شهد اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في مصر سلسلة من الحوادث المؤلمة التي طالت الطلاب والمعلمين على حد سواء، وأثارت قلق أولياء الأمور وغضبهم، لما اعتبروه دلالة واضحة على ضعف البنية التحتية للمدارس، وقصور إجراءات السلامة داخلها.
ففي الوقت الذي كان يفترض أن يكون اليوم مناسبة للبهجة والعودة إلى مقاعد الدراسة، تحوّل في بعض المدارس إلى يوم إصابات وإرباك، ما وضع وزارة التربية والتعليم تحت ضغط التساؤلات والمساءلات.
سقوط طالبة في الوادي الجديد
الحادث الأبرز وقع في مدرسة علي بن أبي طالب بمدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، حيث أصيبت طالبة بإصابات متعددة بعد سقوطها من الطابق الثاني داخل المدرسة.
وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما أثار الحادث حالة من الفزع بين زميلاتها والمعلمين، وأعاد إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها مدارس في أعوام سابقة.
مصدر طبي أوضح أن الطالبة تعاني من كسور وكدمات لكنها مستقرة حتى الآن، مؤكّدًا أنها ستحتاج إلى فترة علاج طويلة.
إصابات بين الطلاب في محافظات أخرى
لم يكن حادث الفرافرة الوحيد هذا اليوم؛ ففي إحدى مدارس محافظة الجيزة أصيب ثلاثة طلاب بجروح طفيفة إثر انهيار جزء من سور داخلي مهترئ أثناء دخولهم ساحة المدرسة.
كما شهدت محافظة البحيرة حالة اختناق جماعي بين مجموعة من التلاميذ نتيجة تسرّب غاز من أحد المعامل غير المجهزة بشكل آمن.
الأهالي الذين هرعوا إلى المدرسة عبروا عن استيائهم من غياب أي إشراف أو صيانة مسبقة، خاصة وأن بداية العام الدراسي كانت معلومة للجميع منذ أسابيع.
معلم يتعرض لحادث داخل الفصل
وفي واقعة أخرى بمحافظة الشرقية، أصيب أحد المعلمين بانهيار مفاجئ أثناء الشرح نتيجة الإرهاق وسوء التهوية داخل الفصل المكتظ بالطلاب.
زملاؤه أكدوا أنه يعاني من أمراض مزمنة كان يفترض أن يُراعى وضعه الصحي، لكن سوء ظروف العمل دفعه للاستمرار حتى سقط أمام طلابه، الذين أصيبوا بحالة من الذعر.
غياب إجراءات السلامة
الحوادث المتكررة تكشف بوضوح غياب معايير السلامة والأمان داخل المدارس، سواء في ما يخص البنية التحتية أو تجهيزات المباني أو حتى الخدمات الطبية الطارئة.
فغياب وحدات الإسعاف المدرسية أو الأطباء المقيمين جعل التدخل في أغلب الحالات يتم عبر الأهالي أو المعلمين.
ويؤكد خبراء التربية أن إهمال هذا الملف لا يقل خطورة عن ضعف المناهج أو نقص المعلمين، لأنه يعرّض حياة الطلاب للخطر المباشر.
وختاما فإن اليوم الأول للدراسة هذا العام لم يكن مناسبة للاحتفال بالعودة إلى مقاعد العلم، بل تحوّل إلى مشهد من الإصابات والحوادث التي أصابت الطلاب والمعلمين، وأثارت حالة من الغضب الشعبي.
ومع غياب الرؤية الواضحة من جانب وزارة التربية والتعليم، تتزايد المخاوف من أن يتكرر سيناريو الأزمات طوال العام، ما لم يتم التحرك بسرعة لوقف نزيف الإهمال ووضع حياة الطلاب في صدارة الأولويات.