نشر موقع ذا كونفرزيشن مقالًا بقلم إيان بارميتر في 21 يونيو 2025، تناول فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات جوية على مواقع نووية إيرانية، وتحليلًا لثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث بعد هذا التدخل الأمريكي المباشر في الحرب بين إسرائيل وإيران.

أرسل ترامب طائرات وقاذفات أمريكية فجر الأحد لقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية في نطنز وأصفهان وفوردو، حيث توجد منشأة تخصيب أورانيوم مدفونة تحت الجبال. جاءت الضربات ضمن سلسلة تطورات بدأت منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، ومرّت بهجمات إسرائيلية على حزب الله في لبنان وسقوط نظام الأسد في سوريا.

دفعت إسرائيل، على الأرجح، ترامب إلى اتخاذ القرار بسرعة، خصوصًا باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن 13600 كج، والتي لا تملكها إلا الولايات المتحدة. بعد هذا التصعيد، توجّه الأنظار إلى ما قد تفعله إيران، أو كيف ستتطور الحرب، في ظل دخول قوة كبرى على خط المواجهة.
 

1. إيران تردّ بضربات محدودة

يدرك قادة إيران أن الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة يُعرّضهم لأضرار هائلة، ويهدد استقرار النظام ذاته، وهو ما يشكل الأولوية العليا بالنسبة للمرشد الأعلى علي خامنئي. عند اغتيال قاسم سليماني في 2020، أطلقت إيران صواريخ على قواعد أمريكية في العراق، لكنها لم توقع خسائر كبيرة، ثم أعلنت انتهاء الرد. ومن المرجح أن تعتمد إيران ردًا مشابهًا الآن، دون الانخراط في تصعيد متبادل طويل.

تتوفر إيران على نحو 2000 صاروخ بعيد المدى بحسب بعض التقديرات، وقد أطلقت منها ما بين 400 إلى 700 صاروخ منذ بداية الحرب، ما يعني أن مخزونها ينفد بسرعة. إضافة إلى ذلك، دمّر سلاح الجو الإسرائيلي نحو ثلث منصات الإطلاق، ما يقلص من قدرة إيران على الاستمرار في الرد.
 

2. إيران تتراجع وتلجأ للتفاو

صرّح مسؤولون إيرانيون سابقًا باستعدادهم للتفاوض بشرط وقف الهجمات الإسرائيلية، ما يفتح احتمالًا لصفقة تشمل إعلان وقف إطلاق نار مقابل استئناف المفاوضات النووية. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي تسوية قبل تدمير كل المنشآت النووية الإيرانية، ويواصل استهداف المنشآت النفطية والغازية لإضعاف النظام الإيراني.

في التاريخ الإيراني، لم يرضخ النظام بسهولة. خلال حرب إيران والعراق، صمد النظام 8 سنوات قبل القبول بوقف إطلاق نار بوساطة أممية، عقب حادث إسقاط طائرة مدنية إيرانية. وقد وصف الخميني ذلك القرار آنذاك بأنه "أشد من شرب السم".

ربما يضطر خامنئي إلى اتخاذ خطوة مماثلة لحماية بقاء النظام، لكنه سيواجه تحديات داخلية حادة، إذ لا يُعرف ما إذا كان الشارع الإيراني سيتقبل التراجع أمام الولايات المتحدة وإسرائيل. رغم ضعف شعبية النظام، يتمسك كثير من الإيرانيين بحس قومي رافض للانصياع للقوى الأجنبية.

يحاول نتنياهو دفع الإيرانيين إلى الانتفاض على النظام، لكن انهيار النظام قد يقود إلى الفوضى بدلًا من الديمقراطية، بالنظر إلى التنوع العرقي والتعقيدات السياسية داخل إيران. حتى في حال وفاة خامنئي، من المرجح أن يتمكن النظام من ترتيب خلافته سريعًا.



3. تدخل أمريكي محدود

أظهر استطلاع مشترك بين الإيكونوميست ويوجوف في 17 يونيو أن 60% من الأمريكيين يعارضون دخول بلادهم الحرب بين إيران وإسرائيل، مقابل 16% فقط يؤيدونها. حتى داخل الحزب الجمهوري، رفض 53% هذا التدخل العسكري، ما يجعل قرار ترامب غير شعبي نسبيًا.

إذا اقتصر التدخل على هذه الضربة ونجح في إنهاء الحرب سريعًا، فقد يلقى ترحيبًا لاحقًا. أما إذا استهدفت إيران مصالح أمريكية وردّت واشنطن بقوة، فقد تزداد المعارضة الداخلية.

يبقى سؤال حاسم دون إجابة: هل دمّرت الضربات الأمريكية كمية اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% (400 كج) التي تملكها إيران؟ إذا لم تُدمّر، وإذا نجحت إيران في الحفاظ على بعض أجهزة الطرد المركزي، فقد تستعيد قدراتها بسرعة، بل وربما تُسرّع عملية التخصيب إلى 90%، ما يقربها من امتلاك سلاح نووي.


يرى الكاتب أن مستقبل الحرب يرتبط بردود إيران، وحجم الانخراط الأمريكي، وإمكانية فرض تسوية سياسية. لكن المؤكد هو أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة من التصعيد قد تفضي إلى تغييرات كبيرة على مستوى القوى والنفوذ في الإقليم.
 

https://theconversation.com/the-us-has-entered-the-israel-iran-war-here-are-3-scenarios-for-what-might-happen-next-259509