حازم سعيد :
فى آخر صيحة من صيحات الكذب العلماني ، أطل الدكتور محمد البرادعي على الشعب المصري بطلعته البهية شاكراً الشعب المصري لمشاركته فى التصويت على الدستور ، مدعياً فخره بهذا الشعب المصري الذي شارك ، وداعياً المصوتين فى الجولة الثانية أن يرفضوا الدستور ، معلناً لذلك مبررات وأسانيد ، كان على رأسها أنه يرغب فى تطبيق الشريعة ، وكذلك سعياً منه للاستقرار .
وهذه الكلمة جسدت بقوة خصائص النخبة العلمانية ، وأظهرتها بجلاء ، على ما فيها من تمزق وتشتت و " تأتأة " وتناقض امتاز بهم جميعاً كلام السيد البرادعي .
وأستطيع أن ألخص من واقع الكلمة خصائص السلوك العلماني فى النظر والرؤية ( إن كان لهم رؤية ) والحديث كالتالي :
1. الكذب والتدليس : 
وانظر لهذه الكذبات العجيبة التي تجرأ السيد البرادعي فى استخفاف بسامعيه وأطلقها فى جرأة مدوية :
( نرفض الدستور من أجل الشريعة التي كانت منصوص على أنها المصدر الرئيسي للتشريع منذ سنة 80 " وتم عمل مونتاج للكلمة بعدها مباشرة لتوحي بسكوت يعنى أنها لم تكن تطبق"  – نرفض الدستور من أجل الاستقرار – نرفض الدستور علشان حق الغلابة – نرفض الدستور من أجل الديمقراطية – الدستور الفرنسي أقر سنة 58 بنسبة 83 % - محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية – الصندوق معيب لأنه مزور – هدفنا مش إن الدكتور مرسي يمشى ) .
طبعاً هذه الإيحاءات الكاذبة لا يمكن أن أضيع وقتي فى الرد عليها ، ويكفينى نقلها لتتعجب منها ، ويكفيكم أن أفند لكم أكذوبة واحدة ، ويتمثل التفنيد فى أن الدستور الفرنسي تم إقراره سنة 58 بنسبة 63 % موافقة بمشاركة 80 % من الشعب الفرنسي ، وليس كما كذب البرادعي وقال أنها بنسبة 83 % ، وقد كذب وادعى استخفافاً بالمتحدث واعتماداً على أنه لن يراجع أحد وراءه ما يطلقه من أكاذيب .
2. إطلاق الادعاءات والتقعيدات والتي – بالصدفة – تكون كلها كاذبة ( وأنا هنا أقصد التقعيد ، وقد تكلمت عن الكذب فى النقطة السابقة ) :
