حازم سعيد :


بعد خطاب الخائن السيسي ، الموضوع طلع أكبر من تصوراتي المحدودة والمحكومة بالبيئة الطاهرة النقية التي قضيت فيها 27 سنة من عمري هي كل زهرة شبابي وبدايات سن الحكمة التي أدعيها !

كنت أظن أنني أعرف الشر كله ، وأن ( السنتين - تلاتة ) ، فيما بين مرحلة البلوغ وبين السير على هذا الطريق المبارك قد أعطوني من الخبرة بالشر والشقاوة ما يكفيني ، فإذا بي أكتشف نوعاً من الشر والخبث والفساد لم أعرفه من قبل .

إنه شر الأغبياء ، لم أكن أخال أن رجلاً تبوأ منصب مدير المخابرات الحربية ثم وزير الدفاع يصل لهذه الدرجة من العبط والسذج والبلاهة ، ثم هو يخبط يمنة ويسرة بهذه السذاجة والبلاهة ليشعل حرباً أهلية بين المصريين أو ليحسن صورته أمام أسياده وداعميه في الانقلاب .

 

كيف تخوف الناس ثم تدعوهم للاحتشاد ؟

السيسي الخائن منذ الانقلاب وهو يتنقل من خندق غباء إلى أخيه ، ومن بقعة سذاجة إلى أختها ، فبعد ثلاثة أسابيع من إدارة كارثية متخبطة للانقلاب شملت أخطاء أكبر من أن تحصى ، ولو أني مسئول عن هذا الانقلاب وأوظف السيسي بدرجة مدير انقلاب ، فإني لن أملك سوى أن أعدمه رمياً بالرصاص لأنه يفشل لي الانقلاب ومنذ اللحظات الأولى بسذاجة وبله منقطعي النظير .

السيسي بعد وسيلة واهية وحيل سطحية أعلن بداية الانقلاب ، ثم أغلق قنوات وكمم أفواه واعتقل وقتل ليؤجج الثورة من جديد ، وهذا أحد الأخطاء الساذجة الأولى .

ثم بعد ذلك أصدر إعلاناً دستورياً وضع فيه مادة أولى تغيظ المسيحيين ففض عنه بعضاً منهم وأصبح لا يوثق به رغم الوعود والتطمينات ، ثم عين وزراء متهمين بأنهم فشلوا مع الرئيس مرسي ليثبت للناس أنها كانت مؤامرة من هؤلاء الوزراء ، ثم أتى بالعواجيز ففض عنه الشباب ، ثم عين أكثر من نصف الوزارة من رجال ونساء مبارك ليتقين أصحاب الثورة حتى من كارهي الإخوان أنه انقلاب عسكري يمهد للفلول وللنظام السابق ، ثم حل المشكلات بعصا سحرية بمجرد أن أعلن الانقلاب ليتأكد الرماديون أنها مؤامرة بالقطع واليقين .

ثم أطلق رصاصات جنوده على الركع السجد في تصرف متخلف أجج الثورة في نفوس الشرفاء ، وبعدها سلط البلطجية والداخلية ليقتلوا الشرفاء والعزل والنساء والأطفال ليتيقن كل ذي لب من حجم المؤامرة ومن خستها في نفس الوقت . وهذا نوع عجيب من الغباء .

أما الأعجب منه والذي لم أستطع فهمه فهو هذا النوع الجديد من الغباء ، يخوف الناس بأن هناك إرهاباً ، ثم يحشدهم في نفس الوقت لمقاومة الإرهاب . وسر الغباء في هذا أن السيسي لم يدرس نفسية من يؤيد الانقلاب ، إنهم أناس يكرهون الإخوان ولكنهم في الحقيقة بغير مبادئ ولا يستطيعون أن يضحوا بأي شئٍ غالٍ أو نفيس أو حتى رخيص من أجل اللا مبادئ التي يتمتعون بها ، أو من أجل كرههم للإخوان . كيف تخوفه أيها الغبي بالإرهاب ثم تقول له انزل .

مع ما يتداوله النشطاء عن مؤامرة كبرى تبدأ بتفجيرات وسط مؤيديه حتى يتخذ ذلك ذريعة للانتقال إلى المربع الثاني ويقتل المعتصمين بالنهضة ورابعة ، هذا كله يحجم كارهي الإخوان وخاصة من المسيحيين من النزول ، فكيف أنزل وأنا لا أثق فيك وأعلم أنك يمكن أن تدبر لي مذبحة كمذبحة القديسين .

 

كيف يكون رجل مخابرات ولا يدرس سيكولوجية الخصم

من الواضع أن الغبي السيسي ، لم يدرس مجموعة من الأمور :

أولاً : لم يدرس نفسية الإخوان ، ولا مبادئهم ولا أفكارهم ، فهو لم يعلم أن الجهاد سبيلنا ، بما تعنيه كلمة الجهاد من دأب وكد وتعب ومثابرة لتحقيق الهدف ، ونحن قوم الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ، بما تعنيه الكلمة من استرخاص كل شئ في الدنيا مقابل تحقيق هذه الغاية الشريفة .

وإننا ورثة الصحابة الكرام الذين قالوا للروم والفرس : جئناكم بقوم يعشقون الموت كما تحبون الحياة . ومن كانت هذه شاكلته فلا يخاف من تهديد ولا وعيد ، ولا يخاف من حشود ، " أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد  " ، " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ... " .

ثانياً : لم يدرس التركيبة العامة للإسلاميين الموجودين بالميدان ، وأنهم قوم ذاقوا طعم الحرية بعد إحباطات السنين على يد نظام مبارك ، فاختاروا الميتة الشريفة " الشهادة " على العودة من خندق الحرية إلى خندق العبودية التي يحلم بها الغثائيون الذين يهللون للسيسي وانقلابه الفاجر .

ثالثاً : لم يدرس تركيبة الميدان - ميدان الأحرار ( رابعة العدوية سابقاً ) - والذي أصبح يعج هو والنهضة وغيره من ميادين الشرفاء من غير الإسلاميين وبتركيبة شابة عاقلة ، وهي عينة أخرى تماماً غير عينة العبيد التي يتعامل معها الخائن السيسي . ولو علم السيسي كم المناصرين والمؤيدين للشرعية وللرئيس مرسي لما جرؤ بإحداث الانقلاب أبداً .

رابعاً : لم يدرس تركيبة مؤيدي الانقلاب الذين اتخذهم تكأة لهذا الانقلاب ولا نفسياتهم ، ولا أنهم هوائيون " غير ممسوكين " عندما يحتاجهم سيفتقدهم .

 

رسالة للحزب الوطني : " إني أغرق "

ثم إن السيسي أوضح للقاصي والداني أنه يستغيث برفقاء الانقلاب ، وكأنه يقول لهم : لقد قمت لكم بالانقلاب والآن تخذلونني ، وقد أصبحت فضيحتي بجلاجل ، فماذا أفعل ، انزلوا حتى تلحقوني ، لم أعد أملك أوراق .

وسر غباء الرسالة أنه كان يمكن أن يرسلها في الخفاء لكل أنصاره ومؤيديه دون أن تصل الرسالة لخصومه ، والذين فرحوا أشد الفرح برسالته لأنها عكست انهياراً وعجزاً وعدم امتلاك لأي أوراق .

بل عكست كذلك وبكل الوضوح أن الجيش منقسم وأن به من الشرفاء الذين أوصلوا رسالة واضحة للخائن أنهم ليسوا معه في خندقه ، وأنهم لا يملكون إلا الدفاع عن الشرعية وحماية المتظاهرين السلميين من مؤيدي الشرعية والديمقراطية .

 

من أطلق الدعوة للاحتشاد

ثم رسائل أخرى كثيرة وعديدة وجهها الخائن السيسي بغباء منقطع النظير وهو يقوم بتوجيه الدعوة ، فكيف لوزير دفاع أن يعلن هذا الاحتشاد ، ولماذا لم يعلنه " الطرطور " ، أوليس ذلك رسالة قطعية الثبوت قطعية الدلالة أنه انقلاب عسكري بدرجة امتياز .

لماذا لم يترك الخائن طرطوره ليقوم بهذا الإعلان بصفته رئيس الجمهورية ، وليكتمل الشكل الديكوري الذي أراد به إخراج التمثيلية ، ولكنها ظلمات فوق ظلمات ، وكذب فوق كذب ، وغباء من نوع لم أفهمه .

