د. محمد صبحى رضوان
تشكلت الجمعية التأسيسية للدستور وفقا للإعلان الدستوري الذى تمت الموافقة الشعبية عليه, ورغم المحاولات الحثيثة لمن يطلق عليهم بالنخبة لحل هذه الجمعية (ولأغراض فى أنفسهم نعرفها جميعا), بعد نجاحهم فى المرة الأولى فى انتزاع حكم قضائى بالحل, إلا أنه من المفترض أنه طالما جاءت الجمعية بالآليات الديمقراطية التى ارتضاها الجميع ووافق عليها الشعب وانتفت أسباب الحل فى الحكم الأول من وجهة نظر القاضي وهو وجود أعضاء من مجلسي الشعب والشورى ممثلين داخلها فمن المنطق أن تأخذ فرصتها لكتابة الدستور دون استباق للأحداث وعلى الجميع بدلا من العويل, الانتظار حتى يروا المنتج النهائى فربما يكون مناسبا ولو فرضنا ان بعض مواد هذا المنتج غير مناسبة فالنقاش والحوار خير وسيلة لتغييرها أو تعديلها, وهنا أشير إلى نقطة مهمة كان الثالوث العسكري الذى حكم مصر (عبد الناصر – السادات – مبارك) يلتف بها على الشعب المصرى ويفوتها عليه وهي مفهوم الاستفتاء: فالاستفتاء ببساطة يعنى اعداد المواد أو ترشح الشخص ثم يتم الطرح على الشعب مدة كافية للتحليل وإبداء أسباب القبول أو الرفض فى جميع وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية بعد ذلك ما يقرره الشعب دون تدخل أو ضغوط هو ما يعتمده النظام ففى السابق لم تكن مدة الطرح كافية وكانت النزاهة غائبة والالتفاف هو السمة الغالبة.
وبعد طرح مسودة الدستورالحالية فعلى كل مصري مخلص ان يجهز نفسه ويدربها ليكون سفيرا للجمعية التأسيسية للدستور فكيف ياترى نكون سفراء أكفاء للجمعية؟
والاجابة على هذا السؤال تتلخص فى الآتي:
1. التجهيز:
وأعنى بذلك قراءة المواد جيدا وكتابة أي تعليق أو رأي أو اقتراح عليها , مع التركيزعلى المواد المستحدثة وخاصة التى تهم المواطن وهنا أود الإشارة إلى مواد رائعة كتبت لأول مرة وهي مايتعلق بـ ( الكرامة الانسانية – تداول المعلومات- ذوو الإعاقة – الشباب- الطفل-الحياة الآمنة- نهر النيل – شواطئ مصر –البيئة النظيفة – الموارد الطبيعية والإشارة إلى ملكيتها لجميع المصريين – حق السكن – حرمة الجسد – غير المسلمين فى الاحتكام الى شرائعهم – الضريبة وكونها واجب وطني مع فتح الباب لتكون تصاعدية – معاش العجز عن العمل والبطالة – المرأة – تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية – دور مجلس الشيوخ )
2. مشاركة المتخصصين فى الفعاليات:
ونعنى دعوة أهل التخصص والقادرين على الشرح والبيان لمواد الدستور وذلك لتبسيط الرسالة وزيادة القناعة للجمهور العادي.
3. تعليم الغير:
وهذا يمكن ان يتحقق بعقد ورش عمل أو لقاءات مجمعة أو الخطاب المباشر وجها لوجه أو اعداد مادة بسيطة تناسب الشريحة المستهدفة ويمكن ان تكون هذه المادة : رسوم توضيحية – بروشور – اسكتشات – خرائط – مشاهد تمثيلية ......الخ
4. التوثيق:
وذلك بتسجيل كل ماسبق والاحتفاظ به وأرشفته والاشارة الى زمان – ومكان- وطبيعة الفعالية -والحضورمن الجمهور بشرائحه المختلفة - والمحاضرين - وغير ذلك بالرصد والتسجيل , وهنا يبرز دور الاعلاميين والمراسلين.
وهذا يلعب دورا مهما فى قياس إتجاهات الرأي للشعب المصرى , ويصب فى تجويد مواد الدستور أو الإبقاء على المناسب منها.
نسأل الله جل فى علاه لمصرنا كل خير وأن يقيها شر الأشرار إنه على ما يشاء قدير.

