محمد السروجي
وزارة بحجم دولة بل مجموعة دول هي وزارة التربية والتعليم "18 مليون طالباً – 2 مليون من العاملين – 47 ألف مدرسة " ، فضلاً عن كم هائل من التحديات وندرة في الفرص ، وزارة التعليم ، نعم حققت العديد من النجاحات واستثمرت العديد من الفرص ، لكنها مازالت تعاني العديد من التحديات والمخاطر والتهديدات
نعم ..... هناك نمط إدارة مختلف داخل ديوان عام الوزارة من الدكتور غنيم وفريق عمله في التخطيط والتنفيذ والمتابعة ، في الديوان والميدان ، بين الطلاب والمعلمين والعاملين بل وأولياء الأمور ، فالوزير هو ثالث أستاذ في التربية في تاريخ مصر الحديث بعد العمالقة إسماعيل القباني وعبد السلام عبد الغفار ، الدكتور الوزير صنايعي كما يقول عن نفسه دائماً ، صاحب رؤية جرئ وصاحب قرار يحترم الإعلام ولا يخشاه ، يثق فيمن حوله يفوض ويتابع ويعزز ويحاسب ، يعلم أنه وحده لا يكفي فأنشأ اللجنة التنفيذية العليا بديوان عام الوزارة حملها المسئولية بتكاليف محددة ويتابعها نصف شهرياً وفق جدول تشغيل محدد المهام والتوقيتات ، فضلاً عن أدائه الميداني المشهود في محافظات ومدارس مصر وخارج مصر بالإضافة لمتابعاته الأسبوعية لمديري المديريات
لكن ... مازالت اللامركزية العاجزة عقبة كئود في طريق إصلاح التعليم ، جيوش من العمالة والبطالة غير المنجزة بل المعطلة لمصالح البلاد والعباد ، فمازالت العقلية البيروقراطية هي سمت المشهد العام وللأسف المحصلة غير مرضية قياساً بحجم العمل في ديوان عام الوزارة وقياساً بمطالب وحقوق المصريين التي لم تتحقق بعد
نعم ... هناك اهتمام ملحوظ في النهوض بالمعلم على المستوى المادي باعتماد الكادر بنسبة 50% رغم صعوبة الوضع الاقتصادي وندرة الموارد ، وعلى المستوى المهني بإعادة النظر في أداء الأكاديمية المهنية للمعلمين فضلاً عن إدارات التدريب ، وعلى المستوى الأدبي بالوقوف الواضح للوزير والوزارة جنباً إلى جنب مع المعلم ، حدد فيها الوزير سياساته بأن كرامة المعلم خط احمر ، وانه لن يسمح بالنيل منه ، لدرجة أنه خاطب المعلمين في يوم المعلم بلغة حضرات السادة أصحاب المعالي المعلمين ، وانه لن يسمح بان يكون المعلم ضحية الصراع السياسي القائم والقاتم وانه لا مكان للعمل الحزبي داخل المدرسة حفاظاً على وحدة الصف والمجتمع المدرسي
لكن ... مازال البعض من الزملاء لا يشغلهم الواجبات المنوطة بل تشغلهم الحقوق المشروطة ، ومازال البعض يفتقد ولدرجة كبيرة ثقافة التنمية والتدريب ويريد أن تتحرك الدنيا إليه دون أن يتحرك هو ولو خطوة واحدة ، وما زال البعض ينسى أو يتناسي رسالته النبيلة كمعلم ووالد ومربي وقائد ويتعامل مع الطلاب كند مشاكس ، وما زال البعض يصر على إرباك المشهد المدرسي فيتحرك مع الطلاب بخلفياته الفكرية وانتماءاته الحزبية بل يستخدم بعضهم الطلاب كدروع بشرية لتصفية حساباتهم السياسية
نعم ... هناك إجراءات تطهير غير مسبوقة ، تمثلت في إلغاء الندب والإعارات للديوان وكسر الاحتكار في تأليف المناهج وطباعة الكتب وفي مراجعة كافة العقود والاتفاقات وفي تحويل العديد من الملفات للنيابة العامة والنيابة الإدارية وفي اعتماد نظام المسابقات في شغل الوظائف القيادية وفي قطع الطريق أمام المحسوبية وفي تعديل نظام الكنترولات ولجان الامتحانات بما يحق العدالة والإتاحة وتكافؤ الفرص
لكن ... مازال المشوار طويل والتحديات جسام ، وما زالت المصالح الشخصية تحكم الكثيرين ، وما زالت شبكات الفساد والإفساد متوغلة في جسد الوزارة الأم ، ومازالت مئات بل ألاف الملفات لم تفتح بعد لاعتبارات الواقع الصعب والمنفلت ، وما زالت هيئة النيابة الإدارية والشئون القانونية مثقلة بالملايين من الملفات المعقدة التي ربما لن يصبها الدور ونحن أحياء
نعم .... هناك دور إيجابي لبعض المؤسسات الإعلامية التي تتسم بالموضوعية والمهنية ، تعتبر الواقع وتتحرك بعقلانية مع طموحات المستقبل ، تنتقد بهدف النقد البناء لا هدم البناء
لكن .... ما زال هناك العديد من وسائل الإعلام لا ترى إلا نصف الكوب الفارغ ، فأتقنت خلط الأوراق وفرض معارك الاستنزاف المادي والمعنوي على وزارة التعليم والأسرة المصرية سواء بسواء ، بهدف تصفية الحسابات السياسية بل ومحاولة نقل الصراع السياسي من خارج المدرسة إلى داخلها بوهم حرية الرأي والتعبير وممارسة العمل السياسي
وأخيراً .. نعم التحديات كثيرة والفرص نادرة والطريق صعب ، لكننا نملك بحول الله وقوته مقومات ركوب الصعب والعبور بمنظومة التعليم لمستوى يليق بطموحات مصر وشعبها العظيم ... حفظك الله يا مصر ...
_____________
المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم

