د. محمد صبحى رضوان

المتفحص للمشهد الحالي فى مصر يدرك أن الاطراف الفاعلة فيه هي الاحزاب الاسلامية والليبرالية والقوى المنظمة (الجيش والشرطة) ثم القضاة والكنيسة ويأتى الخارج ليطل برأسه على المشهد الداخلى المصري

وعندما نتكلم عن السياسة يجدر بنا أن نتناول خريطة الاحزاب السياسية وحظوظ هذه الاحزاب فى أي استحقاق سياسي وهذا التناول يشير الى ما يلي:

اولا: الاحزاب الاسلامية:

ونعنى بها الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية وهي فى حقيقتها احزاب مدنية لكنها تسترجع وتستلهم قيم الاسلام ومبادئه ليصصح بوصلة هذه المدنية ويأتى على رأس هذه الاحزاب (حزب الحرية والعدالة) الذى تدعمه جماعة الاخوان المسلمين وهو بالطبع اقوى الاحزاب على الساحة السياسية المصرية,

ويعتبر (حزب البناء والتنمية) من أقرب الاحزاب للحرية والعدالة فهو حزب له رؤية ومواقف ثابتة لكن نقطة ضعفه تتمثل فى افتقاده للرموز السياسية القوية القادرة على الحصول على مقاعد كثيرة فى أي منافسة انتخابية قادمة.

ثم مجموعة الاحزاب السلفية (النور - الفضيلة - الاصالة) وأقواها بلاشك حزب النور لكن من المتوقع ان يعانى من انشقاقات أكثر خاصة اذا تأخر فى لملمة صفوفه واعادة النظر فى العضوية المرتبكة التى بدأ بها وكانت سببا مباشرا فيما وصل اليه من انشقاق أما الفضيلة والاصالة فليس لها ثقل كبير نظرا لقاة المقاعد المتوقع حصولهما عليها.
يلى ذلك حزب الوطن ومعه حازمون وهي أيضا نتوقع لها عدم الحصول على كثير من المقاعد فى الانتخابات القادمة.

ونختم الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية بأحزاب (الوسط - مصر القوية - الحضارة) ومشكلة هذه الاحزاب انها تستدعى المرجعية الاسلامية حسب الحالة فلوكان المشهد يغلب عليه الاسلامى صرحت بذلك وان كان يغلب عليه الليبرالي تكون مرجعيتها ليبرالية , وهذا من المحتمل ان يفقدها اصواتا كثيرة , كما ان حزب الوسط وضع أقوى رموزه فى مجلس الشورى (المعينين) وهذا من المحتمل ان يقلل من حظوظه فى الانتخابات القادمة

ثانيا: الاحزاب الليبرالية:


وهذه عددها كبير جدا بعد الثورة زادت على الستين حزبا , ونستطيع ان نصنفها الى:

- ليبرالي : الوفد - المصري الديمقراطى - المصريين الاحرار - الدستور ....الخ

- الاشتراكي : التيار الشعبى - الناصري - الكرامة - التحالف الشعبى .....الخ

وأزمة الاحزاب الليبالية والاشتراكية أنها عندما تتفق على النزول على قائمة واحدة يحدث بينها خلافا كبير ا على المحاصصة , والذى يقدم لهم الدعم الماي يشترط فى توزيع الحصص نسبا لاترضى الجميع من هنا تكمن مشكلة قوة منافستها فى أي انتخابات مقبلة.

- احزاب الفلول: المحافظين- الحرية - المواطن المصري .....الخ وهي فى ازمة بسبب قانون العزل السياسي

- بناء على التحليل السابق وحيث أن عدد مقاعد البرالمان 500 مقعدا موزعة على 332 مقعدا بالقائمة و168 مقعدا على الفردي ومع التعمق فى مسلك كل حزب وأفعاله على الأرض ومع المواطنين على مختلف مستوياتهم خاصة المواطن البسيط فإننى أتوقع حصول حزب الحرية والعدالة على حوالى 110 مقعدا بالقوائم مع ملاحظة ان بقية المقاعد سوف تتوزع على الآخرين بحيث تكون أكبر حصة تحصل عليها أعلى القوائم لن تزيد عن 30 مقعدا , أما مايتعلق بالفردى فمن المحتمل ان يحقق حزب الحرية والعدالة نسبة ربما تقل 5% عن التى حققها فى الانتخابات البرلمانية السابقة وهذا لاشك سيفتح الطريق أمامه لضرورة التحالف داخل البرلمان إذا أراد تشكيل الحكومة , كما ان هذه التوقعات مرهونة بأمور مهمة منها قوة العمل على الارض لأعضاء الحزب ومنها التنافس على جميع المقاعد وأخيرا قوة أداء الرئيس مرسى خلال الشهور القليلة القادمة بالشكل الذى سينعكس بقوة على الحزب الذى ينتمى اليه والجماعة التى نشأ فيها.