حازم سعيد :
الكاتب المحترم الأستاذ جمال سلطان من الأفاضل الذين لن أنسى لهم دوماً وعلى الإطلاق صدق كتاباته ومقالاته فى الدفاع عما يراه حقاً وصواباً ، خاصة وهو أحد الإعلاميين المنافحين فى وقت الأزمات عن قضايا الإسلاميين كاملة ، ولن أنسى أبداً كتاباته فى وجه العلمانيين والليبراليين والتي يلجمهم فيها أحجاراً مسكتة . وهذا الذي قدمت به تأكيداً لقول الله عز وجل : " ولا تنسوا الفضل بينكم " .
ولكن هذا لا يمنع الاختلاف ، ولا يعني تذكر الفضل لأهله – وهو من أهله – ألا نختلف مع أهل هذا الفضل فى بعض ما يكتبون ، خاصة لو اعتمدنا لغة الحوار الراقى والمؤدب بين الإخوة والأشقاء .
ما قدمت به فى حق الأستاذ ينسحب بالضرورة على الأستاذ الفاضل يونس مخيون ، ورغم أني لا أعرفه شخصياً رغم صلتي الوثيقة بالدعوة السلفية قبل أن يكون نائباً بالبرلمان ثم رئيساً منتخباً لحزب النور ، ولم أقرأ له من قبل أو أتلقى عنه شيئاً كما قرأت للأستاذ جمال ، ولكن يجمعهما فى الفضل الأجندة الإسلامية التي تجمعني معهما ، ولكني أختلف معهما فى موقفهما الأخير المتعلق بأخونة الرئيس مرسي للدولة وسماحه للإخوان بالتغلغل فى مفاصلها ، وهو ما أريد أن أتناوله .
الأستاذ جمال تناول الرئيس مرسي والإخوان والحرية والعدالة فى مجموعة مقالات منذ فترة كان آخرها أمس واليوم بعنوان : " لماذا كانت الأخونة خطيئة " و " الحوار الرئاسي .. العدد فى الليمون " .
والنور تعرض للرئيس مرسي والإخوان منذ ما يقارب الشهر وحتى الآن فى مجموعة من المواقف بدأت بتصريحات للمحترم نادر بكار مع عمرو أديب عن تغلغل الإخوان بمفاصل الدولة ومروراً بمؤتمر صحفي نددوا فيه بإعفاء مستشار الرئيس المنتمي لحزب النور ، وانتهاءاً بالحوار الرئاسي الذي تم أمس حول ضمانات الانتخابات وما فعله رئيس حزب النور من همٍ بالانسحاب من الجلسة لظنه أن مديريها قصدوا تجاهله ، ومروراً بتنديده بالأخونة التي وصلت إلى 13000 تعيين لأفراد من الإخوان بالوظائف والحكومات ! ثم رفض رئيس الحزب التوقيع على البيان الختامي لجلسة الحوار ، وأخيراً ، ولا أظن أنه سيكون آخراً استقالة الشيخ ياسر برهامي من هيئة الحقوق والإصلاح ، ومحاولة إعطاء انطباع للقاعدة السلفية ثم للعامة أن الهيئة حادت عن طريقها وأن المهندس خيرت الشاطر " السوبر مان " قد أممها لصالح الإخوان هي الأخرى كما أمم مصر بهيئاتها ووزاراتها وكياناتها ثم مؤسسة الرئاسة ثم قطر ومن قبل كل ذلك بالطبع مكتب الإرشاد ومجلس شورى الإخوان !
لنا مع موقفهم من الأخونة مجموعة من التعليقات ، وأنا هنا أقول : " مع موقفهم من الأخونة " و ليس " الأخونة ذاتها " ، وأنا شخصياً أراها تهمة تشريفية ، لو صحت وأنا أعلم أنها – وللأسف الشديد – ليست صحيحة ، فسيكتبها التاريخ للإخوان أنهم حرصوا على إنجاز شئ يصلحون به حال بلد قفز على جل وظائفها ومراكزها القيادية والإدارية فاسدون ، فالتعليقات حول مواقفهم ، وليست حول قضية الأخونة ذاتها ، والتي ربما ييسر لي الله التعرض لها فى مقالة لاحقة إن شاء الله :
أولاً : التشنج والحدة فى الألفاظ والمواقف :
أستغرب من مثقفٍ كالأستاذ جمال هذه اللغة التي يتحدث بها وبعض الألفاظ التي أنكر مثلها من قبل على الشيخ الغزالي حين انتقد الشباب السلفي فى بعض كتبه ، ويبدو أنه كلما تقدمت بنا السنون ننسى بعض ما نادينا به ونحن صغار .
لا أظن أني أقرأ للأستاذ جمال سلطان صاحب " أزمة الحوار الديني " أو " فقه الخلاف – مدخل إلى وحدة العمل الإسلامي " أو " أزمة المثقفين فى ديار الإسلام " أو " تجديد الفكر الإسلامي " أو " الصحوة الإسلامية وآثارها فى الفكر والمجتمع " ، أقول لا أظن أني أقرأ لصاحب تلك الروائع مثل الألفاظ التي تتحدث عن " خطيئة " للإخوان ، و " اغتصاب " الرئيس مرسي لحق تعيين الحكومة ، وأن الإخوان " سيتحرشون " بها لو جاءت من غيرهم ، وأن من حضر الحوار مع الرئيس مرسي من الأحزاب هم " العدد فى الليمون " هكذا بلغة السخرية والتسفيه ، أو " عبث واندفاع خطير بالوطن نحو الفوضى الشاملة " ، ولا أعلم متى وكيف استطاع من خطت يداه فى السابق مثل تلك الكتابات السامقة ، أن ينزل بقلمه لهذا المستوى – ناقداً – إخوانه بهذه الألفاظ الحادة من جهة والمتعجلة من جهة أخرى ، وليس العيب فى النقد ، فلطالما نقد الأستاذ جمال من قبل ، ولم أهتم بالرد ، ولكن تطابق وتزامن النقد مع الحدة بهذه الدرجة من التشابه مع موقف النور هو الذي يحيرني ، وهذه تذكرني بأخواتها أيام دعم الدكتور أبوالفتوح ضد الرئيس مرسي فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وإلى مقالاته فى تلك الآونة فارجعوا إن أردتم التحقق .
على نفس الخطا – وفى الحقيقة أسبق وأعنف – قام إخواننا بحزب النور بشن حملة تمايز وتنافس وأحاول ألا أقول تحاسد ، وما أن لاحت رايات الانتخابات وفاحت ريحها إلا وهاجت سيول النقد ضد أخونة الدولة والتغلغل فى مفاصلها وهياكلها الإدارية ، وبعد أن كنا فرحنا بتوحد الكلمة واجتماع الشمل عند إقرار الدستور إذا بنا نفاجئ بسيول التشتت والتمزق التي – وأكتبها للتاريخ – بدأها حزب النور بتصريحات كتبت عنها من قبل أنها مرسلة أنهم لن يتحالفوا مع الإخوان ، ثم طابق الواقع التصريحات فى تصرف عجيب .
ولي هنا تساؤل حول الحالة التي كان عليها وجه أخينا الأستاذ يونس مخيون رئيس حزب النور وهو ينسحب من جلسة الحوار ، ثم وهو يكمل بتجهم مطلق وتكشيرة تضرب الأفاق وتكفي العالمين ، ثم بتنابز وتنازع مع مستشارة الرئيس الدكتورة باكينام الشرقاوي ثم رفضه التوقيع على البيان . وفى الأيام القليلة التي سبقت ذلك حدة رهيبة من المؤتمرين مع الأخ خالد علم الدين ليدينوا الرئيس مرسي فى إعفائه ، وما صاحب ذلك من استقالات لسلفيي الإسكندرية المؤسسين لحزب النور من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ، وما تلا موقف الحوار بيوم من استقالة الشيخ ياسر برهامي والتلميحات العنيفة ضد المهندس خيرت الشاطر واتجاه الهيئة لخدمة فصيل بعينه .
أتساءل ما هو نوع التار البايت اللى بينهم وبين الإخوان ليتجهم رئيس حزبهم هذا التجهم الرهيب ، وليتشنج بهذه الطريقة الفظة ، لمجرد أن ظن أن إدارة الحوار افتأتت عليه وأعطت الكلمة فى الجلسة الأولى لأحزاب يراها أقل منه شأناً ، مع ما فى ذلك الموقف من لمسة التعالى والكبر والأنا البارزة الظاهرة ، نحن حزب كبير وإدارة اللقاء أعطت للآخرين الذين هم أقل شأناً فرصة الكلمة ! ولأجل هذا سوف ننسحب !
