محمد السروجي

مخاطر وتداعيات تعانيها وزارة التربية والتعليم كإفراز طبيعي لانعكاسات المشهد السياسي القائم والقاتم عندما تحول السجال المشروع إلى صراع محموم ثم إلى صدام مذموم ، لم ينجح الساسة الجدد بعد ثورة 25 يناير في سد احتياج أو تقديم خدمة أو طرح مشروع ممكن لأنهم لم يتعودوا البناء منذ عهود الهدم ، لكنهم نجحوا وبامتياز في شق الصف الوطني وتمزيق النسيج المجتمعي وخرق سفينة الوطن ووقف عجلة الإنتاج وبالجملة ترك المصريين للمصانع والمزارع والمتاجر والوقوف في الشارع ما ترتب عليه تجميد الحياة وإصابة غالبية الشعب بكل ألوان الإحباط والاحتقان والفشل ، هذا الواقع المؤلم أفرز حزمة من التداعيات السلبية على المجتمع المدرسي وشبكة العلاقات الإنسانية التي ظلت ولفترة زمنية طويلة يسودها الحب والود والتسامح ويغلب عليها قيم المصريين من احترام الكبير ورحمة الصغير ، حزمة من المخاطروالتداعيات بحاجة ملحة لجملة من الوسائل والإجراءات منها ما هو للوقاية والآخر للعلاج

 مخاطر وتداعيات

** حالة من الانفلات والفوضى اجتاحت المجتمع المدرسي فأصابت شبكة العلاقات الإنسانية في مقتل وزادات حالات العنف المتبادل بين المكونات البشرية لدرجة سقوط بعض القتلى والجرحى وربما الأسرى وتحولت أفنية بعض المدارس إلى ساحات معارك واشتباك ، وأجواء من الحرق والنهب والسلب لمحتويات المدارس وكأننا بصدد جيل جديد من التتار أعداء العلم والثقافة  "تم الاعتداء وسرقة على أكثر من 60 مدرسة  وتم حرق أكثر من 6 مدارس منها مدارس تاريخية وأثرية منها ، ليسيه باب اللوق و على عبد اللطيف – والقربية وغيرهم" فضلاً عن خسائر بالملايين

** توقف الدراسة عدة أيام وربما عدة أسابيع في بعض المدارس في محيط ميدان التحرير وشارع محمد محمود وقصر الاتحادية وبعض المحافظات في بورسعيد والغربية والشرقية ما ترتب عليه آثار سلبية متعددة على انتظام الدراسة والسير بالمنهج ونظم الامتحانات

** انشغال واشتغال عدد من المعلمين في بعض الائتلافات والنقابات العمالية بالعمل السياسي والشو الإعلامي عن العمل التعليمي والتربوي ما أربك المجتمع المدرسي وزا

** اختراق العمل الحزبي للمدرسة وانتقال الولاءات والانتماءات من المشهد العام للحرم المدرسي ما زاد الاحتقان والاختلاف والمشكلات

** تغير نمط المطالبة بالحقوق أو ما يطالب البعض بكونها حقوق من النمط السلمي الطبيعي خاصة في مؤسسة التربية والتعلم لنمط العنف ، لدرجة تم فيها قطع الطرق وغلق المدارس والإدارات بالجنازير ومنع العاملين القيام بواجبهم الوظيفي

** النظرة الإعلامية الانتقائية المتربصة لوزارة بحجم وزارة التربية والتعليم "18 مليون طالباً – 47 ألف مدرسة – 2 مليون من العاملين" ما نال من الثقة فيها رغم الجهد والوقت والمال المبذول

خلاصة الطرح ... نحن بحاجة عاجلة لإخراج وزارة التعليم من هذا المعترك السياسي وتداعياته السلبية والالتفات للمهمة الوطنية في بناء الإنسان المصري بعيداً عن أجواء الاستقطاب الذي شق الصف وأحدث العديد من الشروخ في جدار الوطن ... حفظك الله يا مصر ...

____________

المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم