شهدت مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية، اليوم الأربعاء، موجة واسعة من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، تخللها اقتحام غير مسبوق للمسجد الأقصى بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وعدد من المسؤولين المتطرفين، بالتزامن مع مداهمات واعتقالات في مدن عدة أبرزها الخليل، رام الله، نابلس وطولكرم.
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال في ثاني أيام "عيد العرش" اليهودي#الأخبار pic.twitter.com/SVFJAP7bns
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 8, 2025
اقتحام في الأقصى
تزامناً مع اليوم الثاني لعيد العُرش اليهودي، دخل نحو 1758 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك على فترتين، وفق إحصاءات دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وسط إجراءات أمنية مشددة من شرطة الاحتلال التي فتحت باب المغاربة للاقتحامات المتكررة.
واتسمت هذه الاقتحامات بطابع استفزازي صاخب، حيث تعمد المستوطنون أداء حلقات الرقص والغناء والتصفيق قرب المصلى القبلي، وأدى المئات منهم طقوساً تلمودية في كل أرجاء المسجد، بما في ذلك طقس السجود الملحمي أثناء خروجهم من باب السلسلة.
من بين المقتحمين، برز وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي صعّد من لهجته قائلاً: "نحن أصحاب البيت، واليوم بعد عامين من طوفان الأقصى نحن المنتصرون على جبل الهيكل"، كما شارك في الاقتحام عضو الكنيست إسحاق كرويزر عن حزب "العظمة اليهودية"، مؤكداً أن الهدف هو "تكريس السيادة الإسرائيلية" داخل المسجد.
ردود فلسطينية وعربية غاضبة
في تعقيبه، أكد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري أن الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية لـ"الانقضاض على الأقصى"، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات، ومشدداً على أن "المسجد الأقصى يخص المسلمين وحدهم، وكل ما يقوم به الاحتلال باطل ومستفز".
من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن اقتحام بن غفير "رسالة عدوانية متعمدة" تهدف إلى فرض واقع تهويدي جديد داخل الأقصى، مؤكدة أن القدس والأقصى "خط أحمر" وأن الشعب الفلسطيني "سيبقى مدافعاً عن مقدساته بكل الوسائل المشروعة".
كما دانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام ووصفته بـ"الخرق الفاضح للقانون الدولي والإنساني"، مجددة تأكيدها أن الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي صاحبة الاختصاص الحصري في شؤونه.
مداهمات واعتقالات في الضفة
في موازاة الأحداث بالقدس، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مدن الضفة الغربية. ففي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب واحتجزت عشرات المواطنين بعد الاعتداء عليهم وتحويل مركز شبابي إلى نقطة تحقيق ميدانية. كما أُصيب شاب بالرصاص الحي قرب بلدة ترقوميا، واعتُقل الطفل محمد أحمد العلامي من بيت أمر.
وفي رام الله، داهمت القوات الإسرائيلية منزل أحد الشبان في قرية بيت عور التحتا واعتقلته، إضافة إلى 4 معتقلين آخرين من بلدة حزما شمال شرق القدس.
أما في نابلس، فقد طالت الاعتقالات صاحب محل تجاري وابنه في قرية مادما، فضلاً عن الشاب الجريح أورخان حمايل من بلدة بيتا، الذي يعاني من إعاقة دائمة بسبب إصابة سابقة.
وفي طولكرم، نفذت قوات الاحتلال اعتقالات جديدة استهدفت شابين في أحياء متفرقة من المدينة.
#شاهد | جانب من اقتحام قوات الاحتلال لمخيم العروب شمال الخليل، وسط حملة اعتقالات واسعة. pic.twitter.com/bpVsZteqL4
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 8, 2025