خالد ماهر
قــد عشـت للنصــر بالإصرار تغرسُه ... فتــجتنـيــــــه ثــمــــــاراً ذات ألــــــــوان ...
فاخلع ثياب الأســى واليـأس مـرتدياً ... ثوب الجهــــاد نشيــطــاً غيـــر كســــلان ...
واجمــع رفاقـك وانفخ في عزائمهم ... مـمـــا بـــصـــدرك من عـــزم وإيقــــــــــان ...
وقــل لصهيــون : لسنا أمةً همجـــاً ... تمضــى سفينتـهــا مــن غيــر رُبِّـــــــــان ...
وقــل لمن حسبونــا قطعـةً نُظمــت ... مــن غيــــر قــــافيـــة مــن غيــــر أوزان ...
معـــاذ ربــي أن تنحـلَّ عـــروتُنـــــــا ... أو أن نـتـيــــــــه وفينـــــــا نـــــورُ قـــــرآن ...
الأبيات السابقة شدا بها الإمام العلامة "يوسف القرضاوى " فى قصيدة بعنوان "أمى فلسطين " مخاطبا بها كل شاب فلسطينى تنتابه الحسرة وبعض اليأس على حاله وحال أمه فلسطين ، ويأسف لحال أمته الإسلامية الكبرى التى لطالما خذلت الشعب الفلسطينى فى أرضه وفى بلاد الشتات .
أما سبب ذكرى لتلك الأبيات الآن فهو ما حدث فى خطبة الجمعة بالدوحة بتاريخ 17 أبريل 2013 ، فقد فوجئ الجميع ببكاء قامة من قامات العلم والإجتهاد فى القرن العشرين ، و الواحد والعشرين .
غالب العلامة القرضاوي، الدموع وهو يتحدث عن موقف السلطة الفلسطينية ، بالضفة الغربية، حيال جواز السفر الفلسطيني الذي منحته له حكومة "إسماعيل هنية" بغزة، والذي تلقاه خلال زيارته إلى غزة مؤخراً تكريما له على جهوده فى مناصرة القضية الفلسطينية، حيث اعتبرت حكومة عباس أن ذلك الجواز هو بمثابة جواز سفر مزور بل واستطردت السلطة في بيانها الهزلى قائلة بأن من لا يملك قد أعطي من لا يستحق !!
بكى القرضاوى حين تذكر جهاده ونضاله لنصرة قضية فلسطين وهو ابن الخامسة عشر، أى منذ ما يزيد عن السبعين سنة .
وبكى لاستكثار سلطة عباس ذلك عليه وهو الذى يحمل جوازي سفر أحدهما مصرى والآخر قطرى ، ومن ثم فهو لا يحتاج إلى أى جواز سفر آخر كي يسافر به ،
والذى زاد من ألمه أن سلطة عباس قد منحت ذلك الجواز الرمزى لمن هم دونه !!
لقد بلغ بهم التبجح أن يرسلوا في العاشر من مايو رسائل إلى جميع الدول التي تعترف بـ"دولة فلسطين"، مفادها أن جواز السفر الفلسطيني الذي يحمله القرضاوي "مزور"، داعين إياها إلى "ضبط "حامل الجواز !!
لكن ليس هذا بمستغرب على سلطة عميلة للمحتل ، سلطة تضم فى صفوفها "محمود عباس" مهندس اتفاق أوسلو ،بالإضافة إلى "دحلان" الأب الروحى لجميع جزارى الأجهزة الأمنية التي قامت لتصفية المجاهدين وتصفية القضية !
لم ينسي أرباب "أوسلو" الأبيات الشهيرة التى قالها الإمام القرضاوى بعد عقد اتفاق " غزة – أريحا " الهزلى حين أنشد قائلا :-
فيا عجباً لمن يجري وراء سرابه النفسي
يظن له به ريّاً ويرجع فارغ الكأسِ
يفرّط في دم الشّهداء ... يا للعار والبؤسِ
يبيع الأرض والتّاريخ بالأرخص من فَلْسِ
بحكم في حمى صهيون ... يا للثمن البخس
فلا دولته قامتْ و لا أبقى على النّفسِ
فما معنى فلسطين بلا أقصى ولا قدسِ
فلسطين بلا قدس كـجثمـان بلا رأسِ
أجل ، لم ينسوا دعوته الدائمة للحكومات والجيوش العربية للقيام بواجبها المقدس فى دعم المقاومة الفلسطينية ، ولم ينسوا تأييده الدائم للحكومة المنتخبة بقيادة "إسماعيل هنية " ، ولم ينسوا دعمه الكامل لسكان غزة هاشم أثناء العدوان الغاشم الذى مارسته قوات الإحتلال الصهيونى عليهم فى نهاية العام 2008 ، فى حين أن قوات عباس كانت تدعم الصهاينة بالمعلومات اللازمة للكشف عن أماكن تواجد المجاهدين و الأماكن الحيوية التى تصلح لأن تكون أهدافا لقصف الطيران الحربى الصهيونى .
أقول لشيخنا الجليل :- طب نفسا وقر عينا ، ولتتمثل قول الشاعر :-
إذا أتتك مسبتى من ناقص .....فهى الشهادة لى بأنى كامل
هذا إذا أتت المسبة من ناقص ، فكيف إذا أتت من جاحد عميل لأعداء الله وسوله ؟؟
كيف إذا أتت من متآمر على الإسلام والمسلمين ؟؟
والله إنها للفخر كل الفخر ، والعز كل العز ، بل وشهادة ضمان أبدية بأن شيخنا ما فرط وما بدل ، وأنه ما قدم إلا كل خير لقضايا أمته ومقدساتها ، فى وقت عز فيه المناصرون والداعمون !!
طب نفسا يا إمامنا ، فوالله إنك لفى مقلة العين و واسطة القلوب ، فلن ينال منك الأقزام مهما فعلوا ، ولن يستطيع العملاء أن يطفؤوا نور شمسك .
(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