وأيضاً : كم الكذبات التي يعرف الكاذب أن أطرافها سيخرجون ليكذبونه ، وهو ما حدث من العوا وابن الشيخ الحويني ، ليخرجوا ويكذبوه فيما زعم من رسائل ووساطات ، لتصبح فضيحة ما بعدها فضيحة . خائن وكذاب وكمان غبي ؟

 

طاغية  ولد ميتاً ..

الحمد لله أن الانقلاب في مراحل فشله الاخيرة ، وإلا فإننا كان من الممكن أن نشهد أحد جبابرة وفراعنة الزمان ، فهذا الذي لم يتورع عن خيانة قائده الأعلى ويضعف جيش بلده وشعبها لخدمة الصهاينة وأمراء النفط الذين يخشون تصدير الثورة لبلادهم ، وهذا الذي لم يتورع أن يقتل الركع السجد والنساء والأطفال ، وهذا الذي يكذب ليل نهار ويسلط السحرة الكذابين بإعلامه ليضحكوا على الناس ، هذا الخائن الآن يدعو للحرب الأهلية ويطلب من شعبه أن يقتتل من أجل خطئه القاتل ، وكي يستمر الانقلاب الذي ولد فاشلاً ، ليشهد الأمر ديكتاتوراً ميتاً .

لقد اتخذ السيسي خطوات فاشلة غبية أودت به إلى هاوية سحيقة من لعنات المؤمنين ، وستردي به إن شاء الله خلال ساعات إلى مزبلة التاريخ حيث ألقي من قبل بفرعون ، وكما تخلصنا من الطاغية مبارك التي كانت حقبته أسوأ من حقبة عبد الناصر نفسه ، فإننا نوشك على الخلاص من هذا الطاغية الذي نزل " سقطاً " ميتاً ، وما له ألا يكون كذلك وقد كان حمله سفاحاً في ظلمة ليل بهيم !

 

فن جديد من فنون التسول !

لقد قدم لنا السيسي فناً جديداً من " الشحاتة " ، وهو يقول للناس " لم أطلب منكم حاجة قبل كده " ، وقد أضحك هذ العقلاء حين رأوا ثورة يقول زعيمها الملهم للناس : أبوس رجليكم انزلوا أيدوا الثورة .

هكذا بدا السيسي وهو مرتعد خائف يدعو أنصار الثورة المزعومة للنزول لتأييدها ، كيف تكون ثورة ولا تستطيع أن تحشد الناس إلا بهذه الطريقة الممجوجة من الشحاتة والتسول والاستجداء .

وكيف تكون ثورة وزعيمها كذاب أشر يختلق وقائع ويذكر فيها أسماء ليخرج أصحابها بعدها بدقائق ليكذبوه وينفون ما ذكره .

وكيف تكون ثورة وقائدها مرتبك يقسم بكثرة ويخفي عينيه ويكذب ويتلعثم ويتسول ... لقد أكد السيسي بهذ البيان الدموي الفاشي أنه انقلاب عسكري .. ليس لنا فنحن من قبل وقوعه بأيام ونحن نعرف ، وإنما لكل المترددين والحائرين لتختفي المنطقة الرمادية تماماً ويصبح الموضوع صراع بين ثورة حقيقية أنصارها أكثر من ثمانين في المائة من المنطقة الفاعلة التي تحدث التغييرات بالشعوب والأوطان . وبين ما لا يزيد عن عشرين في المائة من الانقلابيين وأصحاب المصالح وثلة قليلة جداً من كارهي الإخوان لمواقف شخصية أو أيديولجية .

 

كوميكس

علل : لماذا يختبئ السيسي خلف النظارة السوداء ويخفي عيونه في كل لقاءاته بعد الانقلاب وآخرها هذا البيان الذي يطلب فيه من شعبه أن يقتتلوا ؟
1. لأنه خائن وهذا تصرف طبيعي لكل خائن .

2. لأنه كذاب متلعثم لا يريد أن يكتشف الناس كذبه والعيون هي أول ما يفضح الكذب .

3. لأنه لا يريد أن يظهر للناس إرهاق عينه من قلة النوم الذي طار بعد خيانته .

4. النظارة عبارة عن جهاز إنذار بالليزر يكشف له أي سلاح قريب منه ، حتى يأخذ حذره حيث الخائن لا يثق في أي أحد قريب منه .

5. جميع ما سبق .

------------

[email protected]