محمد السروجي

مازلت على يقين أن ثورة 25 يناير لم تكن مجرد غضبة شعب من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، إنما هي في المقام الأول ثورة لانتزاع الحرية والسيادة الوطنية لتكون مصر وبحق عقل وقلب العروبة والاسلام  كما كانت عبر التاريخ.

وبالفعل بدأ هذا الدور يتبلور خلال العام الاول لحكم الرئيس مرسي رغم كم التحديات والمخاطر التي تعرض لها النظام السياسي ومؤسسة الرئاسة والحكومة.

بدأ هذا الدور يتضح وبشدة بالجولات الخارجية المتجه بعيدا عن مجال الجاذبية الامريكي بالتعاون المشترك مع الهند والصين وتركيا وافريقيا بصفة خاصة، هنا استشعر القطب الامريكي خطورة الموقف وأن مرسي يسحب البساط من تحت القدم الامريكي ليتحرر هو وبلاده وقراره، هذا بالتزامن من كم النجاحات المتحققة في عدد من الوزارت كانت كافية لتكون طوق نجاة للحكومة مثل وزارة التربية والتعليم والتموين وغيرها.

هنا وهنا فقط تغير السيناريو الامريكي ليتحول من الاسقاط الهادئ لدولة مرسي الى الانهيار السريع والمفاجئ بالانقلاب العسكري السيساوي وبنوعية غير مسبوقة في التاريخ المصري حين تم استدعاء المؤسسات الدينية الرسمية والسلفية لتكون غطاءً مدنياً للوجه العسكري القبيح.

تمت المؤامرة بشراكة ليبرالية دينية مختلطة – كوكتيل – وكان الانقلاب العسكري الذي صدم مشاعر ووجدان وعقول المصريين لدرجة أفقدت البعض توازنه، ثم كانت مرحلة المقاومة والصمود لدحر هذا الانقلاب العسكري أو الاحتلال العسكري للساحة السياسية.

من هنا كان انتزاع الشرعية فريضة دينية ومسئولية وطنية لاستكمال اهداف الثورة لتكون مصر الدولة والمؤسسات والمشروع القومي لاستعادة الذات التابعة والثروات المنهوبة والهوية المهددة ، من هنا كانت صعوبة الصراع، بين حق قائم وباطل قادم، لكن المبشر هو قدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد مع هذا الاعتصام الصامد وغير المسبوق في تاريخ المصريين .. حفظك الله يا مصر ...

___________
كاتب مصري