عاد ملف سلامة السكك الحديدية إلى صدارة المشهد، بعد وقوع حادثين متتاليين خلال فترة قصيرة، أحدهما في محافظة القليوبية والآخر على خط مرسى مطروح – الإسكندرية، ما أعاد طرح تساؤلات حادة حول كفاءة منظومة التشغيل، وجدوى خطط التطوير التي تعلن عنها وزارة النقل بصورة متكررة.

 

ففي مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، شهدت منطقة السفاينة حادثًا لافتًا تمثل في سقوط عدد من الكونتنرات من أحد قطارات البضائع أثناء مروره بالمنطقة، الأمر الذي أسفر عن أضرار مادية جسيمة بعدد من المنازل المجاورة لشريط السكة الحديد، دون أن يؤدي إلى خروج القطار نفسه عن القضبان أو وقوع خسائر بشرية.

 

 

سقوط كونتنرات وتلفيات بالمنازل وتعطل الحركة

 

وبحسب المعاينات الأولية وشهادات الأهالي، فإن الحادث نتج عن سقوط 6 كونتنرات محملة من قطار بضائع، ما أدى إلى انهيار سور السكة الحديد، وتوقف حركة القطارات في الاتجاهين على خط القاهرة – الإسكندرية.

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by News room (@newsroom_eg)

 

وأوضحت المصادر أن الحادث تسبب أيضًا في تلفيات بعدد من المنازل المجاورة، شملت تضرر بلكونتين وسلّم بأحد العقارات، ما أثار حالة من الذعر بين المواطنين، خاصة مع قرب المنازل من مسار القطار، وسط مطالبات شعبية بضرورة مراجعة إجراءات التأمين على خطوط البضائع.

 

https://www.facebook.com/groups/512136920136569/?multi_permalinks=1633975454619371

 

حادث ثانٍ.. قطار يصطدم بسيارة نقل

 

وفي سياق متصل، أصدرت الهيئة القومية لسكك حديد مصر بيانًا رسميًا بشأن حادث آخر وقع على أحد خطوطها، تمثل في اصطدام قطار اكسبريس مرسى مطروح – محرم بك بسيارة نقل أثناء مسيره.

 

 

وأفادت الهيئة في بيانها أنه، وفي إطار متابعة إجراءات التشغيل على الشبكة، ورد بلاغ من سائق القطار رقم 299 / 3971 اكسبريس مرسى مطروح – محرم بك، يفيد بوقوع حادث عند الكيلو 175/00 ما بين منطقتي جلال والضبعة، نتيجة اصطدام القطار بسيارة نقل رقم 2861 ب د هـ، كانت محملة بأعمدة كهرباء.

 

وأوضح البيان أن الاصطدام أسفر عن دفع سيارة النقل المخالفة خارج نطاق السكة الحديد، إلا أنه تسبب في سقوط البوجي الأمامي للعربة رقم 115445/1 خلف السفري، ما أدى إلى تعطل حركة القطارات على الخط.

 

 

غضب شعبي وتساؤلات حول السلامة

 

وتزامن وقوع الحادثين مع موجة من الغضب والتشكيك على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المواطنين عن فقدانهم الثقة في منظومة الأمان، خاصة في ظل الزيادات المتتالية في أسعار تذاكر القطارات خلال السنوات الأخيرة.

 

وجاء في أحد التعليقات المتداولة على نطاق واسع: "كل مرة بيقولوا الأسعار زادت علشان نحسّن الخدمة ونأمّن التشغيل، لكن الحوادث دي بتخلينا نفقد الثقة، الحظ هو اللي بيحمينا مش النظام".

 

بين خطط التطوير والواقع على الأرض

 

ورغم التأكيدات المتكررة من وزارة النقل بشأن تنفيذ خطط تطوير شاملة لمنظومة السكك الحديدية، تشمل تحديث الجرارات والعربات، وتطوير المزلقانات، وتطبيق أنظمة إلكترونية حديثة للسلامة والتحكم، فإن قطاعات واسعة بين المواطنين، ترى أن الواقع العملي لا يعكس حجم الإنفاق المعلن أو الوعود الحكومية المتكررة.