تُكمل اليوم قضية الدكتور محمد سعد عليوة، استشاري جراحة المسالك البولية ورئيس قسم المسالك بمستشفى بولاق الدكرور سابقًا، فصلًا جديدًا من فصول المعاناة الإنسانية في السجون، إذ يدخل عامه السبعين خلف القضبان، بعيدًا عن أسرته وأحفاده الذين لم يروه منذ أكثر من عشر سنوات، وسط ظروف احتجاز وصفتها المنظمات الحقوقية بـ"القاسية واللاإنسانية".

 

وبحسب ما وثّقته منظمة عدالة لحقوق الإنسان، فإن الدكتور عليوة، المعتقل منذ يونيو 2015، يُحتجز حاليًا في سجن بدر 3 بعد أن قضى سنواته الأولى في سجن العقرب، أحد أكثر السجون المصرية تشديدًا في الإجراءات الأمنية والمعروف بسوء أوضاعه الصحية والإنسانية.

 

وأكدت المنظمة أن عليوة يعاني من مرض السكري وتكرار حالات الإغماء، ومع ذلك يُحرم من الرعاية الطبية اللازمة ومن أبسط حقوقه مثل الزيارة والتريض والتعرض لأشعة الشمس.

 

 

رسالة مؤثرة من ابنته: “بابا تم 70 سنة بعيد عننا”


في رسالة مؤثرة نشرتها ابنته عبر صفحتها على "فيسبوك"، عبّرت عن حجم الألم الذي تعيشه الأسرة بسبب استمرار احتجاز والدها وحرمانهم من رؤيته، قائلة:

 

"انا مش قادره استوعب اني هكتب الكلام ده ..


بابا انهارده تم ٧٠ سنه !!


٧٠ سنه السن اللي لما حد بيوصله بيبقي مش عايز حاجه غير انه يكون وسط اولاده و احفاده بيفرح بيهم و ب لمتهم حواليه


بابا تم ٦٠ سنه و هو بعيد عننا و تم ٧٠ سنه و هو بردو بعيد عننا ولا يعرف عننا حاجه و لا احنا نعرف عنه حاجه غير انه في امس الحاجه ل وجودنا حواليه


بنتي اللي عندها ٥ سنين مشافتهوش ولا مره في حياتها و كل شويه تقولي انا كان نفسي جدو محمد يبقي موجود معايا اوي ببقي مش عارفه ارد اقولها ايه ..


٧٠ سنه يا بابا و المجرمين مش مخلينا نشبع منك و من حضنك


مش قادرين نكون جمبك في تعبك و نخدمك ب عنينا


قلبي بيتقطع كل يوم لما بتخيل انه بيتعب و بيغمي عليه و بيتعور و هو مفيش حد حواليه ولا معاه مفيش حد بيرعاه طيب ياتري هو اصلا وضعه دلوقتي يسمحله انه يرعي نفسه يعني قادر حتي ياخد الادويه بتاعته و يخلي باله من نفسه …


اسئله كتيييير ملهاش اي اجابه عشان احنا عايشين في ظلم ..


بس بابا علمنا ان دايماً يكون عندنا يقين بالله و انا عندي يقين بالله ان الظلم هيجي وقت و ينتهي ..


بحبك يا بابا و فخوره بيك لحد اخر يوم في عمري 💙"

 

 

الأسرة بين الدعاء والانتظار


تؤكد ابنته في رسالتها أن الأسرة تعيش حالة من القلق الدائم على وضع والدها الصحي، خاصة مع انقطاع الزيارات منذ سنوات طويلة، مضيفة أن حفيدته الصغيرة البالغة من العمر خمس سنوات لم تَرَ جدها يومًا في حياتها، وأنها كثيرًا ما تسأل عنه بحنين طفولي مؤلم.

 

الأسرة، التي تعيش على أمل لقاء قريب، ناشدت السلطات السماح بزيارة عاجلة وتمكينه من حقه في العلاج، مؤكدة أن “كل يوم يمر دون طمأنينة هو بمثابة عذاب جديد”.

 

مناشدة حقوقية للإفراج الصحي


من جانبها، حمّلت منظمة عدالة لحقوق الإنسان السلطات المسؤولية الكاملة عن سلامة الدكتور عليوة، وطالبت بالإفراج الصحي العاجل عنه، مؤكدة أن استمرار احتجازه بهذه الصورة "يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وللقوانين المصرية والدولية التي تضمن معاملة إنسانية للمحتجزين".

 

كما دعا مركز الشهاب لحقوق الإنسان إلى الاستجابة الفورية لمطالب أسرة الدكتور عليوة، وإطلاق سراحه وسراح جميع المعتقلين السياسيين.