محمد أبو رشيد
هل خضع الرئيس مرسى لقادة الإنقلاب؟
هل ضحى الإخوان بالرئيس مرسى لإستكمال المسيرة ؟
هل تخلى أعضاء التيار الإسلامى عن الشرعية ؟
هل إستكانت جموع الشعب المصرى (المنحازة للشرعية ) للقرارات الإنقلابية ؟
هل إنتهت الإحتجاجات و المسيرات و الإعتصامات ؟
هل إعترفت دول العالم و المؤسسات الدولية بصورة واضحة و صريحة بالإنقلاب ؟
هل قنص الجيش لحوالى 100 و قتل بلطجية الداخلية أكثر من 200 آخرين أخمدت أو خفت من عزيمة مؤيدى الشرعية ؟
إذا كانت إجابات جميع هذه الأسئلة بـ "لا" فإن هذا له معنى واحد "خسارة الإنقلابيون لحرب الإرادة".
المعادلة الحالية:
هناك عدة معطيات للمعادلة الحالية:
لا يملك الإنقلابيون أى مرجعية شرعية فلا تفويض من الرئيس ولا إستفتاء ولا سند دستورى، لن تخمد امقاومة الإنقلاب إلا بعودة الشرعية الدستور والرئيس ومجلس الشورى، هذه الحشود عندها إستعداد تأكل الحديد والخرسانة التى بينها وبين الرئيس بمجرد علمها بمكان تواجده، لن يفرج الإنقلابيون عن الرئيس ولن يستطيعوا تقديمه للمحاكمة (لأن ذلك يعنى معرفة مكانه) طالما إستمرت الحشود، لن يهنأ الإنقلابيون ولن يعترف بهم العالم و لن تتعامل مهم المؤسسات الدولية بشكل كامل خصوصاً المالية منها طالما إستمرت الحشود والإحتجاجات، لم ولن يؤثر سقوط المزيد من الضحايا على عزيمة و إصرار معارضى الإنقلاب بل العكس صحيح.
مستقبل المعادلة الحالية:
مع سقوط المزيد من الضحايا تبرز ملامح الدولة الأمنية، ينتقل الكثيرين من أفراد الشعب من تأييد الجيش (الإنقلابين) إلى الإنحياز للشرعية، يعيد الكثير من النشطاء والمثقفين تقييم مواقفهم وينتقلون من ميدان التحرير إلى ميدان رابعة، يزداد مؤيدى الشرعية إصراراً وحماساً، لا الإستقرار سيعود ولا الأمن سيستتب ولا الإقتصاد سينتعش، الأهم هو تزايد الململة فى الجيش من سياسات السيسى.
الموقف داخل الجيش:
أخطر مايواجه السيسي هو الموقف الداخلى للجيش. فالعار الذى ألحقه بالشرف العسكرى بسفك دماء مصريين من الصعب محوه. فرصاص قناصة الحرس الجمهورى وصور الضحايا تقض مضاجع الكثير من الضباط.
ولو صدقت معلومات الصحفى البريطانى روبرت فيسك أن هناك إثنين من قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة قدما إستقالتيهما و لكن السيسى رفضها بإلحاح بإعطاء تطمينات أنه لن يتم سفك دماء مرة أخرى. و الأمر الثانى الذى ذكره فيسك هو أن هناك خطة بديلة لبعض قادة القوات المسلحة للتضحية بالسيسى إذا تطلب الأمر.
لا يجب أن نستهتر أو نقلل من أهمية معلومات هذا الصحفى المخضرم. فهناك إشارات على ذلك أقلها هو عدم إستطاعة السيسى أو صدقى مواجهة الضباط فى إحتفالية العاشر من رمضان و أيضاً تركيب خطاب السيسى على فيديوهات قديمة.
بعض الضباط الكبار يعلم أن هناك إحتمالية لفشل الإنقلاب وسيحاول أن ينأى بنفسه و بقواته عن المشاركة فى المذابح حتى يبيض صفحته إذا مادارت الدوائر. فالمشاركة فى الإنقلاب يستوجب الإعدام فما بالك بقتل مدنيين ؟
فشل الإنقلاب:
فلن تخمد الإحتجاجات بالرصاص أو باليأس و لن يفرج السيسى عن الرئيس أو يقدمه للمحاكمة و لن تستقر الأوضاع و لن ينال السيسى إعترافاً دولياً صريحاً ولن يستطيع السيسى الإحتفاظ بولاء من حوله ولا السيطرة على الضباط لمدة طويلة ؟
فيمكننا القول أن الإنقلاب فشل حتى الآن.
وسيكتمل فشله الرسمى بإسترداد الشرعية و الإفراج عن الرئيس مرسى و تقديم السيسى و من معه للمحاكمة.

