محمد السروجي

على مدار الأيام القليلة الماضية تظاهر بضعة مئات من طلاب المرحلة الثانوية يمثلون عدة مدارس أمام ديوان عام وزارة التربية والتعليم وقد التقوا مع غالبية  قيادات الوزارة ، باختصار أوجز بعض الملاحظات الإيجابية والسلبية على هذا المشهد

نعم

** تظاهر الطلاب يؤكد أننا في عهد ارتفع فيه سقف الحريات لدرجة غير مسبوقة وهي إيجابية تحتاج للمزيد من التعزيز والإنضاج حتى تتجه لمسار البناء لا الهدم

** لغة حوار وأفكار ومقترحات عدد غير قليل من الطلاب ناضجة وراقية تتمتع بحس وطني مشرف ومطمئن

** غالبية المطالب عادلة ومشروعة ترتبط لحد كبير بالواقع المؤلم لأداء المدرسة المصرية الذي نعرفه جيداً والذي تردى كإفراز طبيعي لعقود التراجع والانهيار 

** سعة صدر وصبرقيادات الوزارة تؤكد أنهم يتفهمون طبيعة المرحلة وأن الطلاب شركاء في صناعة السياسة والقرر

ولكن

** ترك الطلاب لمدارسهم وقت الدراسة تحت أي سبب سلوك غير مبرر فمن الممكن وبسهولة أن يتظاهر كل طلاب مصر وليس بعض المدارس بعد انتهاء اليوم الدراسي بل من الممكن جداً أن يذهب الدكتور الوزير شخصياً فضلاً عن قيادات الوزارة إلى الطلاب في مدارسهم تقديراً لهم ولمطالبهم

** اختلاط الأمور في المطالب و الشعارات المرفوعة التي غلب عليها الطابع السياسي والطلاب ليسوا طرفاً فيه  فضلاً عن التجاوز القيمي والأخلاقي لبعض الطلاب في هذا السن الحرج  بتشويه جدران الشوارع المحيطة بألفاظ وعبارات خارجه عن التربية والتعليم والسياق العام يؤكد أن وزارة التعليم أمامها مشوار طويل وصعب للترميم والبناء

** وجود بعض الشباب كبار السن – التعليم الجامعي – في وسط طلاب الثانوي يؤكد أن هناك تيارات وشحصيات وحسابات خلف المشهد الديمقراطي التظاهري ووجودهم يؤشر لخلفيات غير بريئة

** بعض التناول الإعلامي الذي مازال يعتمد الإثارة والتربص والانتقائية يجعل من هذا الشباب الوطني المتحمس دروع بشرية لتصفية الحسابات السياسية الممقوتة والمهلكة للوقت والجهد والمال      

هذه الملاحظات والممارسات تستوجي وفوراً أن تكون وزارة التربية والتعليم بمدارسها المنتشرة في ربوع الوطن والتي تمثل حزام آمان وصمام ضمان لهذا المجتمع ، من الضروري أن تكون بعيدة كل البعد عن المعترك السياسي وفقاً لحزمة من الوسائل والإجراءات

وسائل وإجراءات

** تفعيل الأنشطة الطلابية بمختلف نوعياتها خاصة الجماعية منها "الرياضية – العلمية – الثقافية – الفنية – الموسيقية – المجتمعية  -- "

** تفعيل محاور التربية السياسية المتمثلة في حرية الرأي والتعبير بعيداً عن الإساءة والتشهير فضلاً عن الانتخابات الطلابية لتحقيق مضمون اللائحة الطلابية التي أعدت بمهنية عالية وأخيراً المشاركة المجتمعية داخل وخارج المدرسة ليتعود الطلاب بذل الواجبات قبل طلب الحقوق

** منع العمل الحزبي وبشدة داخل الحرم المدرسي بين الطلاب والعاملين لسد الطريق على أجواء الاستقطاب الممقوت حتى لا ينتقل الصدام السياسي من خارج المدرسة إلى داخلها وهنا تكون الكارثة

** مراعاة الإعلام لحسه الوطني وضميره القيمي لإبعاد وزارة التعليم ومدارسها بعيداً عن الصراع  والكف عن التوظيف السياسي للأحداث اليومية الطبيعية – قد تكون مرفوضة لكنه الواقع المؤلم – والتعامل الاجتماعي والثقافي بمهنية وحس وطني مسئول

خلاصة المسألة ... تربية وتعليم أبناء المصريين مسئولية وزارة التعليم ، نعم ، لكن وحدها لا تستطيع وسط هذا الكم المتلاطم من الأمواج المتنوعة والمتضاربة والخطرة في أنواء التعصب الأعمي والمحاولات الدءوبة لخرق سفينة الوطن ، ومع ذلك كلنا أمل في العبور والوصول لبر الآمان مع هذا الشعب العظيم والملايين من أبنائه المخلصين .. حفظك الله يا مصر ...

___________

المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم