تشهد منصات التواصل الاجتماعي في مصر جدلاً حادًا منذ أيام، على خلفية ما تخلله مولد السيد البدوي بطنطا من أحداث غريبة ومشاهد صادمة لرواده القادمين من أنحاء مصر، بسبب خروجها عن المألوف والمتعارف عليه في مثل هذا الاحتفال الشعبي الذي ينظمه الصوفية ويستقطب مئات الآلاف سنويًا.

 

لم تكد تهدأ وتيرة الجدل حتى اشتعل مجددًا، لكن هذه المرة في مكان آخر من مصر، إلى عالم لا يمت للأول بصلة تمامًا، حيث تتنافس المدعوات إلى مهرجان الجون على الظهور بفساتين تكشف أكثر مما تخفي، ويظهرن فيه بصورة تتنافى مع الطابع المحافظ لكثير من المصريين ممن ينظرون إليه باشمئزاز وغضب.

 

مولد ومهرجان

 

بطبيعة الحال لا وجه للمقارنة بين الحدثين إلا في كونهما أثارا حالة من الصدمة الواسعة بين المصريين، مع اختلاف المناسبة، واختلاف الحضور. فقد درج المصريون على الاحتفال بمولد السيد البدوي منذ عشرات السنين، في أجواء فلكلوروية تخللها كثير من الصخب والمديح والإنشاد، وإظهار الحب والعشق للأولياء وآل البيت.

 

أما في الجونة، فلا زال المهرجان الذي أسّسه رجل الأعمال نجيب ساويرس يحبو في سنواته الأولى، فقد كانت بداية انطلاقته في 2017 ليكون مهرجانًا جاذبًا للفنانين والمشاهير من مصر داخل مصر وخارجها. وقد لفت الانتباه إليه ليس بسبب طبيعة ونوعية الأفلام المشاركة، لكن بسبب الأزياء الصاخبة للفنانات المشاركات.

 

الطرق الصوفية: جدلٌ مصطنع

 

وسارعت المشيخة العامة للطرق الصوفية إلى إصدار بيان اعتبرت فيه أن ما أثير من جدل حول مولد السيد أحمد البدوي إنما هو "جدلٌ مصطنع ومفتعل لا يستند إلى واقعٍ أو علمٍ أو نيةٍ صالحة، بل هو محاولة متكررة لافتعال ضجيج إعلامي بحثًا عن الترند وزيادة المشاهدات على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي للمجتمع المصري، الذي ظلّ عبر قرونه وفي جميع طبقاته يكنّ للسيد البدوي وأضرابه من أولياء الله الصالحين المحبة والاحترام".

 

وقالت إن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرةٌ مشروعة وموروثٌ أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008) ، (رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأنّ الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.

 

وأشارت المشيخة إلى أن جمهور المولد يضمّ قطاعًا واسعًا من عامة المصريين الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، ولا ينتمون بالضرورة إلى الطرق الصوفية، ومن ثمّ فإن نسبة أي تجاوزٍ إلى التصوف هي تضليلٌ مقصود.

 

وأوضحت أن الاحتفال الرسمي للمشيخة هذا العام جاء في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمَّن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومواقفه الوطنية والإيمانية، واختُتم بالابتهالات والمدائح النبوية الخاشعة في أجواءٍ من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.

 

سينما من أجل الإنسانية

 

في كلمته خلال انطلاق فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، قال مؤسس المهرجان نجيب ساويرس، ‘ن شعار المهرجان "سينما من أجل الإنسانية" يكتسب هذا العام أبعادًا خاصة، إذ يتزامن مع زيارة النجمة العالمية كيت بلانشيت كضيفة شرف المهرجان، ومع الاحتفال بيوم الغذاء العالمي.

 

وأوضح أن الدورة السابقة أقيمت وسط أجواء من الحزن بسبب ما يجري في غزة، مشددًا على ضرورة تذكّر معاناة أكثر من مليوني إنسان يعانون الجوع حول العالم، وفي مقدمتهم المدنيون في غزة والسودان الذين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة.