في منطقة تقسيم 2 بمدينة كفر الشيخ، وقعت حادثة مروعة هزّت الرأي العام: عامل في مغسلة سيارات، يُدعى محمد ش. أ. ب. (35 عامًا)، ارتكب جريمة قتل بشعة بحق زميله أحمد فايز أحمد محمود المنسي (34 عامًا).

الجاني وجه طعنات قاتلة في الرقبة والصدر، ما أدّى إلى وفاة الضحية فورًا. الفيديو المتداول للواقعة أظهر المتهم في حالة هستيرية وغريبة، ما يدعو لافتراض استخدامه لمخدر الشابو قبل ارتكاب الجريمة.

وتمّ القبض على المتهم ونُقل الضحية إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام.
وحتى الساعة، لم تُكشف الدوافع الحقيقية وراء الجريمة، بخلاف الشبهات التي تلفها قضية تعاطي المخدرات.
https://youtu.be/8ZptZq3NwuA

وأثارت هذه الفاجعة غضب العديد من الخبراء فقال الدكتور أحمد عكاشة (أستاذ الطب النفسي): "هذه الجريمة ليست استثناءً، بل جرس إنذار لنا جميعًا—انتشار مخدر الشابو يعني انهيار الطبقة المتوسطة واختراق الأحياء الشعبية."

بينما قال سعيد صادق (باحث اجتماعي): "الإنفاق الضخم على المؤتمرات والبطولات لا يحمي المجتمع—نحتاج وقاية حقيقية للشباب، وإلا سنشهد المزيد من جرائم الشابو."

وأكد اللواء فؤاد علام (خبير أمني سابق): "انتشار هذا المخدر بهذه السهولة يستحيل أن يكون دون تواطؤ أو فساد—نحن أمام تجارة منظمة محمية."

بينما رأى هشام عبد الحميد (باحث في شؤون الإدمان): "الحملات الإعلامية ليست كافية—يجب أن توفر الدولة برامج وقاية وتعليم لعلاج الإدمان، خاصة للمواطنين محدودي الدخل."
 

الشارع يحتج: غضب وتوتر تحت وسم تضامن
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي كانت غاضبة ومؤلمة:

خالد داوود (ناشط سياسي): "كيف لمخدر قاتل مثل الشابو يدخل كل بيت بينما الشرطة منشغلة بملاحقة المعارضين؟"

أسماء الحسيني (صحفية مستقلة): "الجريمة ليست مسؤولية القاتل فقط، بل مسؤولية دولة تخلّت عن شبابها وتركتهم فريسة لأصحاب السم."

منى الطحاوي (ناشطة اجتماعية): "الشابو ليس مجرّد مخدر، إنه دليل على فشل التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية."

محمد زارع (حقوقي للدفاع عن الفقراء): "أصبح لدينا سياسة أمنية شكلية فقط؛ أما على أرض الواقع فالشارع يغلي بالجريمة."
 

أرقام مخيفة: الإدمان خارج نطاق السيطرة
التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن حوالي 10% من السكان يتعاطون المخدرات، أي ما يُقارب 10 ملايين شخص، بينهم أعداد متزايدة تعاطي الشابو والكريستال ميث.
وغالبية الضحايا تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، وهي الفئة الأكثر إنتاجية في المجتمع.

فيما يخص العلاج، تواجه الدولة عجزًا واضحًا: المراكز الحكومية لا تستوعب العدد المتزايد، أما المراكز الخاصة فتفرض تكلفة أكثر من 15 ألف جنيه شهريًا، وهو مبلغ يعجز عن توفيره أغلب الأسر الفقيرة، ما يحرّك بعض المتعاطين للجوء إلى الجريمة لتمويل هوسهم بالمخدرات.
 

التقصير الرسمي في دائرة الاتهام
تشير الاعتبارات إلى أن عدم وجود استراتيجية شاملة لمكافحة الإدمان يدعم انتشار الجريمة وتعاظم تأثير المخدرات.
اتهامات تطاول الوزارة المختصة بالتقصير، وتحدث البعض عن "تواطؤ" أو "تغاضي" عن شبكات الترويج مقابل رشاوى، بينما تُنفق الدولة مليارات على حماية المسؤولين بدلاً من حماية شبابها.
 

هل هذا هو مستقبلنا؟
حادث القتل داخل مغسلة في كفر الشيخ هو أكثر من جريمة فردية؛ إنه صرخة من واقعٍ متفكك: غياب الاستراتيجية، وتهميش الوقاية، وتجاهل الفقراء، وانفلات المخدرات.

إذا استمرت الدولة في تجاهل الملف الإدماني—دون علاج، دون توعية، دون حماية—فسيبقى الشابو وباقي المخدرات رايات الموت التي تعبث بأرواح الأجيال القادمة.
وما لم تُتحرك الدولة بحزم، فإن المجتمع المصري يتجه نحو هاوية من العنف، يدفع ثمنها يوميًا أبرياء.