د. محمد صبحى رضوان

أصبحت الأحزاب السياسية والتجمعات والحركات المختلفة قبل 25 يناير من كل عام تتبارى فى كيفية الاحتفال بعيد الثورة والخروج بهذا الاحتفال على أكمل صورة , وبالطبع كل اتجاه أو تجمع يعبر عن فكره ومعتقده بهذه المناسبة الغالية.

وفى هذا العام 2013م ونظرا لما حدث فى العام الماضى والذى عبرت فيه بعض الحركات والأحزاب والقوى عن الاحتفال بانتهاج أسلوب الحرق هنا والتخريب هناك وفضل البعض الآخر مجرد الاحتفال السلمى الهادئ بالوقوف فى الميادين لكن لم يكن لذلك ثمرة واضحة يستفيد منها الشارع , كان لحزب الحرية والعدالة وجماعة الأخوان المسلمين رؤية وتوجه فى الاحتفال بهذه الثورة العظيمة بإتباع أسلوب يستطيع من خلاله المواطن أن يقارن بين من يبنى ومن يهدم , وبين من يتكلم ومن يعمل , وبين من هو حريص على مصلحة الوطن ومن هو مشغول بهدمه وتعطيل مسيرته فى البناء والتنمية.

وبالتالى فقد أطلقت جماعة الأخوان وحزب الحرية والعدالة حملة حملت عنوانا معبرا وهو ( معا نبنى مصر ) وبنظرة تحليلية لهذا الشعار ندرك أن الجميع شريك فى بناء الوطن الغالى الذى قال عنه مؤسس الجماعة الأستاذ حسن البنا رحمه الله ( مصر العزيزة الغالية نتألم ونحن نراها تتأرجح بين ما يريده لها أعداؤها من وضع اجتماعي شائه وما نريده لها من وضع رباني سليم يقوم على تعاليم الاسلام وهديه وإرشاده ), وانطلقت الحملة فكان الناس أمامها واحدا من ثلاث إما مشارك فى أعمالها وإما مستفيد من إنجازاتها وإما داعم لها ماديا أو معنويا وتم رصد نماذج رائعة لرجال أعمال وطنيين محبين لبلدهم , وغيرهم منتمين لأحزاب وتجمعات مختلفة دعموا ومازالوا يدعمون الحملة حتى أنه خلال أقل من أربعة أشهر تم تنظيم مئات القوافل الطبية والحرفية والبيطرية , وتشجير وزرع آلاف الأشجار المثمرة وغير المثمرة , كما زينت مداخل مئات القرى والأحياء إما بدهان أعمدتها أو بإنارتها أو إصلاح طرقها,كما تم صيانة آلاف المدارس والمؤسسات بأعمال الصيانة المختلفة وأقيمت مئات الأسواق الخيرية وأسواق حماية المستهلك , كما لم يغب عن الحملة آلاف اليتامى والأرامل والمقعدين والمساكين فمدت يد العون لهم ومسحت دمعهم وأخذت بأيديهم سالكة معهم سبل الخير كله ماستطاعت إلى ذلك سبيلا.

وقد عبرت الحملة بصدق عن وجه الجماعة والحزب المشرق ومدت يديها للمواطن البسيط فى قرى ونجوع مصر وجعلت كثيرا ممن غرر بهم الإعلام الموجه المأجور يدركوا مصداقية ما تقوم به الجماعة والحزب. ونظرا لهذا الكم الهائل والمردود الإيجابي لأعمال الحملة فقد اتخذت الجماعة والحزب قرارا منذ أسبوع باعتبار حملة ( معا نبنى مصر ) حملة وطنية مستمرة وغير مرتبطة بظرف ولا توقيت داعية كل المخلصين فى هذا الوطن للعمل على بنائه والنهوض به , كذلك تحفز اتباعها وتشجعهم على الاستمرار فى بذل المزيد من أجل هذا الوطن العزيز.

وبحكم قربى من الحملة ومتابعتى لأعمالها أثمن هذا القرار وأشكر الذين اتخذوه وأؤكد بصدق أن هذه الحملة فعلا..... يجب أن تستمر.