شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الحوادث المؤسفة بسبب انهيار عقارات قديمة، أسفرت عن وفاة وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء، هذه الحوادث تسلط الضوء على خطورة المباني القديمة المهملة وعدم كفاية إجراءات التفتيش والصيانة، وتثير تساؤلات حول مدى التزام الجهات المختصة بسلامة المواطنين.
الحادث الجديد
وقع الحادث الأحدث مساء السبت 6 سبتمبر 2025، عندما انهار جزئي لعقار مكون من طابقين بشارع المكاتب بمدينة الزقازيق. أسفر الانهيار عن وفاة شخص وإصابة خمسة آخرين، بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا يُدعى ياسين عزت أغا، الذي توفي متأثرًا بإصابته بكسر في الجمجمة نتيجة سقوط شرفة العقار عليه.
تدخلت الأجهزة الأمنية وقوات الدفاع المدني فورًا، وفرضت كردونًا أمنيًا حول المنطقة، وبدأت عمليات البحث والإنقاذ. تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، بينما أسفرت الجهود عن انتشال جثة الطفل. الحادث أثار حالة من الغضب والاستياء بين أهالي المنطقة، مطالبين الجهات المعنية بسرعة التدخل لتفادي وقوع المزيد من الحوادث.
الحادث القديم
يأتي هذا الحادث بعد نحو أسبوعين من حادث انهيار عقار آخر بشارع مولد النبي في الزقازيق، والذي أسفر عن وفاة 9 أشخاص وإصابة 6 آخرين. 
العقار كان قديمًا ومتهالكًا، وانهار فجأة مما أدى إلى سقوط أجزاء كبيرة من المبنى على الشارع المجاور، وأجبر قوات الدفاع المدني على فرض كردون أمني مازال أثره قائما حتى اللحظة وسط تجاهل رفع الانقاض وتسيير الطريق.
الحادث القديم كشف حجم المخاطر التي تهدد سكان الزقازيق نتيجة الإهمال والتقصير في صيانة المباني القديمة، وأظهر الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات المختصة لضمان سلامة المواطنين.
المباني القديمة بالزقازيق
تُعد العديد من المباني في الزقازيق قديمة ومهملة، بعضها يزيد عمره عن 80 إلى 90 عامًا، ما يجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة. ضعف إجراءات التفتيش والصيانة الدورية يزيد من خطورة الوضع، ويضع حياة المواطنين في خطر مستمر، خاصة ان معظمها إيجار قديم يرمي كلا من المالك والمستأجر تحميل الصيانة على الآخر في فوضى قضائية ممتدة منذ عقود .
تكرار حوادث الانهيار في غضون فترة قصيرة يعكس الحاجة الملحة لتحديث التشريعات الخاصة بالبناء والتعمير، وفرض رقابة صارمة على المباني القديمة، فضلاً عن حملات توعية لأصحاب العقارات للالتزام بمعايير السلامة وتفادي الكوارث المحتملة.
حادث انهيار عقارات الزقازيق، سواء القديم أو الجديد، يمثل تذكيرًا صارخًا بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان سلامة المواطنين. من الضروري تكثيف جهود التفتيش على المباني القديمة، وخاصة الايجارات القديمة واتخاذ خطوات عاجلة لصيانتها أو إخلائها عند الضرورة. الحوادث المتكررة يجب أن تكون حافزًا للمواطنين للمطالبة بتطبيق معايير صارمة للبناء والصيانة، وتوفير بيئة آمنة للسكان، منعًا لتكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.