ثانياً : التقعيد على طريقة العلمانيين ، والإطلاق والتعميم وعدم التثبت من جهة أخرى :
يقول الكاتب الكبير جمال سلطان : وإذا كان الدكتور محمد مرسي والإخوان يرون أن بقاء العبقري الكبير هشام قنديل ووزرائه الذين لا يعرفهم أحد أكثر أهمية وخطورة من نجاح أخطر انتخابات في تاريخ مصر، فإن ألف علامة استفهام ينبغي وضعها أمام هذه المفارقة .
سيبك من التقعيدات والتعليقات الفرعية الساخرة من نوعية " الذين لا يعرفهم أحد " و " العبقري الكبير " . سأركز على التقعيدات الكبرى :
هو هنا يقعد على غرار ما يفعله إخواننا العلمانيون بالضبط ، وكنت أربأ بكاتب بحجم سلطان أن يقع فى هذا ، إنه يقعد لفكرة الربط بين بقاء حكومة هشام قنديل وبين فشل الانتخابات لأن هذه الحكومة سوف توجه الانتخابات فى اتجاه الحرية والعدالة والإخوان المسلمين .
ومع أن هذا الكلام مردود عليه من جهات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر : أن الجهة التي تشرف على الانتخابات هي اللجنة العليا للانتخابات التي تنتمي للسلطة القضائية ، التي لن أقول أنها مستقلة عن الحكومة المتهمة بتبعيتها للحرية والعدالة ، وإنما هي فى الحقيقة وفى أغلب الوقت متهمة بأنها ضد الرئيس وضد الحرية والعدالة والإخوان ، أو على الأقل بنسبة قد تصل لسبعين أو ثمانين فى المائة ، وهي فى المحصلة سلطة أخرى تماماً بعيدة عن سلطة الحكومة .
أقول مع أن هذا الكلام من السهل جداً الرد عليه إلا أن الأستاذ جمال يتورط فى الوقوع فيه ، وكأنه يكتب لأول مرة فى حياته .
أيضاً يقعد – على غرار العلمانيين – هو وإخواننا من حزب النور لقاعدة عجيبة وغريبة ، لعلى أول مرة لسطحيتي أو لضعف ثقافتي أراها ، وهي أنه طالما انتمى وزراء فى الحكومة لأحد الأحزاب المتنافسة فإن هذا كفيل بأن تكون الانتخابات موجهة لصالح هذه الأحزاب ؟! يا سلام ! أهذا استغفال أم استظراف ؟
من أي النظم فى العالم تأتون بهذا الكلام الفذ ! وأي دولة فعلته من قبل ! وعلى أي فهم لقواعد الديمقراطية تدعونه !، ولو زنقتهم فى الكلام فسيقولوا لك ، أنهم يفعلون ذلك لأن البلد فى مرحلة انتقالية وتحتاج إلى توافق وإلى إتاحة الفرصة للجميع . يكفي هذا الكلام ليهدم أن تعلم أنه نفس الذي يردده العلمانيون وعلى رأسهم عمرو حمزاوي بالضبط وبالنص ، وهو شبيه بما فعلوه من قبل ولكن من وجهة أخرى حين طالبوا العسكري بتأجيل الانتخابات حتى تتاح لهم فرصة الاستعداد لأن البلد بمرحلة انتقالية .
الكارثة الأخرى التي أريد أن أتعرض لها فى هذه النقطة هو الوقوع فى مزلق الطعن مع عدم التحري أو التثبت حين يقول الكاتب الكبير : " هناك تقارير تتحدث بوضوح عن شراء ذمم بتعيين أقارب وتوظيف أشخاص للتأثير في تصويت عائلات وقرى لصالح حزب بعينه " .
وهو اتهام فى غاية الغرابة والعجب ، والمقالة كلها تتحدث عن الإخوان والحرية والعدالة فهل تقصدهم يا أستاذ جمال ؟ هل تقصد أن تتهم الإخوان بأنهم يشترون الذمم وأن هناك تقارير بذلك ، وأنت تحكى الكلام بصيغة التنكير للتقارير ، المفترض أنها تجهيل للتعميم والتكثير ، " تقارير " ... كلاكيت تاني مرة : يا سلام !
أحسب أنه عيب كبير وخطأ يصل للفاحش أن تضيع البوصلة منا لهذه الدرجة ، فنتحول مع ريح الانتخابات من تقدير لمصلحة التمكين للمشروع الإسلامي الكبير إلى أن نتحول لهذه الدرجة من الطعن واللمز .
أأستطيع أن أنسج على نفس منوالك الطاعن بالظن وبما لم تتثبت منه ولم تأت عليه بدليل ، وأطعن على تحولك فى الآونة الأخيرة وفى اليومين الأخيرين بالذات ضد الإخوان والحرية والعدالة وضد الرئيس لأن أتهمك – وأنا لا أفعلها ، وإنما أضرب لك مثلاً لتستشعر منه عظيم ما تفعل – أقول : لأتهمك أن هذا التحول لأنك لم تدعى للحوار الرئاسي كرمز مجتمعي ودعي آخرون غيرك كالأستاذ فهمي هويدي مثلاً وأقوم بنسبة هذا الذي أدعيه إلى " تقارير " ؟!
التناقض واستغفال القارئ بتجاهل حقائق هامة :
ثالثة الأثافي هي فى فكرة استغفال القارئ حين نتحدث عن وزارات تتدخل فى العملية الانتخابية وضرب كاتبنا الفاضل أمثلة فذكر ضمنها وزارات التموين والصحة والشباب والأوقاف والداخلية ، فأما وزارة الداخلية فلا أعرف ولا أظنه يستطيع أن يدلني كيف تكون هذه وزارة إخوانية ؟
وأما وزارة التموين والصحة والشباب والأوقاف وأمثالها فيقصد كاتبنا الكريم أن المنجزات على الأرض التي تصنعها هذه الوزارات كفيلة بحشد الناس لصالح الأحزاب التي ينتمي إليها الوزراء أصحاب هذه الإنجازات واستخدم فى صياغة هذا ما يوحي وكأن الإنجاز هو للحشد فعلى سبيل المثال يكتب : " من يملك توزيع حصص أنابيب الغاز يملك حشد أصوات " وهكذا .
ووجه الاستغفال هنا أنه يقع فى مزلقين : الأول : أنه يسن سنة غريبة ما عهدناها من قبل ولا من بعد فى أي مكان فى العالم لا فى مراحل انتقالية ولا فى أي أجواء عادية ، وهي أنه لكي تضمن نزاهة الانتخابات وحتى لا تكون الانتخابات موجهة فلابد من وزراء لا ينتمون لأي اتجاه أو فصيل حتى إذا حققوا إنجازاً فلا يحسب لصالح هذا الفصيل ، وعلى هذا النسج أسائل كاتبنا : هل بهذه الصورة سوف نأتي فى آخر كل دورة حكومية ونطالب الحكومة قبل الانتخابات بعدة أشهر بالاستقالة ونعين حكومة لا توالى الحزب صاحب الأغلبية لنضمن نزاهة الانتخابات ؟ إيه المنطق الغريب العجيب المريب ده ؟
وأما المزلق الثاني : فهو تجاهل حقائق كثيرة جداً ، بل والجدال عن بعضها مثل أن يقعد لفكرة متى كان حزب الرئيس هو حزب الأغلبية متجاهلاً أنه بالفعل حزب الأغلبية ، ومتجاهلاً انتخابات العام الماضي والتي حصد أغلبيتها الحرية والعدالة ، وقامت الدستورية بحل مجلس الشعب لتضيع هذه الأغلبية ، ومتجهلاً غرفة البرلمان الثانية والتي تسمى " مجلس الشورى " يحوز حزب الرئيس على الأغلبية المنتخبة فيه ، أنت بنفسك يا أستاذ جمال تقول عن حزب النور ، ثاني أكبر حزب ، فمن هو يا ترى أول أكبر حزب ؟ !
