محمد السروجي
يؤكد الواقع المصري أن الإشكالية الكبرى التي تواجه عملية الانتقال الطبيعي والفاعل من مرحلة الفوضى والانفلات العام إلى مرحلة المؤسسات والدولة وسيادة القانون تكمن في بناء الإنسان المصري بما يتوافق مع طموحات الثورة وقيام الدولة المصرية المنشودة ذات المشروع القومي العملاق "مشروع النهضة " أو بصياغة أخرى " مشروع النهضة بحاجة ملحة لإنسان على مستوى المشروع "إنسان النهضة " ، مشروع بهذا الحجم لا يقوى عليه فصيل منفرد مهما كانت إمكاناته المادية والبشرية والتنظيمية لذا كان الشعار العبقري "النهضة إرادة شعب" من هنا اقتضت المسئولية الوطنية والسنة الكونية أن تتعاون المؤسسات التربوية "المدرسية واللامدرسية " البيت والمدرسة ،المسجد والكنيسة ،الإعلام ومجموعة الأصحاب والأصدقاء ، تعاوناً متكاملاً بناءً ليمنحنا في الأخير المنتج الوطني والبشري بمواصفات ومعايير عالية الجودة تليق بثورة بحجم ثورة 25 يناير وبمنظومة من القيم الفكرية والقيمية والمهارية تليق بالرصيد الجمعي لشعب بحجم وتاريخ شعب مصر العظيم ، بناء إنسان النهضة لا تقوى عليه مؤسسات الدولة وحدها ، من هنا كانت حتمية التعاون الفاعل مع القطاع الخاص والقطاع الأهلي
التحديات والمخاطر
هناك حزمة من التحديات والمخاطر تقف حائلاً دون تحقيق المدرسة هذا الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية منها :
** عدم كفاية المباني والتجهيزات "الكثافات والمناطق المحرومة"
** تراجع الوضع المادي والاجتماعي والمهني للمعلم
** ارتباك شبكة العلاقات الإنسانية داخل المجتمع المدرسي
** نمط الإدارة المدرسية "اللامركزية العاجزة "
** تدني دور الأسرة في عملية البناء والتربية
** ندرة المشاركة المجتمعية التطوعية
** المناخ الاجتماعي والثقافي العام "الاشتباك – الانفلات – الصراع "
نطالب أنفسنا ... ونعمل
** تبني عملي لمفهوم " التربية والتعليم مسئولية الجميع "
** إعادة النظر في نظم وآليات وإجراءات إعداد المعلم القدوة "الأكاديمية المهنية – مراكز التدريب المختلفة" بصورة مؤسسية متكاملة ، الهدف – الوسائل والإجراءات – الدعم المالي والمعنوي
** النهوض العملي بفكر ومهارة الإدارة المدرسية ليتحول المدير وفريق العمل من إدارة المبنى لإدارة المعنى والمضمون
** إعادة النظر في المنظومة البحثية التابعة للوزارة ، ليكون العمل البحثي مؤسسي ومتكامل لكونه قاطرة الإصلاح والبناء المنشود
** تفعيل المجالات والأنشطة التربوية بصورة عملية ومنتجة
** استعادة العلاقة الدافئة والفاعلة بين البيت والمدرسة وفقاً لوسائل حديثة
** تشجيع المبادرات الفردية والعمل التطوعي داخل وخارج المدرسة
** فتح الطريق أمام القطاع الخاص وفق إطار قانوني وعادل ليحقق طرفي المعادلة ، الاستثمار العادل والتنمية البشرية المنشودة
** تشجيع القطاع الأهلي ومنظمات المجتمع المدني، على تقديم الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات التعليمية "الصيانات – البناء---"
** وضع ميثاق جديد للعلاقات الإنسانية داخل المدرسة
** تفعيل مجالس الأمناء والآباء "التشريعي – التنفيذي" شريك قبل أن يكون رقيب
** الربط بين النظام التعليمي وحاجات السوق المحلي خاصة في التعليم الفني والجامعي
** توسيع قاعدة مشاركة قطاعات المجتمع المختلفة في إعداد الخطوط العريضة للمناهج والخطط الإستراتيجية للتعليم
خلاصة الطرح ... المشكلة الحقيقية التي نعانيها ليست في ندرة الموارد لكنها في ندرة الأفكار المبدعة التي تجيد إدارة الموارد المتاحة وإنتاج موارد جديدة ، المشكلة الحقيقية التي نعانيها هي عدم وجود الإنسان المصري قائد البناء والتغيير بنسب تكافئ الحجم البشري وحجم المشروع الحلم ، ويبقى الأمل ما بقيت الإرادة الصادقة ... حفظك الله يا مصر ...
____________
المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم

