تغرق القرى المصرية في الفوضى والإهمال، فيما تُهدر مليارات الجنيهات على مشروعات استعراضية لا تعود بأي نفع على المواطن البسيط. أزمة غرق قرية خباطة بالغربية في مياه الصرف الصحي تمثل نموذجًا صارخًا للفشل الإداري وسوء التخطيط في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي وعد المصريين بمشاريع قومية كبرى، بينما يعيش الواقع أبسط صور الانهيار الخدمي.

هذا المشهد الكارثي يكشف التناقض الفاضح بين خطاب السلطة وحقيقة الأرض، حيث لا يجد المواطن سوى بحيرات من الصرف بدلًا من شبكات صرف صحي محترمة.

https://www.youtube.com/shorts/le_w25V8uQA?feature=share

 

معاناة الأهالي

أهالي خباطة عبّروا عن غضبهم العارم، مؤكدين أن القرية غرقت في مياه الصرف لأسابيع دون تدخل حقيقي. أحد الأهالي قال: "لم نعد قادرين على السير في الشوارع، الأطفال يعيشون وسط مستنقعات وروائح قاتلة، ولم نجد أي مسؤول يستجيب لاستغاثاتنا إلا بعد أن انتشرت الفضيحة على السوشيال ميديا".

آخر أضاف: "أين مليارات الجنيهات التي يقال إنها صُرفت على تطوير البنية التحتية؟ نحن لا نرى سوى الإهمال والفساد".

 

المخاطر الصحية

الوضع في القرية لم يعد مجرد أزمة خدمية، بل أصبح تهديدًا للصحة العامة. طبيب من أبناء المنطقة حذر قائلًا: "تجمع مياه الصرف بهذا الشكل ينذر بكارثة وبائية؛ هذه البيئة المثالية للأمراض الجلدية وحمى التيفود وأمراض الجهاز الهضمي، ونحن على أبواب أزمة صحية إذا لم يتم التحرك فورًا". الأهالي طالبوا وزارة الصحة بالتدخل، لكن الردود كانت وعودًا جوفاء لم تُترجم إلى فعل.

 

خبراء ينتقدون إهدار المليارات

خبراء الاقتصاد والبنية التحتية وصفوا هذه الواقعة بأنها انعكاس لهدر الأموال على مشروعات دعائية. الخبير الاقتصادي ممدوح الولي قال: "كيف يتم الحديث عن إنجازات بمليارات الجنيهات في البنية التحتية بينما تغرق قرى بأكملها في الصرف الصحي؟"، مضيفًا أن هذه الأموال توجه لمشاريع تلميع، بينما القرى تفتقر لأبسط الخدمات. مهندس متخصص أشار إلى أن غياب الصيانة الدورية والتخطيط السليم وراء هذه الكوارث، وأن الحلول الترقيعية مثل شفط المياه لن تمنع تكرار الكارثة.

 

فشل الإدارة المحلية والحكومة

رغم الاستغاثات المتكررة، لم تتحرك الأجهزة التنفيذية إلا بعد أن انتشرت الأزمة إعلاميًا. هذا السلوك يعكس عقلية إدارة الأزمات في مصر، حيث لا يتم التعامل بجدية إلا تحت ضغط الفضيحة.

أحد النشطاء المحليين قال: "المحافظ جاء للقرية بعد الغرق، وأمر بشفط المياه، وانتهى الأمر! لا خطط لمنظومة صرف متكاملة، ولا محاسبة للمسؤولين عن التقصير". هذه الإدارة الفاشلة تكشف أن المواطن في عهد السيسي بلا قيمة أمام الاستعراض الإعلامي.

وأخيرا فأزمة قرية خباطة ليست حادثًا عابرًا، بل مرآة لواقع مرير تعيشه القرى المصرية تحت حكم عبد الفتاح السيسي، الذي أنفق المليارات على مشروعات بلا جدوى، بينما البنية التحتية في حالة انهيار. حين تتحول الشوارع إلى مستنقعات من الصرف، وتتزايد المخاطر الصحية، فهذا دليل على غياب الدولة عن أبسط مسؤولياتها. المشروعات العملاقة التي يتباهى بها النظام لم تمنع غرق قرية صغيرة في مياه الصرف، وهذا هو الدليل الأقوى على أن عهد السيسي هو عهد الإهمال، التبذير، وانهيار الخدمات العامة.