محمد السروجي

"لك حقوق نعم ، لكن كيف ومتى تحصل عليها ؟ عليك واجبات نعم ، لكن هل أديتها ؟ " قاعدة تحتاج إلى تأصيل وترتيب وثقافة مختلفة حفاظاً على الحقوق الخاصة والعامة بل حفاظاً على مصر الثورة والدولة معاً ، حالة من الفورة تجتاح المشهد العام في مصر حين ترك عشرات الآلاف "خاصة العاملين في القطاع الحكومي " المؤسسات والهيئات والوزارات خاوية ووقفوا جميعاً في الشارع تحت عنوان "نحن نريد" ، نجحت الثورة وبامتياز حين وقف الملايين تحت شعار "الشعب يريد" وتحركت عجلتها للأمام خطوات واضحة ، ثم توقفت بل كادت ترجع إلى الخلف حين وضع البعض عصا الأنا والشخصنة في العجلة  تحت شعار "أنا أريد"

فلنكن صرحاء

الذين أضربوا عن العمل للضغط أملاً في تحقيق مطالبهم ، المطالب في الغالب مشروعة وبعضها عادل لكنه غير عاجل ، الذين أضربوا عن العمل في مؤسسات خدمية وحيوية في التعليم والصحة بصفة خاصة ، حملوا المصريين أعباء مضافة ، حين مارسوا ما اعتبروه حقاً فترتب عليه الضرر للآخرين ، الذين أضربوا عن العمل غابوا عن ميدان الخدمة الوطنية وحضروا في الفضائيات والصحف يومياً بل لحظياً ، الذين أضربوا عن العمل أغضبوا المصريين لأنهم تناسوا أنهم أصحاب رسالة قبل أن يكونوا عمال وظائف ، الأسرة المصرية ولها بعض الحق غاضبة من المدرسة والمستشفى من المعلم والطبيب لأنها لم تلمس خدمات وأداءات مميزة ونوعية من هذه المؤسسات العريقة ، الأسرة المصرية تحملت وصبرت بل تصبرت على عهود من الأداء المتردي والمتراجع ثم قامت ثورتنا المباركة وارتفع سقف الطموحات في أداء وإنجاز أفضل لكن العكس كان ، حين تقدمنا إلى الأمام ثم ها نحن نرجع إلى الخلف وبإصرار عجيب ، الذين يطالبون ببعض الحقوق المشروعة والعادلة هم أنفسهم الذين عطلوا الإنتاج وحرموا الدولة وأنفسهم من عائد مضاف لتحقيق مطالبهم ! أصحاب الحقوق المشروعة وقع بعضهم في فخ السجالات السياسية والنزاعات الحزبية فاختلطت الأوراق وتعثرت الخطوات

خارطة طريق

نحن بحاجة لميثاق عمل وطني وعاجل ، نحدد فيه أولويات المطالب – الحقوق -في طرف ، وكذا أولويات العمل – الواجبات - في طرف آخر ، لتتزن معادلة الحقوق والواجبات ، وليطلب من شاء من المطالب دون سقف ، لكن عليه في نفس التوقيت أن يؤدي ما عليه من واجبات تكافئ الحقوق والمطالب دون سقف أيضاً ، لكن الواجبات أولاً حتى يكون هناك عائد الوفاء بالحقوق ، مثال المعلم في المدرسة والطبيب في المستشفى ، عدد ساعات التواجد الفعلي في المؤسسة ، حجم العمل الذي يؤديه ، مستوى الأداء والإنجاز، الرضا الشعبي والجماهير عن الأداء ، الجديد الذي أضافه للتحديث والتطوير ، شبكة العلاقات الإنسانية في ضوء رؤية ورسالة المؤسسة

خلاصة الطرح ... نشترك مع الجميع في غالبية الأهداف ونختلف مع البعض في الوسائل والتوقيت وتبقى حتمية التوازن في معادلة الحقوق و الواجبات

إشارة : عشرات من نشطاء  السياسة على شاشات التلفاز وعشرات الآلاف في الشوارع والميادين ، لو عشر هؤلاء بنفس الإرادة والإصرار في أماكن العمل والإنتاج والخدمة الوطنية ، لأنجزنا كل المطالب الفئوية بل والعامة .

_____________
المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم