محمد السروجي

سؤال مطروح بعد الانقلاب العسكري السيسي ، إلى أي سيناريو تنطلق مصر؟ هل إلى السيناريو الجزائري بالصدام مع المؤسسة العسكرية لتدخل البلاد نفق مظلم ودامي ؟ أم النموذج التركي الأردوغاني الذي خرج من رحم البروفسور أربكان ؟ أم النموذج الفنزويلي التايلاندي الأرجنتيني حين تقدم الشعب فتراجع الجيش ؟ أم ستتغلب مصر والمربع الإسلامي على جراحه وتماسك مفاصله ليقدم لنفسه والعالم نموذجاً جديداً وغير مسبوق كثورة مصر في 25 يناير ؟

الواقع يؤشر أن منهج التحالف الإسلامي لدعم الشرعية في المجمل يتسم بالوسطية والاعتدال وبالتالي سيجنبه السيناريو الجزائري حفاظاً على كوادر وقواعد الحركة الإسلامية وعموم المصريين وقبل ذلك الجيش المصري الدرع الواقي للمنطقة العربية بالكامل.

التاريخ يؤشر لاحتضان الحركة الإسلامية في المجمل للقيم والثوابت الإسلامية الوسطية الراسخة ولن يتخلى عنها لأسباب سياسية وبالتالي من غير الوارد تكرار النموذج التركي الأردوغاني ، والمستقبل يؤشر لصعوبة تكرار النموذج الفنزويلي التايلاندي الأرجنتيني حين انقلب الجيش فخرج الشعب كل الشعب فتراجع الانقلاب وتقدمت الجماهير وعاد الرؤساء الشرعيين مرة أخرى  لقصر الرئاسة وكانت المحاكمات الثورية والتصفية الجسدية للخصوم ، إذا الحركة الإسلامية بحاجة لتقديم نموذج جديد لاستعادة الشرعية يتفق والسياق العام لثورة 25 يناير في سلميتها ووحدتها وعبقريتها ويتفق مع السياق العام لثوابتها وقيمها.

الحركة الإسلامية بحاجة لابتكار سيناريو مختلف ومتميز وربما عبقري يعيد الشرعية ويحافظ على السلمية ووحدة الصف والشعب والجيش معاً ، نعم هناك عوائق وتحديات جمة في سبيل عودة الشرعية ، منها تخوفات العسكر من المحاكمات العسكرية وربما التصفية الجسدية ، وهناك تخوفات التيارات السياسية العلمانية والإسلامية التي تآمرت على الرئيس والشرعية ، وهناك بقايا نظام مبارك من شبكات الفساد ورجال المال الحرام ، وهناك دول الجوار العربي التي ساهمت ثم اعتمدت الانقلاب وأخيراً المجتمع الدولي الذي تآمر على إرادة المصريين ،

من هنا كانت الصعوبات فهل ينجح المربع الإسلامي في عودة الشرعية و إيجاد سيناريو جديد يتجاوز العقبات ويتخطى التحديات ويبعث برسائل التطمين للجميع مع وجود الضمانات الكافية ؟

هل يستطيع التحالف الداعم للشرعية أن يبرهن للمجتمع الدولي والإقليمي أنه سلك الطريق المعاكس بل والخطر على مصالحة بدعمه لهذا الانقلاب ؟
هل يتمكن تحالف دعم الشرعية الانتشار الأفقي والرأسي في الشوارع والميادين والمؤسسات والمصالح ليعطل سير الحياة بصورة سلمية، هل يستطيع التوسع والتمدد أمام سفارات دول التآمر العربي والدولي لتصل الرسالة واضحة غير ملتبسة؟
هل يتمكن التحالف من التعامل بحرفية مع غرف عمليات المربع الانقلابي ليدخل مباراة المعلومات والشائعات ويحرز العديد من الأهداف السريعة والمؤثرة ؟
هل يملك التحالف الأدوات التي يربك بها غرف العمليات العسكرية والشئون المعنوية التي تخلت عن رسالتها وتفرغت لإفزاع وترويع المصريين ؟
هل تستطيع غرفة عمليات التحالف لدعم الشرعية لإدارة الأزمة بصورة جديدة ومفاجئة تربك غرفة عمليات المربع الانقلابي التي سترتبك حتماً بالحشود الشعبية المفاجئة في مواقع  هامة وحيوية خاصة أمام سفرات دول المصالح، هل سينجح التحالف وملايين الجماهير في الصمود خاصة في رمضان وبالتالي تنهار إمكانات الشرطة وجنود الأمن المركزي المسكين تكراراً لتجربة ثورة 25 يناير ، هل سيصمد الملايين فتراجع قيادات وجنود القوات المسلحة مواقفها فيكون الحل والحسم؟

خلاصة المسألة .. نحن بحاجة لنموذج مصري خالص يسترد الشرعية محافظاً على الوطن والمواطنين ومن قبل الجيش المصري تاج الرؤوس وشرف الوطن ومفخرة الأجيال ؟ نعم ممكن بحول الله وقوته ...

نصرك الله يا مصر ...

____________
كاتب مصري