واسمع لقوله : ( اللى بيحصل ده طغيان أقلية –  الدستور وضع مادة علشان يخلص من قاضى وقاضية بالدستورية – اللى عملوا الدستور مش صنايعية الدستور – وبالتالي اللى طالع ده كيان مشوه ملوش فكر ملوش رؤية ملوش هدف – دستور حطهولك فى أسبوعين - ستات مصر هما اللى هيقوموا بمصر – الديمقراطية هي حكم الأغلبية مش طغيان الأغلبية ، ده كمان مش طغيان الأغلبية ده طغيان الأقلية – يتمنى دستور يوفر للمواطن إنه يعيش ميتحبسش بدون سبب ، بدون ما يتهان " يقولها بالطبع بشكل يوحي أن الدستور الذى نصوت عليه لا يوفر هذا مع أنه منصوص عليه " كل ده مش هيتم إلا لما يكون عندنا دستور كلنا متفقين عليه – الدستور بيكلمني النهارده عن عدالة اجتماعية مشوشة حق الغلبان فى السكن والرعاية الصحية والتعليم – اللى عملوا الدستور مش صنايعة الدستور – الصندوق " جزء " من الديمقراطية – الثورة قامت ومش ماشية فى خط مستقيم بسبب سوء الإدارة ) .
طبعاً لم أستطع أن أمسك نفسي عن الضحك والقهقهة وأنا أسمع بعض هذه التقعيدات من مثيل أن ستات مصر همه اللى هيقوموا بمصر ، وطبعاً أنا مش عارف إزاي يعنى هيلغوا الرجالة ولا إيه ؟ وإيه اللى مفرح البرادعي قوى بالموضوع ده ؟
أما طغيان الأقلية كمثال واحد ، فهو يقصد به الدكتور مرسي وفريقه الذي حاز فى الجولة الأولى على 57 % ، فهذه فى نظره أقلية ، وأصحاب الـ 43 % هم الأغلبية وهم الشعب . أكيد دى الرياضة الحديثة اللى أمثالي لم يدرسوها والحمد لله . طبعاً على هذا قس باقى ترهاته وادعاءاته .
3. التناقض : 
وهذا التناقض بين العلمانيين بعضهم البعض وبينهم هم ذواتهم وبين أنفسهم ، خذ على الأولى مثلاً أنك تقرأ لعلاء الأسواني دعوى يطالب فيها بحرمان الأميين من التصويت بينما هنا البرادعي يثنى على الجزء الكبير ممن قالوا لا وجعل هو نسبتهم فى المرحلة الأولى 45 % وليس 43 % وقال أنا عارف جزء كبير منهم مبيعرفش يقرا ويكتب ومقروش الدستور ، لكنهم عندهم الحس والضمير إنهم مينضحكش عليهم .
وخذ على التناقض مع الذات وفى نفس الحوار ادعاءه الذى أطلقه فى بداية الكلمة أنه يرفض الدستور من أجل الشريعة حيث أن الشريعة كانت منصوص على مصدريتها للتشريع وسكت بما يوصل إليك مضمون أنها لم تكن تطبق ، أو أنه قال ذلك صراحة وقطعوها فى المونتاج حتى لا تتناقض مع الذي ذكره فى النهاية حين يقول أن الدستور وضع منظومة بتدخلنى فى مشاكل بخصوص الشريعة الإسلامية ، الشريعة الإسلامية كانت واضحة ومستقرة ومفيش منها مشاكل . فهل كانت الشريعة غير مطبقة وغير واضحة أم أنها كانت واضحة ومستقرة ومفيش منها مشاكل ؟!!!!
 
