في سابقة لم يعرفها التاريخ الطبي ولا علم النفس الحديث، أعلن نقيب الفلاحين حسين أبو صدام أن قضاء الوقت مع الحمير له فوائد علاجية عظيمة، مؤكّدًا أن العلماء الإسبان أثبتوا أن الحمير ليست فقط وسيلة نقل تقليدية، بل وسيلة "راحة نفسية" أيضًا!

التصريح، الذي دوّى كصوت نهيق في صحراء الإعلام المصري، أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّل من خبر طريف إلى مادة للتأمل الفلسفي حول مفهوم “الحمير في حياتنا”، بين من يقضي معهم الوقت للعلاج... ومن يعيش بينهم بالضرورة!

 

الحمير: من الحقول إلى غرف العلاج النفسي

يبدو أن إسبانيا، تلك الدولة التي صدّرت للعالم “الطماطم المقذوفة” و”الرقص الفلامنكو”، قررت الآن أن تصدّر “العلاج بالحمير”.

فبحسب نقيب الفلاحين، فإن الأطباء والممرضين الإسبان خلال أزمة كورونا كانوا يذهبون إلى غابة جنوب غرب البلاد ليمضوا وقتًا مع الحمير، فيما سُمي ببرنامج “الراحة النهيقية”.

ويبدو أن العدوى الفكرية وصلت إلى مصر، إذ رحّب النقيب بالفكرة معتبرًا أن الحمار مخلوق “هادئ، صبور، متسامح مع البشر أكثر من البشر أنفسهم”، وأن مجرد الجلوس بجواره “يُزيل التوتر ويمنح طاقة إيجابية”.

الخبير النفسي الدكتور فريد سلامة يعلّق ضاحكًا: “الناس في بلادنا تعاني من الاكتئاب بسبب الأسعار والكهرباء، وليس بسبب نقص الحمير. لكن لو كانت رؤية الحمار تُهدئ الأعصاب، فمصر مرشحة لتصبح أكثر دول العالم هدوءًا!”

 

منظمة "الحمار السعيد": نموذج ملهم للتعاون الدولي

أضاف نقيب الفلاحين أن منظمة تُدعى "الحمار السعيد" هي التي تبنّت المشروع في إسبانيا، وهو ما فتح باب التساؤلات في مصر عن إمكانية إنشاء فرع محلي باسم “جمعية البهجة النهيقية للتنمية البشرية”.

يقول النقيب بحماس في أحد اللقاءات: “نريد تطبيق التجربة هنا، فالفلاح المصري مرتبط بالحمار وجدانياً منذ آلاف السنين”. وبالفعل، يخطط بعض المهتمين بالشأن الريفي لإطلاق “رحلات علاجية” إلى الريف لقضاء عطلات قصيرة بين الحمير، مع وجبات صحية من الفول والطعمية.

الخبير الاجتماعي الدكتورة نوال محروس تفسّر الفكرة بجدية ظاهرة: “ربما يرى البعض أن الحمار رمز للسذاجة، لكنه في الحقيقة رمز للثبات. المصريون تعبوا من التغييرات السياسية، لذا يبحثون عن كائن لا يتغير... حتى لو كان ينهق”.

 

السوشيال ميديا بين النكتة والتحليل الفلسفي

لم تمرّ تصريحات نقيب الفلاحين مرور الكرام. مواقع التواصل اشتعلت بفيض من التعليقات الساخرة، فتداول البعض صورًا لحمير تضع نظارات شمسية وهاشتاجات مثل #العلاج_بالحمار و#نهيق_يروق_المزاج.

فأشار هشام "اصل نقيب الفلاحين بيقعد كتير جدا مع بلحه".
https://x.com/HeshamS73088124/status/1983680708498620529

وأضاف الحسن "نقيب الفلاحين يتحدث عن انه يتعلم من الحمير والان من يشكر في الحمير ارفض عبارة الحمار غبي فهو ليس كذلك لكن واضح ان السيسي يحاول بناء المواطن الحمار و بما ان التوجيهات اصبحت تتسع فاستحمار الناس لبعض الوقت جائز لكنك لن تستطيعان تستحمر الناس كل الوقت الحساب قادم قادم لامحاله".
https://x.com/AlhsnAlsba/status/1983606240929575379

ونوه إبراهيم "نقيب الفلاحين: قضاء الوقت مع الحمير يحسن الحالة النفسية والصحية وله فوائد علاجية كبرى https://cairo24.com/2308116كان الله في عونا اللي متحملينكم".
https://x.com/EbrahimShalata/status/1983588678380200309

وسخر عبدالعظيم "ممكن بعد اذنك يا غالي انا عايز اجلس مع نقيب الفلاحين ده شويه طالما بيقول الجلوس مع الحمار بيروق الدماغ هههههههههه".
https://x.com/bdlymmmdmwsy1/status/1983551766110294310

وقال د.عوض "نقيب فلاحين مصر قضاء وقت مع #الحمـ ـير له فوائد علاجية .. ----- ياريت يا نقيب الفلاحين تجرب هذه الوصفة لنفسك ؟ وكفاية هرتلة وتخاريف ؟ "لاحول ولا قوة الا بالله".
https://x.com/dr_awad_elsayed/status/1983294167968292872

بينما كتب أحدهم: “لو السعادة مع الحمير، فإحنا عايشين في جنة!” وآخر علّق: “ما هو أصلًا كل قرارات الحكومة معمولة بالعلاج ده!”.

أما الكاتب الساخر عز الدين المصري فقال في منشور له: “في الوقت الذي تنفق فيه بعض الدول المليارات على الطب النفسي والعلاج السلوكي، نكتشف أن مفتاح الراحة النفسية كان ينهق بجوارنا من زمان!”

 

هل يصبح العلاج بالحمير مشروعًا قوميًا؟

الاقتراح بدأ طريفًا، لكنه أثار تساؤلات جادة عن حدود “الخيال التنموي” في مصر.

فبعد مشروعات قومية في كل المجالات، ربما يأتي يوم نسمع فيه عن “المشروع القومي للعلاج بالحمير”، مع ميزانية معتمدة وشعار وطني يقول: “انضحك... وانهق... تنسى الوجع!”

الخبير الاقتصادي الدكتور سليم عطية يضيف ساخرًا: “لو تم تطبيق العلاج رسميًا، فالحكومة هتفرض ضريبة نهيق، ورسوم استخدام الأذن الطويلة. عندنا استعداد نطلع كادر جديد باسم الطبيب الحميري المعتمد”.