شهدت مدينة سوهاج، حالة من الغضب الشعبي والاحتجاجات بعد غرق عدد من أبناء المحافظة، في حادث مأساوي هز المجتمع المحلي. ومع شعور الأهالي بالإحباط نتيجة ما وصفوه بالإهمال والتقصير من الجهات المسؤولة، اتجهوا نحو مقر أكاديمية الضيافة الجوية، حيث اقتحموا المبنى مطالبين بمحاسبة المسؤولين وكشف ملابسات الحادث.
https://x.com/i/status/1959648842250387897
 

 ضحايا الحادث

  • حبيبة السيد (15 سنة)
  • سلمى عاصم (15 سنة)
  • دعاء محمود (21 سنة)
  • فارس ياسر (20 سنة)
  • نور ممدوح (20 سنة)
  • يسى ساويرس (18 سنة)

الحادث وقع يوم السبت 23 أغسطس 2025، عندما جرفتهم الأمواج أثناء السباحة رغم رفع الرايات الحمراء التي تحظر السباحة. أصيب في الحادث أيضًا 28 آخرون، تم نقلهم إلى مستشفيات العجمي والعامرية لتلقي العلاج.
 

الاحتجاجات والغضب الشعبي
أفاد شهود عيان بأن المئات من أهالي الضحايا تجمعوا أمام الأكاديمية في ساعات الصباح الباكر، وحملوا لافتات كتب عليها عبارات احتجاجية تطالب بالعدالة، مثل "حق أولادنا لن يضيع" و"المسؤولون يتحملون الدماء".
وتحولت الوقفة الاحتجاجية إلى اقتحام رمزي للمقر، مع محاولات من الأهالي للتحدث مباشرة مع الإدارة، ومطالباتهم بسرعة إصدار تحقيق شفاف.

وبحسب الأهالي، فإن الغضب لم يكن فقط بسبب وقوع الحادث، بل أيضًا بسبب ما وصفوه بالإهمال المؤسسي، حيث لم تتخذ الجهات المعنية الإجراءات الوقائية الكافية لحماية المتدربين والطلاب من المخاطر المحتملة، وهو ما أدى إلى المأساة.
 

مطالب الأهالي والإجراءات المطلوبة
أكد الأهالي أن مطالبهم تشمل كشف ملابسات الغرق بشكل شفاف، وتحقيق العدالة بتقديم المسؤولين للمساءلة القانونية، بالإضافة إلى تقديم التعويضات اللازمة للمتضررين وأسر الضحايا.
وأشار بعض الأهالي إلى أن الحادث كشف عن تقصير في إجراءات السلامة داخل الأكاديمية، مطالبين بمراجعة شاملة لكل الإجراءات والتدابير الوقائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.

في المقابل، حاولت إدارة الأكاديمية احتواء الموقف من خلال التحدث مع ممثلين عن الأهالي ووعدتهم بفتح تحقيق عاجل، لكن الغضب لم يتراجع، خاصة مع وجود شعور عام بعدم الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية.
 

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
الحادث أثار موجة واسعة من الردود على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء عن استيائهم من الوضع، ووصفوا ما حدث بـ"الفاجعة المزدوجة"، بين فقدان الأرواح والإحساس بالإهمال المؤسسي.
كما طالبوا بضرورة محاسبة المسؤولين ومراجعة كل إجراءات السلامة داخل الأكاديمية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.

وتداول مستخدمو وسائل التواصل صورًا ومقاطع فيديو تظهر الحشود أمام المقر، ومشاهد من حالة الاحتقان والغضب، بالإضافة إلى شهادات من الأهالي الذين وصفوا مشهد الاقتحام بأنه "صرخة حق"، تعكس حجم الألم والخسارة التي يشعرون بها بعد فقدان ذويهم.
 

غياب البيان الرسمي وتأزم الوضع
حتى الآن، لم تصدر وزارة الطيران أو إدارة الأكاديمية أي بيان رسمي يكشف عن نتائج التحقيقات أو الإجراءات المتخذة تجاه الحادث.
وأدى هذا الغياب إلى زيادة حالة الاحتقان والغضب بين أهالي سوهاج، الذين أكدوا أنهم سيستمرون في التصعيد حتى تحقيق مطالبهم، سواء من خلال الاعتصامات أو الاحتجاجات المستمرة.
 

شهادات الأهالي
واحدة من الأمهات قالت، وهي تحاول حبس دموعها: "ابني كان يحلم بالالتحاق بالأكاديمية، وحلمه تحول إلى مأساة. نريد فقط معرفة الحقيقة ومحاسبة من تسبب في هذا الألم".
بينما أعرب أب آخر عن استيائه قائلاً: "ليس فقط فقدنا أولادنا، بل فقدنا الثقة في كل من يفترض أنهم مسؤولون عن حمايتهم".

كما أكد بعض الأهالي أن الحادث كشف فجوة كبيرة في إجراءات السلامة والأمان داخل المؤسسات التعليمية والتدريبية، مطالبين بتدخل عاجل من الدولة لمراجعة كل السياسات والإجراءات، وإلزام الأكاديمية بتحسين ظروف التدريب والتأكد من سلامة الطلاب.

وأخيرا فحادث غرق أبناء سوهاج واقتحام الأهالي لمقر أكاديمية الضيافة الجوية يمثل نموذجًا صارخًا لتراكم الغضب الشعبي نتيجة الإهمال المؤسسي، ويعكس مدى الألم والمعاناة التي يعيشها المواطنون عند فقدان ذويهم في ظروف مأساوية.
كما يضع المسؤولين أمام اختبار حقيقي للشفافية والقدرة على التعامل مع الكوارث الطارئة، ومحاسبة المقصرين، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل