واصلت «قوات الدعم السريع» مجازرها بحق السودانيين حيث قتل ثمانية أشخاص إثر استهدف ملجأ يحتمي به الأهالي في مدينة الفاشر بشمال دارفور غرب السودان، حسبما أفاد مصدر طبي.
والفاشر هي المدينة الرئيسية الوحيدة التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، وتفرض عليها حصاراً منذ أكثر من عام في خضم حربها مع الجيش منذ أبريل 2023.
وتحدث طبيب بمستشفى الفاشر التعليمي: «قُتل ثمانية مدنيين جراء قصف (الدعم السريع) ملجأ يحتمي به المواطنون، بواسطة طائرة مسيرة ».
وتنتشر في الفاشر ملاجئ حفرها سكان المدينة أمام المنازل للاحتماء بها من الهجمات المتكررة.
وتحتدم المعارك بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في دارفور التي تحاصرها الأخيرة منذ أكثر من عام، في محاولة لإحكام السيطرة عليها.
ولا تزال الفاشر المدينة الرئيسة الوحيدة بإقليم دارفور الشاسع الواقعة تحت سيطرة الجيش، بينما تسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء الإقليم.
وحذرت الأمم المتحدة مراراً من تدهور أحوال المدنيين في الفاشر، مع إعلان المجاعة في عدد من مخيمات النزوح، وتوقع انتشارها في عدة مناطق أخرى.
وفي السياق صدّ الجيش السوداني هجوماً جديداً لقوات الدعم السريع على الفاشر ، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري، وذلك بعدما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على عدة مناطق رئيسية في المدينة الواقعة في غرب السودان.
وأفاد المصدر العسكري بأن الجيش، مدعوماً بفصائل مسلحة متحالفة معه، استعاد سجن شالا ومقر شرطة الاحتياطي المركزي في جنوب غربي المدينة، مكبداً الدعم السريع "خسائر كبيرة".
في المقابل، قال مصدر في قوات الدعم السريع لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأخيرة تسيطر بشكل كامل على هذه المواقع نفسها منذ الجمعة، بالإضافة إلى سوق المواشي الواقعة في جنوب الفاشر.
من جهته، قال صلاح عيسى، أحد سكان حي أولاد الريف في وسط الفاشر، إن قوات الدعم السريع بدأت هجوماً الجمعة من جنوب غربي المدينة، متجهةً نحو المطار.
وقال شاهد آخر هو محيي الدين عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية إن عناصر الدعم السريع شنوا هجوماً بالأسلحة الرشاشة، فيما كانوا يستخدمون عادة القصف المدفعي الثقيل لاستهداف مواقع في المدينة.
يأتي هذا بينما يعاني سكان الفاشر نقصاً شديداً في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ومنذ خسارتها العاصمة الخرطوم التي سيطر عليها الجيش في مارس الماضي، وفي محاولة لبسط سيطرتها على كامل إقليم دارفور، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة بها والتي أُعلِنت فيها المجاعة.
وأسفرت الحرب التي دخلت عامها الثالث عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليوناً في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم وفقاً للأمم المتحدة.