فجّر نجم المنتخب الوطني لتنس الطاولة عمر عصر مفاجآت صادمة حول ما يجري داخل الاتحاد المصري لتنس الطاولة، كاشفًا عن تجاوزات ترقى إلى جرائم فساد مالي وإداري، تسببت في تدمير البيئة الرياضية وحرمان اللاعبين من فرصهم الطبيعية في المنافسة والإعداد.
البداية.. اعترافات على الهواء
قبل أيام، خرج عمر عصر في برنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب، ليكشف مجموعة من المخالفات داخل اتحاد اللعبة، مؤكداً أنه كان من المفترض أن يخوض معسكرًا تدريبيًا يوم 15 يونيو الماضي، لكن الاتحاد ألغاه قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاقه دون تقديم بديل.
وأوضح عصر أنه يخوض تدريباته الحالية بمعايشة مع منتخب ألمانيا، بينما الجهاز الفني والإداري المصري لا علاقة له به أو بزملائه اللاعبين، مضيفًا أن الاتحاد لا يتدخل في أي شيء إلا بعد الفوز بميدالية، ليظهر في الصور الرسمية أمام الكاميرات فقط.
وطالب اللاعب الدولي بأن يتولى رئاسة الاتحاد من يملك الخبرة الإدارية والرياضية اللازمة لإدارة النشاط باحترافية، وأن يتم تشكيل جهاز فني وإداري محترف يمتلك خطة سنوية وأهداف واضحة، وهي – كما وصفها – “أبسط الأساسيات” التي يجب أن تتوفر في أي اتحاد يحترم نفسه.
اتحادات تحولت إلى "عِزَب عائلية"
لم تتوقف تصريحات عمر عند حد الإهمال الإداري، بل تجاوزتها إلى اتهامات مباشرة بالمحسوبية وتعيين الأقارب، إذ كشف أن رئيس الاتحاد استعان بشقيقه كمدير فني، وأن نجل المدرب نفسه يشغل منصب مسؤول المراسلات الخارجية، وهو الذي "ينسى" أحياناً إرسال أسماء اللاعبين في البطولات الدولية، مما يحرمهم من المشاركة رسميًا.
وأضاف أن التجاوزات وصلت إلى درجة جعلت الإعلامي عمرو أديب ينهي الاتصال سريعًا، دون السماح له بالاسترسال في كشف بقية الفضائح.
لكن تلك الفضائح لم تكن وليدة حديثه الأخير، فقد سبق له أن كشف وقائع مشابهة في مقابلة مع موقع "في الجول" الرياضي بتاريخ 12 يوليو الماضي، أي قبل انطلاق أولمبياد باريس بأيام، مؤكدًا أنه فوجئ بعدم إدراج اسمه في بطولة بانكوك رغم تأكيد مشاركته، وذلك بسبب خطأ إداري جسيم.
وقال عصر إن تلك الأخطاء ليست صدفة، إذ تكررت أكثر من مرة، كان آخرها في بطولة تركيا حين تم استبعاده هو وزميلته دينا مشرف من منافسات الزوجي المختلط بسبب نسيان تسجيل أسمائهما، وهي الواقعة التي اعتبرها اللاعب “إهانة” لكل من يمثل مصر دوليًا.
فساد إداري وغياب تام للمهنية
تابع عمر تصريحاته موضحًا أنه عقد أكثر من عشرة اجتماعات مع مسؤولي الاتحاد لبحث أزمة التدريب وتكرار غياب المدربين، لكن دون جدوى.
وفي معسكر الإعداد لأولمبياد باريس، أكد أن بعض المدربين لم يحضروا أساسًا، بينما في بطولة كأس العالم بـ“ماكاو” أخبره المدرب بأنه لن يستطيع السفر معه، في الوقت الذي كانت فيه باقي المنتخبات تصطحب فرقاً كاملة من مدربين وأخصائيين بدنيين وأطباء.
وقال عصر إن الوضع داخل الاتحاد “كارثي”، وأنه يخوض أغلب البطولات بمفرده، في وقت تتلقى فيه الاتحادات الأخرى دعماً كاملاً للاعبيها من كل النواحي.
تفاصيل ماحدث بين عمر عصر وزميله محمود أشرف , في بطولة أفريقيا لتنس الطاولة من البداية .. الفيديو كامل 💯🏓🏓#OmarAssar | #Egypt pic.twitter.com/XriCQvNcp5
— محمد الجزار 🦅 (@mohamedelgazar4) October 19, 2025
النقطة التي تفضح بحراً من الفساد
القضية لا تتعلق بتنس الطاولة وحدها، بل بما يمكن وصفه بـ"ثقافة الفساد المؤسسي" داخل عدد كبير من الاتحادات الرياضية، التي تحولت إلى إقطاعيات مغلقة للمنتفعين والأقارب، في غياب أي رقابة حقيقية من وزارة الشباب والرياضة.
والنتيجة واضحة: بعثة مصر التاريخية في أولمبياد باريس، التي ضمت 164 لاعباً في 22 رياضة، لم تحصد سوى 3 ميداليات فقط، بينها ذهبية واحدة، في أسوأ حصيلة منذ عقود.
هذه النتائج، حتى دون تصريحات عمر عصر، تكشف فشلاً ممنهجًا لا يمكن تفسيره إلا بوجود فساد إداري ومالي متجذر داخل المنظومة.
خناقة على الهواء مباشرة في بطولة أفريقيا لتنس الطاولة بين ثنائي منتخب #مصر .. عمر عصر ومحمود أشرف 🏓 🇪🇬#Egypt | #TableTennis pic.twitter.com/SE1zIHMmfw
— محمد الجزار 🦅 (@mohamedelgazar4) October 19, 2025
أين ذهبت المليارات؟
وزارة الشباب والرياضة ردت على تصريحات اللاعب ببيان مقتضب أكدت فيه أنها بدأت التحقيق مع الاتحاد المصري لتنس الطاولة بشأن ما أثير حول المستحقات المالية والمعسكرات وتعيين الأقارب.
لكن السؤال الأهم: أين كانت الوزارة طوال السنوات الماضية؟
الوزير أشرف صبحي أعلن أن الاتحادات الأولمبية تلقت دعمًا حكوميًا بلغ مليارًا و148 مليون جنيه، منها 516 مليونًا لإعداد وتأهيل اللاعبين.
فهل تمت متابعة كيفية صرف هذه الأموال؟ وهل وصلت فعلًا إلى مستحقيها من اللاعبين والمدربين؟
إذا صحت تصريحات عمر عصر، فالجواب واضح: الأموال أُهدرت في الهواء.
أزمة في تونس.. القشة التي قصمت ظهر الاتحاد
الأزمة لم تتوقف عند التصريحات فقط، بل امتدت إلى أرض الواقع في بطولة كأس إفريقيا لتنس الطاولة التي أقيمت في تونس من 12 إلى 19 أكتوبر الجاري، حين شهدت البعثة المصرية مشادة علنية بين عمر عصر وزميله محمود أشرف حلمي، نجل رئيس الاتحاد المصري اللواء أشرف حلمي.
ووفقًا لتسجيلات الفيديو المنتشرة، رفض محمود حلمي مصافحة زميله عمر عصر بعد نهاية المباراة، ما أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ودفع عصر للمطالبة بخروج حلمي من الملعب لاستكمال المنافسة.