علاء الكيلاني

الفلسطينيون هم الأكثر حاجة لحدود هادئة وآمنة مع مصر.

من خلال ذلك تتحقق لهم العديد من المصالح الأساسية غير الخافية على ذي عينين، كالتبادل السلعي والخدمي عبر المعابر، والتواصل مع كل الأطراف الدولية والإقليمية بل والفلسطينة أحيانا.

يتشابه المصريون والفلسطينيون كثيرا في المزاج العام والطباع وكذلك في حالة الانقسام السياسي المتصاعد بين فريق إسلامي يحمله الصندوق الإنتخابي إلى السلطة ويقاوم الفريق الآخر تمكينه منها بكافة الوسائل، ويتواصل التأثير المتبادل للأحداث على الجانبين حتى بات الفريقان المتصارعان سياسيا في بلد وكأنهما امتداد لنظيريهما في الآخر.

يتجلى ذلك في الحرب المسعورة التي يشنها العلمانيون في مصر ليل نهار على القوى الإسلامية في فلسطين و على حركة حماس تحديدا باعتبارها امتدادا سياسيا وأيديولوجيا بل وعضويا لجماعة الإخوان المسلمين، الظهير السياسي للمؤسسة الحاكمة في مصر حاليا. لا يتوانى العلمانيون في مصر عن إقحام حركة حماس في أية مشكلة وفي كل أزمة، وإظهارها وكأنها تصنع الاضطرابات على الحدود وتخلق التوتر وتعبث بالأمن القومي المصري.

ولا يكون ذلك تشويها لحماس بقدر ما هو محاولة لإحراج وتخوين مؤسسة الرئاسة وظهيرها السياسي في إطار حملات من السعار الإعلامي ، والتنافس السياسي بالأدوات المتجاوزة لحدود المعقول والأخلاقي.

فمن ادعاء بتوطين الفلسطينيين بسيناء إلى إمدادهم بالكهرباء التي يحتاجها أهل مصر ولا يجدونها وتهريب السولار إليهم لإشعال الحروب الأهلية بين السائقين في مصر ، ناهيك عن قتل حماس للمتظاهرين في ثورة 25 يناير واقتحامهم للسجون وإخراج عناصرهم منها - ومعهم محمد مرسي بالطبع - إلى غيرها من الاتهامات الفاشلة بما تنم عنه من خلل فاضح في قراءة المشهد وتقدير المصالح السياسية والقدرات الفنية واللوجستية.


تتواصل سيول الاتهامات المخزية لحماس يوما بعد يوم حتى تحولت الحركة بسطوة الآلة الإعلامية الفاجرة إلى عدو غادر متربص. لم يغب الفلسطينيون بالطبع عن المشهد خلال التغطية الفضائية لحادث اختطاف سبعة من جنود قواتنا المسلحة .

اختطفهم رجال حماس في إطار حربهم الاستراتيجية مع الجيش المصري وليقتربوا خطوة من احتلال القاهرة. ولعلهم قد أعادوهم مرة أخرى دون خدش أو نقطة دم لصنع موقف بطولي لحليفهم محمد مرسي حاكم المحروسة.

لقد استرخص رجال المقاومة في غزة أرواحهم وأموالهم ورفضوا الاستسلام لعدوهم المحتل الغاشم فواجهوه بسواعدهم وأسلحتهم البسيطة وصدورهم العارية فسطروا بدمائهم البطولات وأحدثوا به ما أحدثوا من تمريغ لكرامة جيش يملك أسلحة فتاكة ومن ورائه قوى عملاقة تمده بكافة أنواع الدعم ففاجأناهم نحن بالخذلان المتواصل.

إننا جميعا مدينون بالاعتذار لكل رجال حماس وكل رجال غزة بل وكل نبتة على أرض فلسطين.