تُعتبر ميريام أديلسون، الطبيبة الإسرائيلية الأمريكية، واحدة من أقوى الشخصيات المؤثرة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، حيث استخدمت ثروتها الطائلة ونفوذها لتوجيه قرارات مصيرية في البيت الأبيض، خاصة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
بثروة تُقدر بنحو 33 مليار دولار، لا تقتصر أديلسون على كونها مجرد داعمة مالية، بل مهندسة رئيسية لسياسات رسخت الانحياز الأمريكي الكامل للمواقف الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
 

دور محوري في قرارات ترامب التاريخية
لعبت ميريام أديلسون، إلى جانب زوجها الراحل شيلدون أديلسون، دورًا محوريًا في تشكيل القرارات التاريخية التي اتخذها ترامب لصالح إسرائيل، لدرجة أن ترامب نفسه نسب لها الفضل في هذه السياسات.
كان تأثيرها واضحًا في عدد من أبرز القرارات، وأهمها:

  • الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل: كانت أديلسون القوة الدافعة وراء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهي خطوة قوضت عقودًا من السياسة الأمريكية والمواقف الدولية.
  • دعم ضم الضفة الغربية: رغم نفي المتحدث باسمها رسميًا، بقيت التكهنات قوية بأن دعمها المالي الضخم لحملة ترامب كان مقابل دعمه لخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية.
    وكان لها دور كبير في إقناع الإدارة الأمريكية بتبني مواقف متشددة تجاه القضايا المتعلقة بالضفة الغربية.
     

علاقتها بنتنياهو ودعم اليمين الإسرائيلي
على الرغم من كونها داعمة قوية للسياسات اليمينية في إسرائيل، إلا أن علاقتها برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شهدت بعض التوترات والخصومة.
ومع ذلك، فإن دعمها لا يرتبط بشخص بقدر ما يرتبط بأجندة سياسية واضحة، فهي تُعد من أكبر الداعمين للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يمثل أحد أبرز مواقفها العدائية تجاه الفلسطينيين.
 

مواقف عدائية ضد العرب والفلسطينيين
تتجذر مواقف أديلسون من خلفيتها، فهي ولدت في إسرائيل وخدمت في جيشها قبل أن تصبح طبيبة وتتزوج من رجل الأعمال الأمريكي شيلدون أديلسون.
وتنعكس هذه الخلفية في رؤيتها السياسية التي تضع أمن إسرائيل وتوسعها فوق أي اعتبار آخر، مما يجعلها في موقع معادٍ للحقوق العربية والفلسطينية.

تتلخص مواقفها العدائية في النقاط التالية:

  • دعم الاستيطان: يُعتبر دعمها المالي والسياسي للمستوطنات غير الشرعية أبرز صور العداء، حيث تساهم بشكل مباشر في تقويض حل الدولتين ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
  • التأثير على السياسة الأمريكية: تستخدم ثروتها كأداة ضغط هائلة على صُناع القرار في واشنطن، مما يضمن استمرار الانحياز الأمريكي لإسرائيل. وينظر إليها الكثيرون على أنها قادرة على جعل رئيس أمريكي "يبيع" مصالح المنطقة مقابل دعمها المالي.
  • التدخل المباشر: لم يقتصر دورها على التمويل، بل امتد إلى التدخل المباشر في ترتيبات سياسية وإعلامية. فقد قامت شخصيًا بترتيب لقاء بين أسرى إسرائيليين محررين ودونالد ترامب، ونقلتهم بطائرتها الخاصة، في خطوة تهدف إلى تعزيز رواية إسرائيلية محددة داخل دوائر السلطة الأمريكية.

إن دور ميريام أديلسون يتجاوز الدعم المالي التقليدي، فهي تمثل قوة سياسية فاعلة نجحت في تطويع السياسة الخارجية الأمريكية لخدمة أجندة يمينية متطرفة في إسرائيل، مما كان له أثر مدمر على القضية الفلسطينية وفرص السلام في المنطقة.