شهدت محافظة المنيا، وتحديدًا قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، مساء أمس السبت، واقعة جديدة من حوادث التسمم الغذائي التي باتت تُثير القلق بين الأهالي، بعد إصابة 11 فردًا من أسرة واحدة بأعراض تسمم غذائي حاد إثر تناولهم وجبة فاسدة.
وبحسب مصدر طبي بمستشفى ديرمواس المركزي، فإن المصابين نُقلوا في حالة إعياء شديد مصحوبة بأعراض المغص الحاد، الإسهال، القيء، وارتفاع طفيف في درجات الحرارة، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية اللازمة لهم، مؤكدًا أن جميع الحالات تحت الملاحظة الطبية.
وكشف المصدر أسماء المصابين وهم:
- كلثوم جابر (45 عامًا)،
- علي جابر (41 عامًا)،
- فاطمة ربيع (22 عامًا)،
- رحمة علي (17 عامًا)،
- شهد علي (14 عامًا)،
- محمد علي (11 عامًا)،
- مروة ممدوح (7 أعوام)،
- رحمة ممدوح (11 عامًا)،
- أسماء ممدوح (16 عامًا)،
- دعاء ممدوح (13 عامًا)،
- آدم علي (12 عامًا).
حوادث متكررة تثير المخاوف
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها في المنيا خلال الأسابيع الأخيرة، إذ سبقتها مأساة مأساوية شهدتها قرية قصر هور بمركز ملوي قبل أسبوع، حيث فقدت أسرة كاملة أحد أفرادها وأُصيب تسعة آخرون بأعراض تسمم غامضة، أثارت حالة من الحزن والذهول بين الأهالي.
ورغم تلقي المصابين رعاية طبية مكثفة ومغادرتهم المستشفى لاحقًا بعد تحسن حالتهم، إلا أن وفاة أحد أفراد الأسرة ألقت بظلالها الثقيلة على أجواء القرية التي ما زالت تعيش تحت وقع الصدمة.
استدعاء ذاكرة دلجا المأساوية
حادث دلجا الأخير أعاد للأذهان كارثة أخرى شهدتها القرية ذاتها قبل أسابيع قليلة، حينما فقدت أسرة كاملة مكونة من ستة أطفال ووالدهم حياتهم نتيجة تسمم غذائي لم تُعرف أسبابه حتى اللحظة.
الأسرة المنكوبة كانت قد دخلت قسم "عناية السموم" بمستشفى الإيمان في أسيوط، حيث خضع أفرادها لمحاولات إنعاش ورعاية طبية مكثفة، لكن حالتهم تدهورت تباعًا، ليودّعوا الحياة واحدًا تلو الآخر في مشهد مأساوي صادم.
ورغم إعلان وزارة الصحة آنذاك عن تحسن حالتهم في بداية الأزمة، إلا أن الموت كان أسرع، ليتحوّل الحزن إلى حداد جماعي في القرية. مشاهد الجنازات الجماعية للأطفال الستة خلال أسبوع واحد أثارت موجة من التعاطف والحزن العميق، قبل أن يُغلق المشهد بوفاة الأب.
صدمة الأهالي وصمت الجهات الرسمية
في دلجا، ما زالت علامات الاستفهام قائمة حول الأسباب الحقيقية لتكرار هذه المآسي، وسط صمت رسمي وغياب الشفافية، حيث لم تُعلن وزارة الصحة حتى الآن نتائج التحاليل التي أُرسلت إلى المعامل المركزية بالقاهرة.
يقول "أبو علي"، أحد جيران الأسرة المنكوبة:
"ما حصل لا يوصف.. أولاد زي الورد كانوا بيلعبوا الصبح، وفجأة وقعوا واحد ورا التاني. الناس في القرية لحد دلوقتي مش فاهمة إيه اللي حصل، ولا في مسؤول طلع يوضح الحقيقة".
هذا الغموض يفتح الباب واسعًا أمام التكهنات ويزيد من مخاوف الأهالي من تكرار الكارثة مرة أخرى، خصوصًا مع تقارب الحوادث من حيث الزمان والمكان والظروف.