من بين ما يتجاهله : كثرة الدعاوى التي تطالب الرئيس مرسي بحكومة تنجز وتنفذ أجندته وترى المصريين كيف يكون الإصلاح ، وحين يصنع الرئيس ذلك ويأتي بوزراء ينفذون وتظهر آثارهم على الأرض ينتقده الأستاذ جمال وينتقده إخواننا بحزب النور ؟! فهل المطلوب أن نأتي بحكومة لا تنجز ولا تصنع شيئاً حتى نضمن العدالة الانتخابية .
من بين ما يتجاهله من الحقائق هو أن كل حكومة يأتي بها الرئيس مرسي هي محسوبة عليه وعلى حزبه وعلى جماعته وعلى مشروعه وإن قال الناس أن من بها ليسوا إخواناً ، ومنذ اليوم الأول والناس – كل الناس – يقولون للإخوان " أديكم مسكتم الحكم عملتم إيه " رغم أن الحكومة لم يكن بها أحد من الإخوان سوى أربعة وزراء ! أستغرب أن يتجاهل الأستاذ جمال هذا الكلام ويستغفل قارئه ، ولا أعرف كيف أوتي القدرة على ذلك ؟
من أبرز ما استغفل به القارئ هو وقوعه فى التناقض حين قال بمعناه أن الرئيس مرسي يغتصب حقاً ليس له بتعيين وزراء من الحرية والعدالة ، وأنه لم يعد بنص الدستور يملك هذا الحق – حتى حق تعيين حكومة ووزراء على الإطلاق - ، ورغم ذلك يطالبه بتشكيل حكومة جديدة من خارج إطار الحرية والعدالة ، فهل يملك حق التشكيل والتعيين بإطلاق أم لا يملكه ؟! يمكنه تشكيل حكومة أم لا يمكنه ؟ ! وقع فى هذا التناقض متغافلاً أن آخر تعديلات وزارية أجراها الرئيس كانت فى غضون إقرار الدستور دون أن يكون لريح الانتخابات آثارها وفى ظل مطالبات عنيفة لرجل الشارع كي يصنع الرئيس مرسي شيئاً للناس ومنجزاً على الأرض ، فلو لم يعين حكومة تنجز يشتم وينتقد ، ولو عين من بين الكفاءات من يراه مناسباً ينتقد ويشتم ، وممن ؟ من بعض أبناء فصيله الإسلامي الذي يفترض أنه يحمل الأجندة الإسلامية ؟ يا الله ؟َ!
ثم وأخيراً تجاهل الكاتب عن حق رئيس الدولة ، خاصة فى مرحلة قبل إقرار الدستور فى تعيين من يشاء ويصطفى من يشاء ممن يعلم أنه يصلح لمعاونته ولتنفيذ أجندته ، وعدم قدرة أحد على مصادرة هذا الحق ، فإذا صدر الدستور ، توقف الرئيس حتى يأتي المجلس المنتخب الجديد فيعين الحكومة ، وهذا هو عين ما صنعه الرئيس ، فماذا ينقمون عليه ؟! ومن هم هؤلاء الذين ينقمون ؟ إنهم إخوانه الإسلاميون حزب النور وجمال سلطان ؟ يا الله !
المنطلق الإسلامي .. أخطر التحفظات على موقف الكاتب وحزب النور :
وهذا هو بيت القصيد فى الموضوع ، ولم تكد مقالتي تشير إليه ، وتعمدت فى أولها وحتى هذه الفقرة ألا أشير إليه ، حتى يكون الرد عقلياً منطقياً صرفاً ، وإلا فإن أشد ما أنقمه على الكاتب وعلى حزب النور هو وقوعهم فى خطأ أحسب أنه يقترب من العقدي ، لقد رددت أولاً عليهم من وجهة أنه يفترض فيهم المنافسة الحزبية العادية ، أقارعهم فيها الحجة بالحجة .
أما وأنا أتحدث عن أناس يكلموك فى كل يوم وليلة عن الثوابت العقدية ، والولاء والبراء ، والحفاظ على الهوية الإسلامية ، وأنهم اضطروا لخوض المنافسة السياسة لأنهم متخوفين من ميوعة الإخوان وتسيبهم ، هنا أراه مناسباً أن أتعرض لأخطر التحفظات على موقف حزب النور ثم موقف الكاتب وكلاهما ينتمي للأيدلوجية الإسلامية .
أهم التحفظات على الإطلاق هو غياب الرؤية الإسلامية وفقه الولاء والبراء وفقه الصراع بين الحق والباطل ومتى أعارض الحاكم المسلم ومتى أقف إلى جواره ، لطالما حدثنا إخواننا السلفيون بالإسكندرية مؤسسو حزب النور عن الولاء والبراء والتحالف مع العلمانيين وتهنئة النصارى بأعيادهم وحكم السلام عليهم ووجوب مخالفة هيئة أهل الكتاب وأصحاب المعاصي ، ثم هم يجلسون مع شفيق ليلة إعلان النتيجة ، ثم يجلسون مع جبهة الإنقاذ ويتبعون ذلك بتبنى مطالبهم .
وأنا أسائل الحزبيين المنتمين للنور الذين لم ينطقوا ببنت شفة أيام تغول الحزب الوطني فى كل مفاصل الدولة وينكرون شبهة ذلك الآن على الإخوان : أين كنتم ؟ ، يا من لم تنطقوا بكلمة ضد حسني مبارك الفاسد المفسد المضل ، وحين قامت الثورة كان أقصى ما فعلتموه أن وقفتم تحمون ممتلكاتكم وخاصة أنفسكم ولم تتحدثوا عن الحاكم بشئ ؟ ثم أنتم الآن تعارضون الرئيس مرسي صاحب المشروع الإسلامي .
أنا أسائلكم : أيهم أولى وفق ميزان الولاء والبراء : تغول الإخوان بمفاصل الدولة أم ترك القيادات الفاسدة والعلمانيين بأماكنهم ، وأيهما تختار : موظفين بمجالس الأحياء والمدن والوزارات من العلمانيين الذين يعوقون الرئيس وعمله ويعوقون المشروع الإسلامي ويتحالفون مع الفلول ويعملون على عودتهم ، أم موظفين من الإخوان ؟ أين فقه الولاء والبراء ؟ إنتو بتعملوا إيه ؟ حرام عليكم ! والله العظيم ما عدت فاهم حاجة !
مزالق أخرى من نوعية أن يخرج الرئيس ويقول لعمرو الليثي ويرد على معلومة 12000 موظف إخواني لتخرج أنت فى اليوم التالي وتأتي بأسماء مظنونة جمعتها من النقابات أو من أمانات لوحدات حزبية عندك بطرق مظنونة لتكذب الرئيس وتقول أنهم 13000 ، ويكتب الكاتب الإسلامي نفس المعنى فى تكذيب الرئيس .
هل لي – وأنا لا أفعلها – أن أرميك بالظن والكذب وأقول أن هذا الشغل لا يقدر عليه سوى عناصر استخباراتية ، مع أني متيقن من فشل وغباء وكذب وتفاهة وتهافت هذه المعلومة ( معلومة التوظيف والتغلغل الإخواني ومعلومة العلاقة الاستخباراتية على السواء ) ، وأنه لا يملك أن يمدك بمثل هذه المعلومة سوى عناصر استخباراتية تتحالف معها ؟ وإن نزهتك عن مثل هذا ؟ فكيف أبرر لنفسي تفكيرك العجيب الغريب الذي لم يهدى لمثله العلمانيون والفلول أن يترصدوا من خلال قواعدهم المعينين من الإخوان بوظائف الدولة لأحصيها عليهم وأفضحهم بها وأشهرها وأشهر بهم معها عند العامة والكافة .
يا مثبت العقل والدين يا رب ... أين الشيخ أبو إدريس ؟ أين الشيخ المقدم ؟ أين الشيخ سعيد عبد العظيم من هذه المهازل ؟ يا أيها المشايخ والعلماء : أيصرخ تلاميذكم من حزب النور أن الإخوان – بزعمهم – يحلون محل الموظفين الفاسدين والعلمانيين عناصر أخرى من الإخوان المسلمين أصحاب المشروع والأجندة الإسلامية ثم أنتم تسكتون ؟ أين دوركم ؟ سبحانك يا رب ...
كبسولة : المعصية التي أخرجت إبليس من الجنة هي الحسد ، حين قال : " أأسجد لمن خلقت طينا " وحين قال " أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين " .
==========
محافظة كفر الشيخ ونموذج لأخونة الدولة مع المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=TAQB5KMjFvI

