شهدت محافظة الإسماعيلية صباح اليوم الأحد حادثًا مروعًا إثر اندلاع حريق هائل داخل مستشفى جامعة قناة السويس، ما أدى إلى إصابة 25 شخصًا بحالات اختناق نتيجة الدخان الكثيف الذي غطى المكان، وسط حالة من الفزع بين المرضى وذويهم.
ووفقًا لمصادر طبية وأمنية، فإن الحريق اندلع في الطابق المخصص للتخزين، وامتد بسرعة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال، قبل أن تتمكن قوات الحماية المدنية من السيطرة على النيران بعد جهود استمرت ساعات. وتم الدفع بـ 10 سيارات إطفاء وسيارات إسعاف لنقل المصابين إلى مستشفيات قريبة، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية لحالات الاختناق.
وأكدت إدارة المستشفى في بيان رسمي أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة حتى الآن، فيما لا تزال فرق الصيانة تعمل على تقييم حجم الخسائر التي طالت الأجهزة الطبية والمباني.
شهادات مؤثرة من قلب الحادث
روى أحد المرضى الذي كان في قسم الباطنة لحظة اندلاع الحريق قائلاً: "فجأة شممنا رائحة دخان قوية، وفوجئنا بالممرضين يصرخون ويطلبون منا المغادرة فورًا. الدخان كان كثيفًا لدرجة أننا لم نرَ شيئًا أمامنا".
أما أحد أهالي المرضى فأكد أن حالة من الهلع سيطرت على الجميع، حيث حمل بعضهم ذويهم على الأكتاف للهروب من ألسنة اللهب والدخان: "لم نجد أي مخارج طوارئ واضحة، والناس كانت بتجري في كل اتجاه.. الأطفال كانوا بيصرخوا والناس بتخبط في الحيطان من شدة الدخان".
خلفية عن المستشفى وحوادث مشابهة
يُعد مستشفى جامعة قناة السويس واحدًا من أهم المراكز الطبية في منطقة القناة، إذ يستقبل آلاف الحالات سنويًا من الإسماعيلية والمحافظات المجاورة.
ويأتي هذا الحادث ليعيد إلى الأذهان سلسلة من الحرائق التي اندلعت في منشآت طبية خلال السنوات الأخيرة، والتي أثارت جدلاً واسعًا حول معايير السلامة داخل المستشفيات المصرية.
ففي عام 2020، شهدت مصر حادثة مأساوية بعد اندلاع حريق في مستشفى خاص بالجيزة لعزل مصابي كورونا، أسفر عن وفاة عدد من المرضى.
وفي العام الماضي، اندلع حريق بمستشفى صدر العباسية دون خسائر بشرية، لكن الخسائر المادية كانت كبيرة.
ويترقب الشارع المصري نتائج التحقيقات، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على المستشفيات الحكومية والخاصة، لضمان تطبيق إجراءات السلامة، وتفادي كوارث مشابهة تهدد أرواح المرضى والعاملين في القطاع الصحي.