حزن جماعي اجتاح قرية معصرة صاوي بطامية بالفيوم بعد مصرع 8 أطفال وشباب – أعمارهم 15-17 عاماً – في حادث مروع على طريق القاهرة/الإسكندرية، حيث احترق ميكروباصهم بالكامل أثناء عودتهم من جمع طماطم بـ6 أكتوبر مقابل 140 جنيهاً يومياً. هذه المأساة ليست حادثاً عشوائياً، بل نتيجة مباشرة لإفقار منهجي دفع الأطفال للعمل الشاق، وسط غياب رقابة على نقل العمالة وضعف بنية تحتية، في دولة تنفق مليارات على قصور السيسي بينما تدفع أبناءها للموت بحثاً عن لقمة عيش.
رحلة الموت 120 كم: أطفال يقطعون ساعات يومياً مقابل 140 جنيهاً
قطع الضحايا 110-120 كم يومياً من معصرة صاوي إلى 6 أكتوبر عبر طريق الواحات أو الفيوم-الجيزة، في رحلة 2-2.5 ساعات بميكروباص متهالك، مقابل أجر زهيد لا يغطي مصاريف الطعام. التصادم مع سوزوكي أشعل النار فيهم جميعاً، في مأساة تكشف قسوة الفقر الذي يدفع أطفالاً للعمل الزراعي الخطر بدل الدراسة، وسط غياب أي رقابة أمنية أو صيانة لوسائل النقل، في نظام يرى في الفقير "وقوداً" للاقتصاد لا إنساناً يُحمَىْ.
@egy_technocrats: "هل كتب على مصر ان ترتدي الاسود على اطفالها و شبابها؟! .. المأساة تتكرر من جديد لان الجاني لم يحاسب على جريمته الاولى… بعد فتيات المنوفية ضحيات لقمة العيش.."
هل كتب على مصر ان ترتدي الاسواد على اطفالها و شبابها؟!
— حزب تكنوقراط مصر (@egy_technocrats) December 19, 2025
المأساة تتكرر من جديد لان الجاني لم يحاسب على جريمته الاولى...
بعد فتايات المنوفية ضحيات لقمة العيش
الحزن بهيم هذه المرة على أهالي قرية معصرة التابعة التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، بعد مصرع 8 من أبنائها، أغلبهم من… pic.twitter.com/otRVkqvwJJ
قرية منسية: 14 ألف نسمة في إهمال إداري وخدمات متدهورة
معصرة صاوي (14,762 نسمة حسب إحصاء 2006) تعاني تدنياً في الخدمات؛ أكوام قمامة في المدخل، غياب صرف صحي، طرق مدمرة، كثافة طلابية في مدارس ناقصة إمكانيات، مرافق صحية محدودة تدفع السكان لطامية أو الفيوم. أغلب السكان ريفيون يعتمدون على زراعة موسمية أو هجرة داخلية للصناعة، في مثال حي على التفاوت التنموي بين القرى والمدن، حيث يُجْبَرْ الأطفال على العمل لإعالة الأسر بسبب غياب فرص محلية، وسط إهمال وحدات محلية لا تستجيب لشكاوى متكررة.
الحوادث تتكرر؛ نوفمبر الماضي أصيب 31 عاملاً زراعياً بكفر الشيخ في تصادم نصف نقلين، نقلتهم 18 سيارة إسعاف، في نمط يُثْبِتْ فشل رقابة النقل والسلامة في ظل نظام يُرْكِزْ على مشاريع "فخمة" بعيداً عن الريف المهمل.
لقمة العيش تقتل: نظام يحصد أطفال الفقراء ويحمي الأثرياء
هذه المأساة تعكس أزمة فقر وبطالة تدفع الأطفال للعمل الخطر، وسط غياب رقابة على نقل العمالة وضعف إجراءات السلامة، في دولة تُدَّعِيْ "التنمية" بينما قراها تُهْمَلْ وأبناؤها يُحْرَقُونْ بحثاً عن 140 جنيهاً. السيسي يُنْفِقْ مليارات على عواصم وقصور بينما يترك الريف ينزف، في نظام يرى في موت الفقراء "حادثاً" لا جريمة نظامية.
تتكرر الكوارث؛ فتيات المنوفية ضحايا سابقون، في سلسلة مآسي تُدَانْ نظام السيسي الذي حوَّلْ الفقر إلى قاتل يومي، يحصد أطفالاً بلا رحمة، ويحمي المسؤولين من المحاسبة، في بلد يرتدي الأسود على أبنائه بينما يحتفل قادته بالإنجازات الوهمية.

