خيّم الحزن والأسى على قرية السعادنة التابعة لمركز بني سويف، بعد وفاة شقيقين في أقل من 48 ساعة نتيجة إصابتهما بمرض غامض، وسط حالة من الغضب الشعبي والاتهامات بالتقصير والإهمال الحكومي في متابعة الوضع الصحي بالمحافظة.

القصة بدأت عندما تعرض الطفل الأصغر، البالغ من العمر عشر سنوات، لارتفاع شديد ومفاجئ في درجة الحرارة، وُصفت بأنها "سخونة على المخ"، ما أدى إلى تدهور حالته سريعًا ووفاته رغم محاولات إسعافه.
وبعد يوم واحد فقط، أصيب شقيقه الأكبر، البالغ من العمر 25 عامًا، بنفس الأعراض وانتهى الأمر برحيله هو الآخر، لتعيش الأسرة المكلومة والقرية بأكملها صدمة لم يفقوا منها حتى الآن.

الأهالي الذين تجمعوا حول منزل الأسرة أكدوا أن العائلة معروفة بسمعتها الطيبة وعلاقاتها الودية، وأنها لم تدخل في أي خلافات مع أحد، وهو ما يزيد من غموض الواقعة ويضاعف من الحزن الذي عمّ القرية.

وأشار عدد من السكان إلى أن ما حدث يثير مخاوف من احتمالية انتشار مرض معدٍ أو وجود تقصير في الرعاية الصحية، خاصة أن السلطات الصحية لم تصدر حتى الآن توضيحًا رسميًا بشأن أسباب الوفاة أو طبيعة الأعراض.

وقال أحد الأهالي: "نحن في حالة صدمة.. كيف يرحل شقيقان في يومين فقط بنفس الأعراض دون أن يتحرك المسؤولون أو يتم تشخيص الحالة؟"، مضيفًا أن القلق يسيطر على الأسر الأخرى التي تخشى ظهور حالات مشابهة دون وجود خطط استباقية أو فرق طبية لمتابعة الوضع.

الواقعة أعادت إلى الأذهان أزمات سابقة شهدتها بعض القرى بسبب ضعف البنية التحتية الصحية وقلة الإمكانيات، ما يسلط الضوء على ضرورة وجود أجهزة إنذار مبكر للتعامل مع الأمراض المفاجئة، خاصة في القرى البعيدة التي تفتقر إلى مستشفيات مجهزة وأطقم طبية كافية.