - لو نجحوا في فض الاعتصام فسنقيم لهم بدلاً منه عشرات ، وميادين مصر واسعة ولن يغيبوا إرادتنا أو يسرقوا حريتنا .

لقد أكدت الأيام أنهم هم المخطوفون ذهنياً ولسنا نحن ، إنهم جهلاء تلاعب بهم غرور الخائن السيسي ليأتي بطراطير ( منصور - ببلاوي - برادعي ) ليحاولوا سرقة إرادتنا ، ولن يفلحوا إذاً أبداً .

 

 كبسولات :

1. بأي صفة يتكلم حازم الببلاوي وهو لم يأتي لسدة الحكم بإذن - حتى - ثورة الفوتوشوب ( بتاعة الست ساعات ) ، وهو معين أتى به الخائن السيسي ليقصي المنتخبين ، كيف أوتي هؤلاء بجاحة أن تتمعر وجوههم لباطلهم بهذه الصورة !

2. المظهر الرائع الذي بدت عليه ميادين العيد يوضح مدى الحمق والجناية التي ارتكبها الخائن السيسي بانقلابه الفاشل ، ولا أدرى ماذا يمكن أن يفعل بنفسه وهو يشاهد هذه الجموع الملايينية المرعبة والتي لم تر عيني مثلها من قبل في أي اعتصام .

3. آخر المشاهد التي ظهر فيها الخائن السيسي هو مشهده وهو يصلي العيد متوشحاً رداء التقوى هو والخائن بتاع الداخلية ، ولفت نظري اختفاء قادة الأفرع وباقي عناصر المجلس العسكري ، فأين هم ؟! والذي لفت نظري أكثر هو أن السيسي يرفع يديه لله بالدعاء ، كيف يملك هذا الطاغية الخائن القاتل الغادر الذي سفك دماء الركع السجد بجاحة أن يتقرب للملك على أعتاب المحاريب التي قتل فيها أولياءه ! سبحان الملك .. سبحان الحليم .

4. تصريحات ماكين عن الانقلاب العسكري وأنه انقلاب ما كان لها أن تحدث في قلوبنا أي حراك ، ذلك لأن قلوبنا معلقة برب السماوات والأراضين ، بمالك الملك ذي الجلال والإكرام ، له ولدينه نعمل ومنه نستمد العون والتوفيق ، وعليه التوكل وبه الاستعانة .

ثم إننا نرفض تدخل الغرب في شئوننا بأي صورة من الصور ، ونحن أصحاب قرارنا وإرداتنا ، ثم وكذلك فإن أمثال هذا الماكين خبثاء لا تأمن مكرهم ولا شرهم ، فهو يبدي لك ما لا يبطن ، والله سبحانه نبهنا من قبل ووضع لنا إطاراً واضحاً لعلاقتنا مع أمثاله حين قال سبحانه : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " .. برئنا يا ربنا من الركون للظالمين أو الطغاة أو الانقلابيين أو من أعطاهم الإشارة الخضراء ليقوموا بالانقلاب الفاشل .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

---------------

[email protected]