شهدت منطقة عين شمس بالقاهرة حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين بعد تكرار شكاوى من غياب الأطباء بمستشفى الأردني لساعات طويلة، مما ترك المرضى وأسرهم في مواجهة الإهمال وغياب الرعاية الطبية اللازمة.
الأهالي أكدوا أن المستشفى كثيراً ما يُترك بلا أطباء متخصصين في أقسام الطوارئ، الأمر الذي يهدد حياة المرضى، خاصة الحالات الحرجة التي تحتاج لتدخل فوري.
استغاثات متكررة دون استجابة
مواطنون عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي عن معاناتهم، حيث كتب أحدهم: "ذهبنا بالمريض في حالة خطيرة ولم نجد أي طبيب في الاستقبال، ساعات من الانتظار بلا جدوى حتى تدهورت الحالة أكثر"، فيما وصف آخر المشهد بأنه "مأساة يومية"، مؤكداً أن غياب الأطباء لم يعد استثناء بل أصبح قاعدة.
ورغم تقديم شكاوى رسمية من الأهالي، إلا أن الردود تقتصر على وعود بالتحقيق دون أي تغيير ملموس.
وقال أحد المواطنين في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي " "كان ناقص نكشف على نفسنا".. بعد استغاثته من غياب الأطباء.
خلفية: أزمة عامة في المستشفيات المصرية
حادثة مستشفى الأردني ليست الأولى من نوعها، إذ تتكرر الاستغاثات من مختلف المحافظات بسبب الإهمال الطبي وغياب الكوادر.
ففي 2023، شهدت مستشفى بنها التعليمي أزمة مشابهة حين تُركت مريضة تنزف لساعات دون تدخل طبي، مما أثار موجة غضب على مواقع التواصل.
وفي مستشفى المطرية التعليمي بالقاهرة، نظم الأهالي وقفة احتجاجية بعد وفاة طفل نتيجة عدم وجود أطباء في قسم الأطفال.
أما في مستشفى سوهاج العام، فقد رصدت تقارير حقوقية نقصاً حاداً في الأطباء والمستلزمات، ما دفع المواطنين لتقديم استغاثات عاجلة لرئاسة الوزراء.
أسباب الأزمة: هجرة الأطباء ونقص التمويل
خبراء الصحة يرون أن تكرار هذه الحوادث مرتبط بعوامل هيكلية، أبرزها هجرة الأطباء إلى الخارج بحثاً عن رواتب أفضل وظروف عمل إنسانية، حيث تشير تقديرات نقابة الأطباء إلى أن أكثر من 10 آلاف طبيب غادروا مصر خلال السنوات الأخيرة.
كما أن نقص التمويل المخصص للقطاع الصحي أدى إلى تدهور البنية التحتية، ونقص المستلزمات الطبية، وضعف الرقابة على المستشفيات.
حياة المواطنين في خطر
ما يجري في مستشفى الأردني بعين شمس يكشف عن أزمة أوسع تهدد حياة ملايين المصريين الذين يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: إما اللجوء لمستشفيات حكومية تفتقر لأبسط مقومات الرعاية، أو دفع مبالغ طائلة في مستشفيات خاصة.
ومع غياب حلول جذرية من الحكومة، تظل الاستغاثات ترتفع من كل مكان، فيما يبقى المواطن المصري البسيط الضحية الأولى والأخيرة لهذا الإهمال المستشري.