د. إبراهيم الديب

قراءة تطبيقية لمقال وتوجهات فضيلة المرشد

جاءت كلمات وتوجيهات فضيلة المرشد أ. د. محمد بديع واضحةً ومحددةً حول مهام وواجبات المرحلة، سواء في منطوقها الذي أكد أن عنوان المرحلة هو المشاركة المجتمعية في بناء الأمة، وأن على الإخوان أن يعيشوا جهاد المرحلة بالمزيد من العمل والإنتاج، وضبط وترشيد الإنفاق والتكافل المجتمعي تخفيفًا للعبء عن الطبقات الفقيرة، وتقديم النموذج القدوة للمجتمع في حسن استخدام واستثمار الموارد المتاحة، والمحافظة على الإخلاص الشديد والاستغلال الأمثل لكل ساعة ودقيقة في تقديم شيء نافع ومفيد للمجتمع والوطن؛ حتى نتمكن من تجاوز تلكم المرحلة المفصلية من تاريخ مصر الحديث.

وفي مفهوم توجيهات فضيلة المرشد عدد من الرسائل الضمنية:

- التعالي على قواطع ومعوقات الطريق التي تحاول شغل وصرف الإخوان إلى معارك جانبية لا طائل منها ولا فائدة معها، وأن ننشغل بالعمل والإنتاج والإنجاز الذي يفيد المجتمع.

- التفكير والتخطيط والعمل الجاد لتحريك وتفعيل واستثمار الطاقات الجبارة الكامنة في الشعب المصري بكل شرائحه العمرية والثقافية والمهنية.

- حسن الاتصال والتواصل مع شعبنا المصري الحبيب في كل مدينة وقرية وشارع وحارة وعمارة وشقة، وتواصل الأخ المحب الخادم لجميع المصرين، الذي يعيش هموم كل فرد فيه ويتفهمها ويحسن التعاطي معه قدر استطاعته.

- الجميع شركاء في تحمل مسئولية تنمية ونهضة المجتمع ونحن جزء من هذا الكل.

- غايتنا العليا هي تحقيق تنمية ونهضة مجتمعنا المصري الحبيب.

- معركتنا الحالية هي معركة العمل والإنتاج والإنجاز وتخفيف العبء عن كاهل شعبنا المصري الحبيب، وفتح أبواب وآفاق العمل والإنجاز في كل مجالات الحياة الزراعية والصناعية والخدمية.

- رهاننا الحقيقي هو على توعية شعبنا المصري الحبيب بطبيعة وتحديات ومخاطر واحتياجات ومهام المرحلة، وتوعيته وتأهيله، وتحفيزه والتعاون معه للمشاركة في تحمل تبعات المرحلة.

وتطبيقًا عمليًّا لتوجيهات فضيلة المرشد، يبقى أمامنا سؤال مهم يجب الإجابة عليه، وهو: كيف نتمكن من تحريك الطاقات الكامنة في مجتمعنا المصري الحبيب؟!

للإجابة على هذا السؤال المحوري لا بد من توافر مجموعة من الأدوات:

- وجود قناعة وثقة أكيدة في مواهب وقدرات وإمكانيات الشعب المصري العظيم، والتي تتميز بالتنوع والثراء الكثير، وذلك ما تؤكده شواهد الانجاز في كل دول العالم.

- البدء بإنشاء لجان شعبية للتنمية والتطوير بكل شارع وحي وقرية، تكون مهمتها دراسة وتخطيط والإشراف على تنفيذ مشاريع تنموية بالموارد والإمكانيات المحلية المتاحة؛ لتلبية احتياجات المجتمع.

- رفع واقع الموارد المادية غير المستغلة في كل شارع، وحي، وجمعية، وقرية، ومدينة؛ ليتم بعد ذلك تصنيفها وتبويبها في دليل موحد يسهل التعامل معه.

- رسم دليل وخريطة للمواهب والقدرات، يتم فيها تنظيم وتصنيف وتبويب القدرات المتاحة في كل مكان (شارع، حي، جمعية، قرية، مدينة)، يتم التفكير والتخطيط له.

- قدرات إدارية، فنية، اجتماعية، إعلامية، زراعية، صناعية... إلخ)، بحسب الموهبة والتخصص.

- دليل مرتب لأولويات مشاكل واحتياجات المكان.

- نشر وتعزيز وتمكين ثقافة المشاريع الصغيرة والعمل الحر والتدريب عليها.

- عقد عدد من الورش الفنية بحضور متخصصين في المجالات المختلفة لدراسة أدلة الموارد المادية والبشرية المتاحة، وكيفية توصيف وتخطيط مشاريع صغيرة تستثمر هذه الموارد المتاحة وتلبي بها جزءًا من مطالب واحتياجات المجتمع محليًّا.

- إنشاء الصناديق الادخارية المحلية في شكل مساهمات من أبناء المجتمع، تكون قيمة السهم متاحةً للجميع في حدود مائة جنيه؛ ليشارك الجميع، كلٌّ بقدر استطاعته في حساب بنكي موثق تحت إشراف وإدارة اللجنة الشعبية لتنمية وتطوير المكان؛ لتمول المشروعات التي يتفق على تنفيذها بالمكان، على أن تدرَّ أرباحها السنوية للمساهمين.

- يتولى الجهاز الإعلامي للمكان (شارع، حي، جمعية، قرية، مدينة) مهمة توعية أهل المكان، والتغطية الإعلامية لتوثيق كل الأعمال التي تقوم بها اللجنة الشعبية لتنمية وتطوير المكان والمنتخبة بالتأكيد من أهالي المكان.

من المهم جدًّا الفصل بين هذا النشاط وأنشطة شعب الإخوان؛ حتى لا يفهم أنه نشاط إخواني، يجب المحافظة على كونه نشاطًا شعبيًّا، يشارك فيه الجميع، والإخوان جزء منه، لا يلزم أن يكونوا على رأس العمل، بل الأهم هو أن يكونوا محركين له.

اللهم ارزقنا صدق النية وقوة العزم والإرادة، وامنحنا حبك وحب خلقك وعونك وتوفيقك، إنك نعم المولى ونعم النصير.