بينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين في قطاع غزة، وتستمر سياسة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات "اقتصادية" مثيرة للجدل، عبّر فيها عن طموح بلاده في فتح طرق تجارية كبرى تربط آسيا بأوروبا مروراً بالجزيرة العربية، بما في ذلك فتح أسواق الطاقة والاتصالات، وكأن الدم الفلسطيني لم يزل يُسفك، وكأن الدمار لم يبتلع غزة بأكملها.

وفي حديث لقناة "فوكس بيزنس"، قال نتنياهو إن "إسرائيل تنظر إلى إمكانية فتح طرق تجارية بين آسيا وأوروبا، بما يشمل الطاقة والاتصالات"، مشيراً إلى أن ذلك جزء من مستقبل يرسمه رغم حرب الإبادة المتواصلة على القطاع. تصريحات أثارت استياء واسعًا، حيث اعتبرها مراقبون تجسيدًا واضحًا لمشاريع "الخيانة والتوسع" الإسرائيلية التي تُبنى على أنقاض غزة ودماء شعبها، وبتواطؤ غربي مطلق.

 

وقف إطلاق النار.. رهائن مقابل هدنة مؤقتة
في السياق نفسه، كشف نتنياهو عن وجود "فرصة جيدة" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، في إطار اتفاق محتمل يعيد خلاله نصف الرهائن الأحياء والقتلى. وقال إن الهدف هو "القضاء على حماس وضمان ألا تكون غزة تهديداً لإسرائيل أو غيرها".

لكن هذه "الهدنة" تأتي في وقت تؤكد فيه وزارة الصحة في غزة أن القطاع يعاني من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، مع استمرار القصف اليومي، وارتفاع أعداد الشهداء والمصابين.