أصدرت المحكمة الاقتصادية في القاهرة، حكمًا يقضي بحبس لاعب منتخب مصر ونادي الزمالك السابق، ومقدم البرامج الرياضية الشهير أحمد حسام "ميدو"، لمدة شهر واحد مع إيقاف التنفيذ، وتغريمه 20 ألف جنيه، إلى جانب إلزامه بدفع تعويض مدني مؤقت قدره 10 آلاف جنيه لصالح الحكم الدولي محمود البنا، على خلفية اتهامه بـ"السب والقذف والتشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

خلفية القضية

تعود تفاصيل القضية إلى بلاغ قدمه الحكم الدولي محمود البنا، ضد أحمد حسام ميدو، اتهمه فيه بالإساءة إلى سمعته الشخصية والمهنية من خلال منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عقب إداراته التحكيمية لمباراتين في الدوري المصري الممتاز خلال موسم 2024–2025.

وأشارت التحقيقات إلى أن ميدو كان قد نشر تصريحات حادة على حسابه الشخصي بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا) عقب مباراة الأهلي ضد زد التي انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف، حيث كتب متهكمًا:

"إحدى أهم شروط تعيين أي مأذون شرعي أن يكون حسن السمعة، وهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مأذونًا معدوم الضمير."

ثم عاد وانتقد الحكم ذاته بعد مباراة الأهلي أمام بيراميدز، قائلاً:

"فضيحة تحكيمية جديدة، وللأسف أصبحت مألوفة لصالح فريق واحد، والمستفيد هو الأهلي... إسناد المباراة إلى حكم تحوم حوله الشبهات ومعتاد على مجاملة الأهلي هو تحدٍّ كبير لجميع الأندية المصرية وليس لبيراميدز فقط. ما يحدث هذا العام كشف المستور، وأصبحت اللغة السائدة: هو كذلك ومن لا يعجبه فليضرب رأسه في الحائط."

هذه التصريحات أثارت موجة من الجدل داخل الوسط الرياضي، واعتبرها الحكم محمود البنا مساسًا بشرفه وسمعته، خاصة أنه يعمل أيضًا مأذونًا شرعيًا إلى جانب كونه حكمًا دوليًا في كرة القدم.

سير الدعوى والحكم القضائي

عقب البلاغ، باشرت نيابة شرق القاهرة الكلية التحقيق في الواقعة، واستدعت ميدو لسماع أقواله، حيث أشار إلى أن تصريحاته كانت في إطار "النقد الرياضي المشروع" ولم يقصد بها الإهانة الشخصية.

غير أن النيابة رأت أن العبارات المتداولة تتضمن تشهيرًا صريحًا يمس الحياة الشخصية والمهنية للحكم، وأحالت القضية إلى المحكمة الاقتصادية، المختصة بالنظر في الجرائم الإلكترونية.

وبعد عدة جلسات مرافعة، قضت المحكمة في جلستها المنعقدة اليوم بـ:

حبس أحمد حسام ميدو لمدة شهر واحد مع إيقاف التنفيذ، وتغريمه 20 ألف جنيه مصري، وإلزامه بدفع تعويض مدني مؤقت قدره 10 آلاف جنيه لصالح الحكم محمود البنا.

وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن العبارات المنشورة "تجاوزت حدود النقد المباح إلى حد التشهير والإهانة العلنية عبر وسيلة من وسائل العلانية الإلكترونية".

وعقب صدور الحكم، نشر الحكم الدولي محمود البنا تدوينة مقتضبة عبر صفحته على "فيسبوك" قال فيها: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين."

ولاقت التدوينة تفاعلًا واسعًا من زملائه في مجال التحكيم وعدد من الشخصيات الرياضية، الذين اعتبروا الحكم القضائي "انتصارًا لكرامة التحكيم".

 ميدو بين النجومية والجدل

يُعد أحمد حسام ميدو، البالغ من العمر 42 عامًا، واحدًا من أبرز نجوم الكرة المصرية الذين احترفوا في أوروبا، حيث لعب لأندية أياكس الهولندي، وتوتنهام الإنجليزي، وروما الإيطالي، قبل أن يعود إلى الزمالك، ويتجه بعد اعتزاله إلى مجال التدريب ثم الإعلام الرياضي.

ومنذ دخوله عالم الإعلام، اشتهر ميدو بتصريحاته الجريئة والساخرة في بعض الأحيان، والتي تسببت له في عدة أزمات مع مسؤولين ورياضيين وإعلاميين، إلا أن هذه المرة كانت الأولى التي تصل فيها تصريحاته إلى ساحات القضاء وتنتهي بحكم بالحبس والغرامة.