علم الدين السخاوي

كتب الاستاذ فهمي هويدي مقالا تحت عنوان (لا قرار ولا ضبطية) وذلك بشأن البيان الصادر من مكتب النائب العام وتساءل هل يمكن أن تكون تلك مجرد مصادفة أن يعاد تركيب البيان بهذه السرعة على جميع الفضائيات بهذا الاتفاق بين رؤساء التحرير وبعض المثقفين والخبراء ومقدمي البرامج ... ثم يقول أن الابواق التي شاركت في عملية التسميم الاخيرة هي ذاتها التي احتفت بإضراب بعض رجال الشرطة عن اعمالهم وهى التي شجعت جماعات الألتراس والبلاك بلوك واعتبرت عمليات التخريب وحصار البورصة والبنك المركزي والهجوم على الاتحادية اعمال ثورية .... الخ ثم ختم لا تسألني من يكون هؤلاء؟.... الخ. انتهى
وها انذا اقول انهم الندابة والرويبضة والتافه
دعني أخي القارئ أبدأ معك بالتوضيحات الأتية حتى يستقيم المعنى ويتكامل بنهاية المقال

اولا : الندابة
عرفناها في قرانا عندما كانت تستأجر احدى النساء في بكائية جماعية لأحد المتوفين من الاثرياء، وكلما اشعلت الندابة الحرارة في الحاضرات زيد لها في الاجر.
في احدى المرات التقى قارئ القران الذى ينتدب للقراءة في السرادقات بإحدى الندابات فسألها عن أجرها فأخبرته بما تحصلت علية ! فوجد أنه لا مقارنه بين أجره الضعيف وأجرها الجزيل فبدأ يتندر حزنا على حال القراء قائلا : أذا احتاج احد الى ندابة "دكر " فانا موجود !!
والسؤال
ماذا لو عاش الشيخ فوجد الندابة والنداب وهما من استؤجرا للقتل والنياحة في ان واحد
(يقتل القتيل ويمشي جنازته) فماذا عساه قائلا

ثانيا : الرويبضة
تصغير لكلمة روابض ومفردها رابض وتعني ذوات الأربع
من الحيوانات وتطلق أحيانا على الحيوان المتربص بالفريسة وهو في وضع الاستعداد فيقال رابض أو متربض في مقابل متربص بالصاد للإنسان
وهو ما عبر عنه رسول الله صلى الله علية وسلم في حديثه المتنبئ بزمن الرويبضة الذي يكذب فيه الصادق ويصدق الكاذب ويخون فيه الأمين ويؤتمن الخائن .
لقد استعصى على الصحابة وهم أهل البلاغة أن يدركوا ما قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اختار التعبير بكلمة تستعمل عند الحديث عن الحيوانات المفترسة فسألوه عن هذه الكلمة فكانت إجابته الرجل التافه يتكلم في أمر العامة !!
انه اقرب في وصف سلوكه الى الحيوان منه الى الانسان

ثالثا : التافه
اسم فاعل من " تفه " وهى من الخسة والحقارة فنقول عن الطعام الذي لا طعم له طعام تافه ثم هي كلمة قريبة " من التافل " وفعلها " تفل " وهى وسخ الفم ووسخ الظفر وكلا الفعلين " تفه " ،" تفل " يخرجان من فم الانسان والفرق بينهما أن التافل يبصق سائلا والتافه يبصق حروفا وكلمات في كل اتجاه وفي كل شان وهو أقرب في المعنى الى التفل لكن صاحبه يستخدمه بعد تربضه ليكذب الصادق ويصدق الكاذب ويخون الامين ويأتمن الخائن فيخرج وسخ الضمير ووسخ الصدر على لسانه.
أخي القارئ أرأيت الاعجاز في مصطلحات النبى صلى الله عليه وسلم.
أستاذ فهمي بل هي الندابة هي المستأجرة يقوم بدورها الرويبضة والتوافه في اعلام بلا ضمير لقد خانوا الله ورسوله، ولله الامر من قبل ومن بعد.

_________

عضو مجلس الشعب السابق