شهدت منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا أجواءً استثنائية لم تقتصر على الإثارة الكروية داخل المستطيل الأخضر، بل امتدت إلى المدرجات، حيث تحوّل حضور الجماهير إلى رسالة إنسانية وسياسية مؤثرة، دعماً للشعب الفلسطيني في غزة، الذي يرزح تحت وطأة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة.

ففي مدينة بلباو الإسبانية، خطفت جماهير أثلتيك بلباو الأنظار بعدما رفعت لافتة ضخمة بألوان العلم الفلسطيني، حملت عبارة مؤثرة كُتبت باللغة الباسكية: "سنكون إلى جانبكم من اليوم وحتى آخر يوم".

وبحسب صحيفة ماركا الإسبانية، فإن هذه الخطوة جاءت تعبيراً عن تضامن الشارع الباسكي مع غزة، في وقت تتسع فيه رقعة الاحتجاجات العالمية ضد العدوان الإسرائيلي، الذي طال المدنيين والأطفال دون استثناء.

ولم يقتصر المشهد على اللافتة، إذ تزيّنت مدرجات ملعب سان ماميس بالأعلام الفلسطينية التي رفعها المشجعون خلال المباراة أمام أرسنال الإنكليزي. الجماهير الباسكية، التي عُرفت تاريخياً بمواقفها الداعمة للقضايا العادلة، جسدت مرة أخرى كيف يمكن لكرة القدم أن تتحول من مجرد لعبة إلى منصة لتأكيد الحقوق الإنسانية، حيث سبق لهم تنظيم وقفات صامتة لضحايا غزة، ورفع صور ولافتات للشهيد الفلسطيني ولاعب كرة القدم سليمان العُبيد.

وفي فرنسا، واصلت جماهير أولمبيك مرسيليا مواقفها الثابتة في حمل علم فلسطين داخل وخارج الملاعب. ورغم التضييقات الأمنية التي منعت إدخال بعض الأعلام إلى ملعب "فيلودروم"، لم يتراجع المشجعون عن التعبير عن موقفهم، لتبقى فلسطين حاضرة دائماً في مدرجات النادي، سواء عبر الشعارات أو الهتافات أو حتى الفعاليات التضامنية الموازية للمباريات.

هذا التفاعل الجماهيري، الممتد بين إسبانيا وفرنسا وعدد من المدن الأوروبية الأخرى، يعكس اتساع دائرة التضامن الرياضي مع غزة، مؤكداً أن القضايا الإنسانية لم تعد حكراً على ساحات السياسة والدبلوماسية، بل وجدت طريقها إلى الملاعب التي باتت منبراً ينطق بلسان الضمير العالمي.