أعرب الأزهر الشريف، أقدم مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، في بيان شديد اللهجة عن استنكاره العميق لزيارة قام بها وفد من من يصفون أنفسهم بـ"أئمة أوروبيين" إلى إسرائيل، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص "فئة ضالة لا تمثل الإسلام ولا المسلمين"، وأنهم تجاهلوا بشكل مريب المعاناة الإنسانية الكبرى التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. وجاء هذا البيان بعد إعلان مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الاثنين الماضي، عن استقباله لوفد إسلامي أوروبي، ضم شخصيات من فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة، برئاسة الداعية المثير للجدل حسن شلغومي، والذي ادعى أن الزيارة تهدف إلى "نشر السلام والتعايش بين المسلمين واليهود". الأزهر: الزيارة "خيانة للقيم".. وتجاهل للمذابح وفي بيان نشره عبر صفحاته الرسمية، وصف الأزهر الزيارة بأنها "مشبوهة وخبيثة"، مشددًا على أن الهدف المعلن منها لا يعدو كونه غطاء لتبييض وجه الاحتلال، في وقت ترتكب فيه إسرائيل مجازر دموية بحق المدنيين في قطاع غزة. وقال البيان إن هؤلاء الأفراد الذين وصفوا أنفسهم بـ"أئمة"، "ضربوا صفحًا عن معاناة الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وعدوان غير مسبوق، ومجازر ومذابح وقتل متواصل للأبرياء لأكثر من 20 شهرًا"، في إشارة إلى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. وتابع البيان: "الأزهر يستهجن بشدة هذه الزيارة، التي أجراها أشخاص عميت أبصارهم وبصائرهم، وتبلدت مشاعرهم عما يقاسيه هذا الشعب المنكوب، وكأنهم لا تربطهم به أية أواصر إنسانية أو دينية أو أخلاقية". تحذير من "المأجورين" وأضاف الأزهر: "نُحذر من هؤلاء وأمثالهم من المأجورين المفرطين في قيمهم الأخلاقية والدينية"، مؤكدًا أن "مثل هؤلاء عادة ما ينتهي بهم تاريخهم وصنيعهم إلى صفحات التاريخ السوداء". كما وجه الأزهر تحذيرًا صريحًا إلى المسلمين في العالم بأسره من "الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة، حتى وإن صلوا صلاة المسلمين وزعموا أنهم أئمة ودعاة". السياق الميداني: زيارة في زمن المجازر وتأتي زيارة وفد "الأئمة الأوروبيين" المزعوم إلى إسرائيل في توقيت بالغ الحساسية، حيث تُواصل إسرائيل، وبدعم أمريكي مباشر، تنفيذ إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض. ورغم هذا الواقع المأساوي، حرص الوفد الزائر على الترويج لفكرة "التعايش مع إسرائيل"، متجاهلًا تمامًا ما وصفه الأزهر بـ"الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم". إدانات واسعة في أوروبا الزيارة أثارت موجة رفض داخل المجتمعات الإسلامية الأوروبية. فقد أصدر "المجلس الأوروبي للأئمة" في باريس بيانًا أدان فيه المشاركة واعتبرها "مشبوهة"، مؤكدًا أن هذا الوفد لا يمثل المسلمين في أوروبا، بل يعبر عن أجندات مشبوهة تتعارض مع موقف الغالبية الساحقة من المسلمين تجاه القضية الفلسطينية. خلفيات مثيرة للجدل وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوفد، حسن شلغومي، شخصية مثيرة للجدل داخل الجاليات المسلمة في أوروبا، ومعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل والمعادية للحركات الإسلامية، وهو ما زاد من الجدل حول طبيعة هذه الزيارة وأهدافها الحقيقية. شاهد: https://x.com/Isaac_Herzog/status/1942178750319186206