4. رمتني بدائها وانسلت : 
وهي العادة القميئة للعلمانيين حيث دائماً يرون القذى فى عين غيرهم ولا يرون الجذع فى عين أنفسهم ، فهم ينظرون إلى عيوب الناس ولا يعرفون أن عيوبهم مفضوحة ، لينطبق عليهم قول القائل : رمتنى بدائها وانسلت .
والبرادعي يذكر التناقض والتغير والتبدل فى الآراء الذي يعانون منه يومياً وينسب هذا التردد والتناقض إلى الرئيس مرسي ويقول ( اللى احنا شايفينه كل يوم : أقفل الشباك ولا أفتحه – النهارده عندى نائب عام بكرة معنديش – النهارده هرفع الأسعار وتاني يوم ألغي .... وهكذا ) 
نسي البرادعي وهو يذكر هذا الكلام أنه هو نفسه الذي صرح من قبل أن الدستور يمكن عمله فى ثلاثة شهور ، قال ذلك أيام استفتاء الإعلان الدستورى فى فبراير 2011 ثم هنا لما اراد أن يحتج على التأسيسية قال أنهم يسلقون الدستور ، ما معنى دستور يطبخ فى ستة أشهر فقط ؟ 
وغير ذلك كثير ، مما يحسن فضحه للناس نشطاء النت والفيس بوك الذين يجيدون إضحاكنا على تناقضات أمثال البرادعي والأسواني وحمزة وحمدين وغيرهم يومياً ، ورجوعهم فى كلامهم وتلونهم فى مواقفهم بحسب الحاجة ليل نهار .
5. نكران الفضل وعدم نسبته لأهله : 
وانظر إليه وهو يفخر بالمصريين الذين شاركوا فى الاستفتاء – وبالطبع أنا لا أبادل السيد البرادعي فخراً ، ثم يمدح التصويت ومعدلاته ( نسبة الاستفتاء 45 % بعدما كانت 90 % ) ويعتبر ذلك ميزة للمصريين الذين كسروا حاجز الخوف ، ولا يجرؤ أن يتعرض بالمدح للحكومة القائمة ولا للرئيس الذي لم يتدخل فى التصويت ولم يزور النتائج ، ثم تعالوا إلى تناقض تصريحات سابقة بلاحقة ، فمن أين لك هذا المدح وهذه الإشادة وادعيت أنت وتيارك تزوير نتائج الجولة الأولى ... وعجبي !
6. التشتت : 
فالسيد البرادعي يخلط الأوراق عن عمد ، هو يسوق للمصريين مبرراً لرفض الدستور بعجز الحكومة الحالية وعدم قدرتها على القرار وتراجع الرئيس مرسي فى قراراته ، بالطبع كل عاقلٍ منا يسأل نفسه ما علاقة هذا بذاك ، إنه يا سيدي التغبيش الذي يجيده العلمانيون ، يطلقون ترهات وأكاذيب يخدعون بها الناس ويزيفون عقولهم وإراداتهم بسحر فرعون . ولكنه الزبد الذي يذهب جفاءاً ولا يمكث فى الأرض ولله الحمد والفضل والمنة .
وأخيراً :
هذه الكلمة بصدق ، كمثل مقالة الأسواني التي تناولتها فى وقت سابق ينطبق عليها خصائص الأسلوب الخطابي والإنشائي العلماني الذي يقوم على التناقض والادعاء والتقعيد الوهمي والكذب والتلفيق والسخرية من الآخر والتكبر والظن بأنه هو وحده الذي يفهم والآخرون قاصرون ، يقع فيه دائماً أمثال البرادعي وحمدين ووائل غنيم وعلاءالأسواني وعمرو حمزاوي وغيرهم من رموز العلمانيين الأقحاح ، وأنا هنا يكفيني أن أطبق عليها هذه الخصائص وأكشفها كتوصيف ، والرد عليها وتفنيدها لا يهمني لأن كل من به ذرة عقل وإنصاف يعلم حجم ما هم عليه من ترهات ، وأما مقاومتها ، فالواقع العملي بيننا وبينهم ، والميدان هو المصدق لمن الغلبة والفوز والنجاح .
كبسولات : 
1. الآن ، وبعد أن سمعت البرادعي فهمت لماذا رفض هو وجبهته المشاركة فى الحوار الذي أطلقته مؤسسة الرئاسة ، باختصار لأن هؤلاء القوم لا يمتلكون حجة ولا منطق ، ويعرفون ذلك ، ويعرفون أنهم يعارضون لمجرد المعارضة ليس أكثر ولا أقل ، وأنهم فقط يرفضون الإخوان ويرفضون الرئيس مرسي لأنه من الإخوان ، و لا يمتلكون حجةً ولا برهاناً لتفنيد أسباب رفضهم للدستور فهم يهرفون بما لا يعرفون ، ويعرفون أنهم يهرفون .
2. أعلم أني تجاوزت فى هذه المقالة واستخدمت العامية بغزارة ، وهو أمر مقصود ، لأن هذا مقام الرد على البرادعي ، فلا يستحق أن أحدثه بالعربية التي لا يفقهها ، وهو ربيب الأمريكان والأوروبيين ، فلم يكن هناك بد من استخدام تلك اللغة الأدنى من حيث الرقي فى الحديث مع مثله .
3. ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا
       فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا
4. لى معاصي كثيرة لو لم يعف الله عنها لأوردتني المهالك ، ولى بعض الطاعات لا تقوم أبداً لا أمام المعاصي ولا أمام نعم الله علي ، ولا من قبل ومن بعد أمام هذا الرب الخالق العظيم سبحانه .
ولكن لي شيئان هما أرجا ما أطمع أن يغفر الله لى به زللي ويقربني من عباده الصالحين : أولهما حب أولئك الصالحين ، والثاني بغض أمثال البرادعي وزمرته .. انتهت الكبسولة .
------------
[email protected]
رابط كلمة البرادعي :
http://www.youtube.com/watch?v=QD09pC-UFP4


 
						
											 
 
					     
 
					     
									 
									 
									